نعم أنا وحيد
أشبه الليل إذا انطفأ
ومرور الأشباح أمام انعكاس المرايا
وغياب البسمة عن شفاه الذهول.
وحيدٌ؛ كدمية يفقأ الأطفال عيونها ولا تصرخ!
كحبّة بطّوم تعثرت فوقعت، وتدحرجت باتجاه شجرة تين.
وحدةٌ لا عمر لها؛ تقفز من عين عجوز إلى مرآتها (وهوب) نحو النافذة.
لا عنوان للوحدة؛ في عيون الأرامل تجدها؛ في قسوة عصا المُعلّمات؛ في شدة ضغط الممرضة على القلم حين تدون الحالات؛ في انقطاع الأكسجين عن فساتين النوم في خزانتها تلك التي نظن جميعا أنها سعيدة!؛ في غسيل الجارات الذي تشرق عليه الشمس مرتين حتى يجف، وقد لا!..
أتعلم لماذا سُمّيت ب “الوحدة”؟
لأنك تدرك من خلالها كيف تتحد معك وتتغلغل فيك حتى يعجز كل من يعبرك عن تحريك شيء؛ هكذا؛ أنت ثابتٌ، والعابرون تلاشي حتى يصبح للنسيان طريق مختصر في حناياك .
حسنًا؛ بعيدًا عن كل ما ذكرت، وتذكّرت .. لا أظنني وحيد، وغرفتي تعجُّ بالأحلام.
______________________
8/2018