يصرخ بوجهك الكتاب الصارم .. ويعلمك المثالية من اذنيك حتى تتوجع .
لكنك تطلب الإذن منه :
ـ “أريد أن أتكلم أيها الكتاب” على غير عادة الحفظة بلا فهم ..
والمبصرون بلا بصيرة ..
والوجهاء بلا مبرر ..
والمسؤولون بلا حكمة .
وياذن لك الكتاب فتنهمر دموعك وشكواك معاً :
ـ ” وكيف لا أحزن ” ؟
وكل هذا الهم حزن .
وكيف لا أحزن ؟
وأنا المشتت بين واقعٍ لا أرضى عنه .. وخيال لم يعد يتقبلني .
وكيف لا أحزن ؟
وهذه الدنيا تمعن في الكذب ..
وهؤلاء اللصوص يسرقون في وضح النهار ..
وهؤلاء السفلة يرتقون المناصب ..
وهذه القمامة تنصب لها في كل يومٍ حديقة ؟
وكيف لا أحزن ؟
وهذا الحظ يتسول كل يومٍ حظه ؟
وكيف لا أحزن ؟
وهذا العمر يمضي ، وأنا أتذكر وجوه من غابوا فأبكي عليهم من جديد ؟