غلاف كتاب أوراق الغربة والحنين.
حوارات

الدكتور موسى أبومحلولة : (اوراق الغربة والحنين) .. طفح فيض المشاعر وانفجار مخزون الكلمات وانسكاب حبر القلم على أوراق الغربة ..

خبر ليبيا :: هاجر الطيار

غلاف كتاب أوراق الغربة والحنين.
غلاف كتاب أوراق الغربة والحنين.

صدر مؤخرا كتاب اوراق الغربة والحنين للكاتب الدكتور موسى ابومحلولة وهو أول إصدار أدبي له. الكتاب من إصدارات مؤسسة الأمة العربية للنشر والتوزيع في جمهورية مصر العربية وقال شارك فور صدوره في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2018ثم في معرض تونس الدولي للكتاب في أبريل الماضي وقد لاقى قبولا من القراء ورواجا في المكتبات المصرية إلا أن وصوله إلى السوق الليبي قد تأخر بعض الوقت لأسباب لوجستية تم التغلب عليها مؤخرا وبدأ الكتاب بحمد الله في الوصول الى مكتبات طرابلس على أمل أن يتم توزيعه على نطاق أوسع في جميع المدن الليبية أجرينا هذا اللقاء مع الدكتور موسى من مكان إقامته في مدينة لندن ودار الحديث حول كتابه أوراق الغربة والحنين والغربة وهمومها ودار على النحو التالي

س: دكتور من انت؟

ج: انا موسى عبدالسلام ابومحلولة مواطن ليبي أحمل عشقا لا ينتهي لبلدي ليبيا، وطبيب جراح أقيم واعمل حاليا في العاصمة البريطانية لندن ولدت في مدينة ام الجرسان القريبة من مدينة يفرن في اعالي الجبل الغربي ودرست بكلية الطب البشري بجامعة طرابلس وتخرجت منها في عام 1984 م باشرت بعدها العمل في مستشفيات طرابلس المركزي والخضراء ثم مستشفى صلاح الدين وفي مطلع التسعينات حزمت امتعتي متوجها الى مدينة جلاسجو الاسكتلندية لإستكمال دراستي العليا وفي صقيع غربتي هناك نلت درجة الزمالة البريطانية في الجراحة وانتقلت بعدها إلى مقاطعة يوركشاير بوسط إنجلترا حيث عملت هناك لمدة سنتين وتحصلت على درجة الماجستير في الجراحة من جامعة لندن التي أعجبني دفئها النسبي وتنوع وثراء ثقافات ولغات الجاليات المقيمة بها وثراء الحياة الثقافية فيها فانتقلت إليها في أواخر التسعينات واقمت بها وعملت بمستشفياتها حتى اليوم.

س: دكتور قبل أن نتحدث عن كتابك الجديد وهو موضوع حديثنا هل تطلعنا ولو بشكل مختصر عن بداياتك مع الكتابة وحكايتك معها؟

س: نعم سيدتي رغم عشقي للقراءة ومحاولاتي المبكرة للكتابة منذ أيام المدرسة الإعدادية لا أعتبر نفسي اليوم كاتبا محترفا بل هاويا وعاشقا للكتابة وأعتقد أنه في داخل كل منا كتاب أو اكثر يمكن أن يكتبه بطريقته الخاصة وبلغته الخاصة اذا ما قرر أن يخوض تجربة الكتابة وتهيأت له الظروف المواتية لذلك….

اما أنا فقد كنت ايام المدرسة أقرأ كل ما تقع عليه عيناي وإن كان ذلك بشكل عشوائي تمليه الإمكانيات المتاحة في ذلك الزمن لكن تجربة الكتابة لم تحدث إلا في بدايات مرحلة الدراسة الجامعية في شكل مقالات وخواطر شعرية ونثرية لكن الجو العام في ذلك الزمان كان خانقا وغير مشجع على الإبداع ففضلت التركيز على دراستي التخصصية رغم بعض المبادرات المحدودة والمساهمات في مناشط الكلية الإعلامية والطلابية

والآن هل تحدثنا عن الغربة وعن كتابك أوراق الغربة والحنين؟

الوطن مكانه دائما في القلب وكلما إبتعد عنه الانسان واغترب زادت جذوة الحنين الى مرابع الطفولة وملاعب الشباب اشتعالا فكلما وقعت العين على خبر في جريدة صباح أو على شريط إخباري على شاشة تلفزية أو تناهى إلى الأذن حديث عن ليبيا أو جاء منها عبر امواج الأثير او وسائط التواصل الاجتماعي قفز القلب وتجيشت المشاعر وتأهب الفكر والعقل …

هذه هي حال المغترب في الظروف العادية لا يشغله عن وطنه عمل شاق وسعي متواصل لكسب الرزق ولا تلهيه عن تذكر الأحبة والاصحاب والاقارب والاتراب مظاهر الحياة العصرية في ديار الغربة القصية بإيقاعها المتسارع المجنون …

أما إذا ألمّ بالوطن طارء أو عصف به “ربيع عربي” كما حدث في عام 2011 فإن الأمر يكون مختلفا والالم مضاعفا والترقب متواصلا والهلع مشروعا والحنين جارفا ولا يعود يكفي تلقف الاخبار وحبس المشاعر … وهذا ما حدث لي ولكل مغترب في تلك الأيام العصيبة الحبلى بالاحداث المتسارعة والمسكونة بالقلق والتوتر والمعاناة فكان ان طفح فيض المشاعر وانفجر مخزون الكلمات وانسكب حبر القلم على أوراق الغربة ..

“وطني في قلبي وحقيبتي على كتفي، أسافر وأغترب اشقى وأتعب أكدّ وأجتهد أقرأ وأكتب تتسع امامي أرض الله الواسعة واحيانا بما رحبت تضيق، أمضي وحيدا فيكون طيفك هو الرفيق، تتساقط أوراق غربتي فيزهر في أعلماقي ربيع عشقك يا وطني فاكتب لك أوراق حنيني”

كتاب أوراق الغربة والحنين هو جهد متواضع ونتاج إبداعي عفوي لم اكن أخطط له لكنه جاء في وقته وكان معبرا عن بعض ما كنت أشعر به في تلك الظروف وقد ظمنّت فيه ايضا بعض الذكريات القديمة التي قفزت إلى الذاكرة وحشرت نفسها بشكل أو بٱخر بين صفحات الكتاب التي قسمتها إلى قسمين اوارق للغربة واوراق للحنين وها انا أضعها بين يدي اعزائي وأصدقائي القراء بكل تواضع ومحبة راجيا أن تروق لهم كلماتي وتنال رضاهم ولا تكون ثقيلة عليهم حزمة اوراقي.

الكتاب يقع في 296صفحة من القطع المتوسط ويحتوي مقالات متنوعة وشيقة عن شئون عديدة ورحلات بعيدة وقريبة ومشاهدات فريدة وبعض التلميحات السياسية وإلاشعار الوطنية والقضايا المجتمعية كل ذلك في قالب خفيف وموجز لا يثقل على القاريء ولا يبعث على السأم والملل.

س: كيف ولدت فكرة تأليف كتاب اوراق الغربة والحنين وما الذي دفعك لكتابته ؟

الولادة كانت طبيعة جدا ولم تكن قيصرية على الإطلاق فقد كنت اكتب أفكاري وخواطري وملاحظاتي ومشاهداتي على هاتفي النقال أو حاسوبي المحمول وأتابع كل ما يدور في ارض الوطن وأرصده من خلال وسائل الإعلام واكتب عنه في حينه وكنت انشر بعض ما اكتب على صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع والصحف الإلكترونية وكانت تروق لاصدقائي ومتابعي هذه الصفحات من القراء الكرام وذات صباح افقت من نومي وكنت أخلق ذقني حينما لمعت فكرة الكتاب بل وعنوانه في ذهني فباشرت في تجميع وتصنيف وتبويب ما توفر عندي من مادة إبداعية مع مايلزم من إضافات وتعديلات وكان ميلاد هذا الكتاب .

س: وكيف إخترت المواضيع أو المقالات التي أوردتها في الكتاب وهل واجهتك بعض الصعوبات في مرحلة إعداد الكتاب للنشر؟

ج: إختيار المواضيع لم يكن مشكلة فقد كنت اعرف بالضبط المواضيع التي قد لا تصلح للنشر في كتاب وحذفتها وعوضتها بكتابة المزيد حتى يحتفظ الكتاب بحجمه وقيمته لكن الصعوبه كانت تقنية وقد تولى الناشر حلها في مرحلة لاحقة بحمد الله.

س: هل هناك مقالات أو محتوى معين ورد في الكتاب له أفضلية عندك او موقع خاص في نفسك؟

ج: قد يكون هذا صحيحا بالنسبة لي كقاريء وكل قاريء سيميل الى موضوع معين قد يروق له اكثر من غيره وهذا طبيعي جدا ولكن ليس ككاتب للكتاب ففي هذه الحالة كل المواضيع تحتاج مني إلى العناية والاهتمام ذاته بما يخدم مصلحة الكتاب ككل.

س: هل كانت لك كتابات أخرى منشورة؟

ج: هذا هو كتابي الاول لكني نشرت كتابات عديدة علي صفحات الصحف الإلكترونية مثل ليبيا المستقبل وبوابة الوسط والحوار المتمدن العراقية وإكسير المغربية ودوت مصر المصرية بالأصالة الى مدونتي الشخصية ٱفاق وصفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي.

س: ما هي طقوسك الخاصة للكتابة.. متى وأين تكتب؟

ج: استعمل قطار الانفاق للذهاب إلى عملي والعودة منه وقد كنت أقرأ في العادة كغيري من الركاب فعادة القراءة في وسائل النقل أثناء السفر يشتهر بها الشعب البريطاني وشائعة جدا ثم بدأت اكتب وتطور الأمر إلى عادة محببة احرص عليها وهذا الكتاب كتب في أغلبه على شاشة الهاتف المحمول وانا جالس على مقعدي في قطار الانفاق اللندني.

س: ماهي مشاريعك المستقبلية؟

ج: كنت قد كتبت مجموعة من المحاولات الشعرية في السنوات الأخيرة ولي محاولات أخرى قديمة يعود بعضها إلى أيام الجامعة لم يتم نشرها والله قف مر في تجميعها في ديوان قد يكون مناسبا للنشر، وقد وضعت الخطوط العريضة وسرعة في كتابة رواية ستكون هي الأولى اذا سمح لي الوقت ووفقني الله في ذلك.

هل تودّ أن تقول أي شيء ٱخر لقرائك ومتابعيك؟

ج: أتوجه بالشكر الجزيل لك سيدتي الكريمة ولكل من تفضل بمتابعة ما اكتب وأتمنى أن ينال كتابي المتواضع هذا قبولا وأستحسانا لدى القراء الأعزاء.

مقالات ذات علاقة

خـالـد السحــاتي في حـــوار صحفي: “أُحِـبُّ أنْ أكتُب في هُــدُوءٍ، بقلمٍ مُتعـطِّشٍ لبياض الوَرَقَـةِ”

المشرف العام

عبد الرحمن إمنيصير: لطالما كانت إحدى أحلامي هي إنتاج رواية

مهند سليمان

القاصة والروائية خيرية عبدالجليل: ”أنا أؤمن بكسر القيود خاصة عند الخوض في تجربة الكتابة الروائية“

حنان كابو

اترك تعليق