من أعمال المصور أسامة محمد
شعر

أفتّشُ عنّي

من أعمال المصور أسامة محمد
من أعمال المصور أسامة محمد

 

أفتّشُ عنّي لا المرايا تدلّني
عليّ ولا الصَّمتُ الطّويلُ تَكَلَّمَا

وأذكرُ أَنِّي لُحْتُ لي فوق نجمةٍ
ولوّحتُ : أن أَقْبِلْ؛ فلم ألق سُلّمَا

وأذكرُ أَنِّي بي تعثّرتُ مرّةً
ولملمتُ أوراقي سريعا و لملما

فهل حينما تمتمتُ كنتُ أظُنُّهُ
وهل ظنّني إيّاهُ لحظةَ تمتما؟!

ألم يتلفّتْ بعدها مثلما أنا
تلفتُّ حتّى آخر الْعُمْرِ أَعْتَمَا

أفتّشُ خلفَ الوجهِ عني فإنني
يقينا سوى هذا الذي قد تجّهَمَا

ولم أخفهِ أنِّي تبرّمتُ مثلما
لكثرة ما ألقاهُ بي قد تَبَرَّمَا

أفتّشُ في (البحر الطويل) فلا أرى
سوى ( الْمَلِكِ الضِّلِّيلِ )للثَّأْر ِ يَمَّمَا

وليس سوى( ابن الريب )أَبّنَ نفسه
ومثواه بالرُّمحِ الرُّدينيّ صُمِّمَا

يُفَتِّشُ عن شِعْرٍ يُخَلِّدُ مَوتَهُ
وقبرٍ عليه الشِّعْرُ صلَّى وسَلَّمَا

وعندي من الأحزان ما كان ظَاهِرًا
وعندي الذي قد ظلَّ سرًّا مُكَتَّمَا

أخبئهُ – كي لا يُرى – خلفَ بسمةٍ
وأوجعُ حزنِ المرءِ حزنٌ تبسّمَا

وكُلُّ زمان القربِ عنديَ( مالكٌ)
وقلبي عليه الْيَوْم أضحى ( متمّما )

على ( جرهم ) يَبكي ( مُضَاضٌ ) وإنَّني
جمعتُ مُضَاضًا في أنايَ وجُرْهُمَا

أفتّشُ عني هل أنا إبرةٌ ألم
أكن هاهنا نخلا وأفقا ومنجما

وبيدر قمحٍ لا يزال رغيفُهُ
بكل يدٍ تحتاج زادا ومطعما

وأغنيةً لو سمعُ زريابَ زارها
لآب بأضعاف الذي كان أُلهِما

فكيف أُرَى وحدي أفتّشُ حائرا
عن الحبّ في أطلال بيت ٍ تهدّما

أفتّشُ عنَّي ما الَّذِي سَأَقُولُهُ
إذا ما تلاقينا وأبدى التفّهُمَا!!

أقول له : من يا ترى الأصلُ بيننا؟!
ومن يا ترى أرضٌ ؟ومن يا ترى سما؟

ومن حين يبكي لا تجفُّ دموعُهُ
إلى حدّ أن العشب من دمعه نما؟!

ومن لا يبالي بالجراح وأهلها ؟
ومن لا يرى الأشواك إلا تألّما؟

أقول له ماذا أقول أظنّني
سأرضى بصمتٍ طال حتّى تكلما

مقالات ذات علاقة

رحيل الغريبة

عائشة المغربي

في مديح القَدم

عاشور الطويبي

طـرابـلـس

جمعة عبدالعليم

اترك تعليق