لا تأخذني على محمل الجد
عندما أتحدث إليك عن ومضة البرق في ليل هجين
لا تعتبر ذلك شعرا
فأنت يجب أن تقف أولا على معنى ” ليل هجين”
ليس بمقدروي أن أشرح لك
لحظة الكتابة
ولن أستطيع عزل الأشياء العالقة بوجهي
أنت لا تراها على أية حال!!
ومع هذا لا تأخذني على محمل الجد
بصيغة أسهل
أنا أجاهر بالفوضى
ولا أخجل من ترك النص حين أنضب
ألعنه وأرميه
أنا في قاع المهزلة
أرغي
وأصير صوت صفير
كنت أحب أن أصوغ فكرة أخرى
عن الضوء والليل
كيف هما وجهان يختصرهما البرق
كيف للمحة الباهرة أن تمحو العتم
وتموت الشرارة
ويولد المطر ليغسل وجه الليل
ويترك لي غبش مسحون
في قرارة النفس
لا تأخذني على محمل الجد
لو حدثتك عن الحزن
القابع في قلبي الآن
أنا لن أحدثك عنه على أية حال
أفضل أن أتحدث عن التراب المبلول
عن رائحة الأرض
وعن صمت الكائنات وهي تصغي لصوت المطر
عن الشجر
وما يحدث خلف النوافذ
عن الأسرة الدافئة
والنهود الجائعة
والأحلام تحت الجفون المسدلة
عن ملاطم الحرية
في الساحات والميادين
عن المنافي البعيدة
والسجون والذين لم يروا برقا ولا مطر.