صالح جبار خلفاوي – بغداد
يواصل الأديب و القاص العراقي رائد الرواية التفاعلية العربية ” صالح جبار محمد الخلفاوي” بالتنسيق مع إدارة تحرير “الفيصل” في عمليات التنقيب ـ سابقة ـ في نصوص مبدعين عرب “نخبة كانوا أو مبتدئين” و محاولة قراءتها كما تبدو له كأديب و كقاص و كقارئ متميّز له مكانته على الساحة العربية ،
فاختار لنا “صالح جبار ” باقتراح الفيصل في هذا الملف قراءات لـ 8 نصوص أدبية متميزة بين القصة و الشعر استهوته و استهوتنا لمبدعين عرب من “ليبيا” الشقيقة:
الأدباء المبدعين: “رضا جبران” ، ” غالية الذرعاني”، “علي البهلول”، “علي الجعكي”، “مريم الأحرش”، ” نجاة الهمالي”، ” فوزي الشلوي” و”فاطمة حميد العويمري” .. قولوا للسديم و للتهميش إننا قادمون!.
في القصة القصيرة و القصيرة جدا:
الكاتبة مريم الشامس الأحرش، المؤهل العلمي: دبلوم متوسط/ تربية بدنية ، ،مجالات الكتابة: القصة القصيرة
ـ مطاردة” لـ الكاتبة مريم الشامس الأحرش
مطاردة : أطلق خطاه للريح. ركض طويلا. تقطعت أنفاسه، كما تقطع نعله فقذف به بعيدا أهلكه التعب فآثر أن يستريح وينام. توسد ذراعه،مرة أخرى، وجد نفسه يفر وبيده قطعة شيكولاته، باحثاً عن مكان لا تراه فيه العيون.. جلس. نزع عنها الغطاء. تشبث بها، بدأ بامتصاصها كطفل رضيع يتعلق بثدي أمه، يخشى أن يفقده.. تلذذ بها.. فجأة.. استيقظ. وجد نفسه يمص إصبعه. فرك عينيه… ” كم هو حلم جميل ” !!
القراءة
(( الحلم الذي تقصه مريم الاحرش مبني على هاجس في التحسس الزمني يمتص اصبعه كطفل رضيع . وهذه حاجة مفقودة حرمان من رغبة في عاطفة غائرة بعيدا في الذات البشرية . الشيوكلاته هدف بعيد يؤسس لحلم غارق في النسيان لا يأتي الا في عالم مضبب ))
****
اللعبة: لـ الكاتب علي محمد الجعكي.
عمل معلماً حتى تقاعده. وهو عضو في اتحاد الكتاب الليبيين، نشر العديد من القصص القصيرة في العديد من الصحف والمجلات المحلية والدولية، وشارك في عدد من المناشط الثقافية. صدر له من المجموعات القصصية: سر ماجرى للجد الكبير، وأموت كل يوم ..
اللعبة : في ا لطريق إلى بيته بالضاحية الجنوبية، لم يشعر السيد فاضل بتلك الطمأنينة والحيوية التي عرفها طوال حياته . أي نوع من الألم الذي هاجمه هذه الليلة ؟ يشعر بأنه ليس كلياليه الماضية التي أمضاها في مكتبه، يدقق حسابات الشركة بعد الدوام الرسمي . شعوره بالوحدة جعل القلق يهاجمه، والأفكار المخيفة تعشش في رأسه، حاول أن يضفي نوعاً من البهجة على نفسه، لكنه ملّ التمثيل بسرعة . كان يفيض قلقاً واضطراباً لم يعرفه إلا منذ ذلك اليوم الذي انشقّ فيه إلى رجلين مختلفين تماماً .. حيث أخذ يصارع آلامه في وحدة قاسية … يكابر، يرسم تلك الابتسامة العذبة .. يلبي طلبات رؤسائه .. يناقر زملاءه بودّ . لكنه في الداخل يتفتت .. خلاياه تتمزق، يعبث بها الخراب كل يوم .. ترك المكتب إلى بيته عساه يبتعد عن مشاغل العمل وهمومه .. كابوس مزعج جثم على صدره … لفحه هواء الطريق الرطب .. فك أزرار كنزته الصوفية وربطة عنقه . فتح صدره لموجات الهواء البارد .. كان يمنّي نفسه بالراحة، وبنوم عميق بين أحضان سريره الوثير، لكن الألم يطحن أعماقه .. جبينه ساخن إلى درجة لا تطاق .. يختنق .. تحسس صدغيه بأطراف أصابعه .. العروق تنبض بقوة .. الدم يتدفق إلى رأسه .. ربما لبدانة جسمه أثر فيما يجري له .. نصحه طبيبه بفقد بعض من وزنه الزائد .. تباً لذلك الطبيب الماكر …كان يخبيء شيئا وراء نظارته السميكة قرأت ذلك في عينيه . . رغم إلحاحي لم يفصح لي عن سبب الدوار الذي ألمّ بي فجأة . لماذا كان يدقق في التحاليل بصمت ؟ وما سر الجهاز الذي ربطني إليه طويلاً؟ وما معنى تلك الخطوط المتعرجة على شريط الورق ؟ .. يا إلهي … يا لهذا الألم . أخرج منديله ومسح به على جبهته ووجنتيه، وزاويتي فمه .. تعثر برصيف الشارع الجانبي المؤدي إلى بيته . الطريق لم يكن مضاءً، كما انزرعت على جانبيه حفر مليئة بالوحل والمياه القذرة .. شجيرات مهملة كانت تعابثها الريح، فتزحف أوراقها الجافة على الإسفلت . لقد آثر السيد فاضل الانزواء في هذه الضاحية الهادئة، البعيدة عن قلب المدينة حيث الضوضاء التي تستفزه .. عندما يكون في قلب المدينة يحسّ بالإرهاق والتوتر .. الجدران الإسمنتية تضيق حوله .. كأنه في عنق زجاجة .. لولا ارتباطه بالعمل لسافر إلى بقعة نائية يسودها الهدوء . كم يكره ما تتجشأ به المدينة من آلام وعذاب . شعر بقطرات الوحل تتسرب إلى داخل حذائه فتلوّث جوربه .. لزوجة الطين تلتصق بجلد قدميه وبين أصابعه .. خيّل إليه أنها تتسرب إلى داخله .. خطواته المحطمة على الرصيف المبلل تبعث الوحشة بين ثنايا الليل .. يشعر بوحدة قاسية .. يتعمق فيه ذلك الشعور الغامض .. يتشعب بين خلاياه .. تتشابك براعمه الحادة في داخله .. أصابع خفية ناعمة تضغط على خناقه .. فمه كمغارة خرافية يبتلع الهواء .. يشخر كالذبيح … يجرّ قدميه بصعوبة على الإسفلت المغسول .. مع كل خطوة كان الطريق يمتد خطوات … ربما لن يصل هذه الليلة . لم يلق حتى أولئك المخمورين الذين تلفظهم حانات آخر الليل، فيتجولون بين الأزقة المظلمة لينسوا همومهم في بقايا زجاجة رخيصة .. لعلّ ج رد التفكير في الموت .. ذلك المخلوق البشع الذي لم يعرف هيئته بالتحديد، لكن علاماته المرعبة كانت ترتسم على وجوه أحبائه التي غابت ولم تبق في الذاكرة إلا أطيافها المهزوزة. سأل طبيبه عن إمكانية موته فجأة، دون أن ينذره ذلك الزائر الذي يخافه إلى حد الرعب .. إنه كامن حولنا يتربص، وربما يظهر فجأة فيضرب ضربته دون أن نعلم، خاصة في مثل حالتك – مثل حالتي ؟؟ ماذا يقصد يا ترى ؟ هل هو قريب مني إلى هذه الدرجة ؟ – حاول أن يطرد هذه الأفكار فشرع يغني بصوت لاهث مقطعاً من أغنية عن الثلج والأعالي وضوء الشمس، لكنه توقف فجأة عن غنائه . ألا تعني هذه الكلمات الموت بعينه ؟ لماذا قفزت هذه الأغنية الحزينة إلى حنجرتي ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ ارتعدت أطرافه … جحظت عيناه … تشنج جسده، ودون أن يدري سكب صوته عالياً ممطوطاً في فضاء الليل البارد .. لا آآآآ . ضغط جمجمته بين كفيه .. حاول انتزاع أفكاره من رأسه المتعب . كان الصوت يصيح بداخله .. لم يعد يسيطر عليه .. مرت سبابته على شفتيه إنهما منطبقتان تماماً، لكن الصوت المزعج المتألم يصفر من داخله .. يخرج من مسامه، من أذنيه وأنفه .. كل الفضاء أصبح أزيزاً حاداً مخيفاً .. من فوقه، عن يمينه وشماله .. يا إلهي !! تبين أنه يمر بمحطة السكك الحديدية . إذاً فهو أزيز قطار آخر الليل ! . تشاءم من هذه المصادفة، أن يصل المحطة مع إقلاع آخر قطار. خيالات كانت تتحرك تحت الأضواء الشاحبة المنعكسة على الأرضية المبللة . الجسم المعدني يتمدد طويلاً حتى خارج المحطة .. الإشارة الضوئية تلمع كنجمة خضراء . يعلو الهدير الفولاذي .. صخب العجلات على القضبان . يبتعد القطار في الليل فيتلاشى الصوت في الظلمة .. يبتلع السكون الأشياء .. زقاق واحد يفصله عن بيته الذي غرق في العتمة . دقّ جرس البيت .. عاود الدق مرات ومرات . تذكر أنه يقطن وحيداً .. ابتسم لهذه اللعبة التي يمارسها . أخرج مفتاحاً وأدخله في ثقب الباب .. كانت مفصلات الباب الحديدي تصدر أنيناً حاداً قطع سكون الليل … في ناحية الشارع ارتفع نباح كلب . أشعل السيد فاضل نور المدخل .. اتكأ على السلم المؤدي إلى الغرف العليا .. كانت لوحة زيتية تزين المدخل . وقف عندها طويلاً كأنه يراها لأول مرة .. أشعل لفافة ومسح الغبار عن اللوحة القديمة .. كانت لسفينة هرمة تغالب العاصفة .. بعض الأشرعة كانت تتمزق .. الأعمدة المحطمة تتأرجح مع الريح . اللون الأزرق يطغى على اللوحة بدرجاته المتفاوتة .. السفينة رسمت بلون أسود قاتم … السماء لا يظهر منها غير ذلك الخضم الهائل من الأزرق .. ألف لسان خرجت من السطح الثائر .. تتشعب .. تتلوى بجنون .. تنقض على الخشب، على المزق والحطام
القراءة
(( القاص علي محمد الجعكي يخو ض في سرد مفصل عن حالة البطل ومعاناته من ازمة قلبية بوصف مسهب جدا التأويل في النص يأتي من النهاية حيث يدخل الى بيته وتواجهه اللوحة:
كانت لوحة زيتية تزين المدخل . وقف عندها طويلاً كأنه يراها لأول مرة .. أشعل لفافة ومسح الغبار عن اللوحة القديمة .. كانت لسفينة هرمة تغالب العاصفة .. بعض الأشرعة كانت تتمزق
يتمارى النص ما بين معاناة البطل وما ترسمه اللوحة من خطوط تنبىء عن نهاية محتومة يتخوف منها – القصة كتبت باسلوب الراوي العليم ولاشك ان القاص يتمتع بخبرة جعلته يطوع النص وفقا لارادته حيث تناص هاجس القطار الذي يمضي بعيدا ولوحة تتمزق فيها الاشرعة . قصة مستوفية شروط الابداع .)
عزل: لـ الكاتبة غالية يونس الذرعاني
تكتب القصة القصيرة والرواية، والبحوث التاريخية، وبحوث التراث الشعبي. متحصلة على درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي. رئيس تحرير مجلة (أزاهـير) ،نشرت في الصحف المحلية، وعلى المواقع الثقافية على شبكة الإنترنت. صدر لها: وعد بربيع آخر(قصص قصيرة) دار الفضيل. نزف (قصص قصيرة جداً) وزراة الثقافة. ثلج يحترق (قصص قصيرة) وزراة الثقافة. السيرة النبوية في كتابات المستشرقين الإنجليز (دراسة لبعض النماذج). نزف (قصص قصيرة) مدارك – المملكة العربية السعودية ..
عزل : اجتمعت الحيوانات على ظهر السفينة، تداولت الأفكار النهمة: إذا كان نوح قد بنى السفينة فلا تنسوا أن ابنه كان من الكافرين المهلكين. قال القرد… وقوم نوح هم الذين أغضبوا السماء، فانهمرت بالطوفان، هو وهم سبب غربتنا. قالت الأفعى. أنا جائع، ألم يحن موعد الطعام بعد؟. قال الأسد السكير، أما النعامة فقد طمرت رأسها في الماء لحظات، ثم زعقت صائحة في الهواء: لا يابسة في الأفق… تبادل الثعلب والذئب والحرباء نظرات النصر، استلموا دفة القيادة، بعد أن دفنوا نوحاً في قاع المحيط ..
القراءة
(( غالية يونس الذرعاني قلبت الاقتباس القراني لتشكل ومضة مدهشة معاكسة للثيوقراطية احتمال مرهون لكليلة ودمنة مع سفينة نوح هي تحتج على الطوفان لانه في رايها يحمل سخرية وعبث الحياة فاعادت تشكيل القصة وفق مقاسات تفكيرها . لا ينكر انها محاولة جادة ومفعمة بالوجع البشري ))
من يسكت بقية الديوك..؟: لـ الكاتب سعيد مفتاح العريبي
. تحصل على ليسانس آداب، تخصص لغة عربية، من جامعة قاريونس / عام: 1983. تحصل على دبلوم دراسات عليا، تخصص دراسات إسلامية، من جامعة الفاتح عام 1985. عضو برابطة الأدباء والكتاب.. للمؤلف كتاب بعنوان أبعاد نقدية في اللغة والأدب والتاريخ، عن مجلس الثقافة العام. وآخربعنوان: مجرد حلم وحكايات أخرى، عن مجلة المؤتمر. وثالث بعنوان: المرآة: قصص ومسرحيات مترجمة، عن مجلس الثقافة العام
من يسكت بقية الديوك..؟ : 1 سمع الجار وقع طرقات قوية على باب داره ، فهب إلى الباب مسرعا ، وهو يقول: . من يطرق بابنا في هذا الوقت بالذات .. ؟ اللهم اجعله خير – فتح الباب وإذا بجاره مسعود يقف وعلامات الغضب بادية على محياه .. فبادره قائلا : -خيرا إنشاء الله ، ما الذي جاء بك أيها الجار العزيز .. ؟ ديكك يا عبد الله : – قال مسعود : ديكي…!!! – قال عبد الله مستغربا . نعم ديكك الذي حرمني من النوم ، لا يكف عن الصياح ليلا ونهارا – أنا جد آسف يا مسعود .. لن يزعجك هذا الديك اللعين بعد اليوم أبدا .. أملهني إلى ما . بعد صلاة العشاء 2 بعد صلاة العشاء مباشرة .. سمع مسعود وقع طرقات على باب داره ، فهب إلى الباب مسرعا وهو يقول .. ؟ — من الطارق ..؟ . أفتح يا مسعود ، أنا جارك عبد الله – . مرحبا بك يا جاري العزيز .. مرحبا بك يا عبد الله – كان عبد الله يحمل طبقا بين يديه .. نظر مسعود إلى الطبق وهو يقول : – ما هذا يا عبد الله .. ؟ . – دعني أدخل أولا و ستعرف .. ما بداخل هذا الطبق 3 في حجرة الضيوف ، كشف عبد الله الغطاء عن الطبق .. فدهش مسعود مما رأى .. فقال مستغربا : – ما هذا أيها الجار .. وما المناسبة .. ؟ – لا مناسبة ولا يحزنون .. هذا هو الديك الذي أزعجك .. أتيتك به مشويا لنأكله معا ، . عقابا له على ما سبب لك من أرق وتعب .. فكله هنيئاً مريئاً . أنا آسف يا عبد الله .. لم أكن أتوقع أن تنتقم منه بهذه الطريقة – – الحقيقة أيها الجار العزيز .. لا أريد لعلاقة الجوار الطيبة التي تربطنا منذ زمن ، أن . تنتهي بسبب ديك عجوز اختلطت عليه الأمور ، فأصبح لا يفرق بين فجر وقيلولة – أشكرك يا عبد الله .. لكن كان عليك أن تتخلص منه بطريقة أخرى ، كأن تبيعه وتستفيد . من ثمنه . أستفيد من ثمنه .. !!! والله لأنت أفضل عندي من مال الدنيا – . أشكرك أيها الجار العزيز .. هيا تفضل كل مما جدت به علينا – 4 تلك الليلة بالذات .. وبعدما أخلد مسعود للنوم .. تعالت الأصوات في الأرجاء .. لم يكن المؤذن هذه المرة ديكا واحدا .. كانت مجموعة كبيرة من الديوك .. ما أن يسكت أحدها حتى يبادره الآخر مؤذنا ..هكذا وبتتابع ممل ومزعج حتى الصباح . . 5 في صباح اليوم التالي .. تقابل الجاران مسعود وعبد الله ، فدار بينهما الحوار التالي : . صباح الخير يا عبد الله – . صباح الخير يا مسعود .. أعرف أنك لم تنم جيدا ليلة البارحة – – وكيف تريد لي أن أنام ، وكل ديوك الجيران ، التي لم تكن تؤذن من قبل ، لم تكف عن الصياح طيلة الليل وحتى الصباح . . – نعم .. هذا أمر طبيعي . أمر طبيعي .. أتعني أنها تؤذن حزنا على فراق صاحبها – . لا يا جاري العزيز .. لم تكن تؤذن حزنا عليه .. بل فرحا بموته – . – فرحا بموته يا للعجب .. وكيف عرفت ذلك .. ؟ . أنا أعرف طبائع الدجاج أكثر منك – . -علمنا مما علمت من طبائع الدجاج ، زادك الله علما وفهما – لقد كان هذا الديك سلطويا ظلوما .. ولم يكن يسمح لها بالتعبير عن وجودها في حضرته . حتى بالآذان – نعم .. حتى بالآذان .. ولأنه كان سلطويا ظلوما كنت أكرهه وأتمنى موته .. وكنت أيضا فرحا بتقديمه لك مشويا على طبق ليلة البارحة . – يا للأسف .. لم أكن أعرف أنه كان شجاعا وقويا إلى هذا الحد .. !!! أنا آسف يا عبد الله على أنني كنت سببا في موته . . بل إنني أقدم لك أسفي على موته مرتين .. مرة . لأنني كنت سببا في موته .. وأخرى : لأنني شاركتك في أكله – غريب أمرك يا مسعود .. أوبلغ بك الأسف على موته إلى هذا الحد.. ؟ – ولما لا .. وقد رأيت حالنا والمؤذن واحد .. فكيف بنا وقد كثرت الديوك علينا .. ؟ – ما ذا تعني بكلامك .. يا مسعود ..؟ – أعني يا عبد الله .. سكت ديكك وتوقف عن الصياح .. فمن يسكت بقية الديوك الآن .. ؟
القراءة
استخدم الكاتب سعيد مفتاح العريبي اسلوبا مباشرا في كتابة قصته وبسياق القصص الراديوية للتعبير عما يريد . الفكرة التي عمل عليها باستخدام الديوك كثيمة لايصال الفكرة التي بنى عليها نصه . استطاع تقريب وجهة نظره بسرد بسيط غير متكلف مع الاتيان بالارقام وهي دلالة على مراحل التصاعد السلطوي مع الاكثار من علامات الاستفهام وذلك لكشف الغموض المبطن في النص .
الكاتبة نجاة عمار الهمالي ،
دكتوراه في الأدب و النقد من جامعة طرابلس ، تكتب القصة القصيرة و القصيرة جدا ، لها مجموعة قصصية قيد الطبع و كتابان :الأول مطبوع عن الصورة الرمزية في الشعر العربي الحديث ، و الآخرتحت الطبع موسوم ب(توظيف الأسطورة في روايات إبراهيم الكوني) إهدار على هامش الطريق ارتمى متهالكا ، غلبه النعاس ،عندما أفاق لاحظ : بعضهم يقف على ظهره ،نبتت شجرة لبلاب على كتفيه ، تتسلق رقبته طفيليات ، حشرات تبني بيوتها داخل رأسه ،حاول النهوض ، لم يفلح ،قال : كم لبثتُ ؟! لم يعلم أنه أهدر زمنا في سباته ، حتى صار و الرصيف كيانا واحدا .
القراءة
نص الدكتورة نجاة الهمالي يعتمد على الاقتباس القرأني لما حصل للعزير الذي اماته الله مئة عام ثم بعثه. يحسب للدكتورة انها وظفت الثيمة بصورة حداثوية حينما جعلت من البطل والرصيف كيانا واحدا وهذا يعني فقدان فرص التقدم والنهوض وهي دلالة سياسية تعبر عن حالة من القنوط التي لا رجاء منها .
في الشعر :
الشاعر الدكتور رضا محمد جبران
أستاذ الأدب و النقد بكلية الآداب بجامعة طرابلس
يَا أَيُّهَا المَاضونَ فِي قَتلِ الهَوى إِنَّ الهوى وَطنٌ تَمزَّقَ شَملُه هَيهَاتَ أن تَبنوا البِلادَ وَشَعبنا فَهَواكُمُ كّذِبٌ وَزُورٌ أَصلُه صَرِمتْ حِبالُ وِصالكم فَتَرقَّبوا شَطَحات شَعبٍ قَد تَنوَّر عَقله خابتْ مَساعيكم وَحق رحيلكم فالشعب أرهقه المطال وذله لا لم تعوا دَرسَ الطُّغاةِ وَحتفَهم وَنَسيتمُ حَقَّ الشَّهيدِ وما له و خيم الليل البهيم بأرضنا وقضى على أمل النهار تغوله ..
القراءة
القصيدة خطاب سياسي واضح يرمز فيه الشاعر للوطن بالهوى وهو العشق المتأصل في النفس لكن يؤخذ على الشاعر استخدامه كلمة شطحات وهي تعني في الوعي الجمعي حالات من الصحوة المفاجئة والغير مدروسة وبالتالي تعطي صورة غير محببة
الشاعر فوزي الشلوي ..
حاصل على بكالوريوس التخطيط والادارة .. وحاصل على ماجستير في التنمية البشرية .. نشر قصائده في عدة صحف محلية وعربية .. وصحف إلكترونية .. لديه مخطوطات لدواوين مؤجلة الطبع ديوان تحت الانجاز
بعنوان ( تليقين بفوضى محرابي ) الْجُبُّ .. يَا يَوسُفَ .. تَسَرَّبَ الْحُلُمُ مِنْ بِيْنِ أَيْدِينَا .. ونَقَر الْطَّيرُ مِنْ رُؤوسِنَا .. والْشَّمْسُ والْقَمَرُ يَنْتَظِرَانِ .. خَارِجَ قُضْبَانِ الْسِّجْنِ .. وزُلَيخَةُ .. تُعِدُّ مَوَائِدَهَا .. وتَشْحَذُ سَكَاكِينَهَا لِنِسَاءِ الْمَدِينَةِ ونَحْنُ .. نَذْبَحُ قُطْعَانَاً مِنَ الْبَقَرِ الْعِجَافِ يا يُوسف امْتَدَتْ سَنَواتُ الْقَحْطِ .. تَشَكَّلَت فِي مَلاَمَحِ الْحِنْطَةِ فَأخْبِرْنَا .. إنَّكَ عَلِيمٌ .. حَفِيظٌ .. مَنْ يَنْتَشِلُنَا مِنْ قَعْرِ الْجُبِّ ؟؟ .. وحِبَالُ الْدَّلْوِ مُهْتَرِئَةٌ !! والْذِّئَابُ تَتَرَبَّصُ هُنَاكَ بِالْقَوَافِلِ .. هَا نَحْنُ – يَا نَبَيَّ الْلَّهِ – نَنْتَظِرُ الْمَطَرَ .. نَقِفُ – عَلَىَ خَزَائِنِ الأَرْضِ – مُتَسَوِّلِينَ.. نُحَمِّلُ الْذِئَابَ وِزْرَ دَمِنَا الْمَسْكُوبِ .. عَلَىَ سَكَاكِينِ ( زُلَيخَةَ ) نَقُدُّ قَمِيصَ الْقَحْطِ مِنْ دُبْرٍ .. فَمَتَىَ يُحَصْحِصُ الْحَقُّ .. وتُرْسِلُ لَنَا قِطْعَةً مِنْ ثَوبِكَ الْنَّقِي .. عَلَّنَا إذَا مَا شَمَمْنَاهَا .. نُبْصِرُ مِنْ جَدِيدٍ !!! . ..
القراءة
يستخدم الشاعر سورة يوسف لطرح فكرته بأعتبار تشابه الحالة في الخذلان وذات الكيد الذي يعاني منه المجتمع .التداخل النصي يعطي بعدا جميلا لكشف تبئير الازمة الخانقة . لابد من نبي أو من سلالة نبي يعالج الاضطرار يتدبر أمر القحط وأحتكار السوق
زخات أمل : للمبدعة فاطمة حميد العويمري
… خريجة معهد عال لغة عربية … تعمل أستاذة بالعهد المتوسط الحاسوب بالعزيزية. عضوة في عدة مجموعات ومنتديات … لديها مجموعة من النصوص ، نشرت في بعض المواقع الإلكترونية.
زخات_أمل … : مَاذَا لَوِ اقتَرَبَ البَعِيدُ النَّائِي وتَلَألَأتْ بِدُنُوِّهِ ظَلمَائِي * وتَضَوَّعَ الوَردُ ابتِهَاجاً واحتَفَى وتَنَسَّمَتْ بِعُطُورِهِ أَرجَائِي *فَتَهَلَّلَتْ بِالوَصلِ أَيَامِي وَمَا خَشِيَتْ مِنَ الأَرزَاءِ والأَنوَاءِ * مَا الضَّيرُ لَو ضَحِكَ الزَّمَانُ لِمُهجَةٍ أَقصَى مَطَامِحِها سُنُوحُ لِقَاءِ * تَصبُو ومَا فَتِئَ الرَّجَاءُ يَحُفُّهَا لَا تَرتَضِي عَيشاً بِغَيرِ رَجَاءِ * وأَنَا عَلَى فَرضِ استِحَالَتِهِ لَكَمْ أَرتَاعُ مِنْ وَجعٍ عَلَى الأَحشَاءِ * ولَكَمْ يُثِيرُ الإِنتِظَارُ هَوَاجِساً تَنتَابُنِي فَتُلِحُّ فِي إِشقَائِي * وبِرَغمِ خَوفِي لِي فُؤَادٌ آمِلٌ :- يَشذُو الهَنَاءُ مُعَبِّقاً أَجوَائِي * يَرنُو إِلَى سِربِ الأَمَانِي عَلَّهُ بَعدَ اغتِرَابٍ يَهتدِي لِسَمَائِي … ……………………
القراءة
واقع يزفر ألما ما الضير لو ضحك الزمان أمنية برجاء رغبة في سنوح لقاء مفصل جزئية لا تحتاح الى هذا القدر من التخضع أما أن تخضع وأما ان تعم . يترشح من النص قسوة المجتمع ورغم ذاك وبرغم خوفي لي فؤاد أمل صراحة مؤلمة لواقع متحجر
الشاعر الدكتور علي البهلول ، أستاذ الأدب العربي بكلية التربية طرابلس / جامعة طرابلس .
قش الدجاجة
قــــــد حدثتني جدّتي * في الليـــل آلاف السيــــــرْ
وهبت لذيذ منامها * طفـــــــلا تَخَطّفه السهـــــرْ
فوسائل التـــــرفيه لم * تَحْلُلْ ببــــــــدوٍ أو حضــرْ
بعض الحكايا علّقــتْ * في الـــــذهن واضحة الأثرْ
من بين ما قــد شدّني * (نقش الدجاجة في الحجر)
يحكى بأن حضيـــرةً * قــــــد مسّها لفح الضـــررْ
مُذْ مات كلّ ديـــوكها * بعــــــــد المشيبة والكبــــرْ
فاستأنســــوا بدجاجةٍ * في هيبـة الديك الأغـــــــرْ
فتقلّدتْ أمـــر العشيــ*** رَةِ دون وعي أو نظـــــــرْ
فتكدّرتْ أحــــــوالهم * والزهــــو يقتله الكــــــــدرْ
والمــاء عـــزّ طلابه * والحَــــــبُّ جيـــــده نـــدرْ
والشـــرّ جـــرّد سيفه * رقصــــــاً لأغنية الخطـــرْ
قضتِ الظلومةُ نحبها * وتجـــــرّعتْ كأس القـــدرْ
لـم ينجها مــــن فعلها * عــــزّ الملوك على الصورْ
فَرِحَ الدجاجُ بنصــره * متناسيــــاً كــلَّ العبــــــــرْ
وتقدّمتــــه دجاجـــــةٌ * ودجاجـــــةٌ وهلــــمّ جـــرْ
فتشتـــــتْ آمــــــالهم * وغـــــدوا لمــــرٍّ أو أمـــرْ
وإذا بِطَـــرْقِ دجاجةٍ * قتـــــل الملالة والضجـــرْ
عرفت بنقشٍ ساحـــرٍ * ونفائـــــسٍ تَـــزِن الـــدررْ
فتبينــــوا من نقـــرها * في صخــرة وقت السحــرْ
(من غاب عنه ديوكه * فحياتــــــه مثل الغجـــــرْ)
بأسلوب السهل الممتنع يقدم الشاعر نصه باستخدام الديوك والدجاج برمزية وطن مستباح غارت ديوكه وهم رجال السلطة بذا يكون حال من فقد صفوة الرجال حاله حال الغجر . دليل الانفلات والتسيب