توفي اليوم إلى رحمة الله، الأستاذ المؤرخ الأديب علي الصادق حسنين، عن عمر يناهز الـ 83 عاماً.
ويعد الأستاذ حسنين المولود في مارس العام 1925، من وجوه طرابلس العريقة وأعيانها الأصيلة، حيث تقلد منصب وزير الخارجية في أواخر دولة الإستقلال، إلى جانب أنه باحثٌ منقِّبٌ في الوثائق التاريخية ولا سيما المكتوبة بالإيطالية.
درس الابتدائية والإعدادية بالمدرسة الإيطالية، وفيها تعلّم اللغات: الإنجليزية والفرنسية مع الإيطالية، ثم التحق بالمعهد العالي للتأهيل التقني التجاري.
كما درس العربية وعلومها على يد الشيخ أحمد البكباك، والأستاذ أحمد راسم قدري، والشيخ عمر الجنزوري.
عمل محاسبًا بإحدى الشركات التجاريّة، ثم معلّما للعربية، والإنجليزية بالمدارس الإيطالية في طرابلس.
ثم تدرّج في الوظائف الحكومية، حيث انخرط في السلك الدبلوماسي، فعيّن وزيراً مفوّضًا على رأس إدارة المراسم بوزارة الخارجية، ثم سفيرًا في نيجيريا، يليه موسكو، وفنلندا، ووزيراً للخارجية في حكومة ونيس القذافي آخر حكومة في العهد الملكي.
أحيل إلى المعاش سنة 1969، وفي سنة 1979م عيّن مديراً عامًا لمعهد الترجمة بدرجة سفير في اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون، وظلّ بها إلى سن التقاعد.
عمل أيضًا عضوًا في لجنة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الإيطالية، ثم نائب رئيس مجمع اللغة العربية في رئاسة د. علي خشيم، وبعد وفاته أقام مقامه.
له علاقات وثيقة بمؤسسات ثقافية وعلمية محليّة ودولية، تدريسًا، وبحثًا، منها المجلس العلمي والثقافي للأكاديمية الليبية الإيطالية بمدينة روما، حيث كان عضوًا به، إلى جانب كل من المركز الثقافي الإيطالي بطرابلس ومركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، إضافة إلى جامعة (ناصر) حيث عمل معلماً للغة الإيطالية.
له مؤلفات واسعة من الكتب والأبحاث والمقالات المهمة، منها نشأة السكك الحديدية في ليبيا الذي نُشر في العام 2007، وأضواء على بعض المكتبات العام بالمدينة القديمة المنشور في العام 1993، إضافة إلى كتاب أضواء على محفوظات السراي الحمراء الذي نشر في 1987.
ومن مؤلفاته أيضاً، التغلغل الثقافي الإيطالي في ليبيا، حول المدرسة الإيطالية بالخمس، والمدارس الايطالية وتطورها في ليبيا ، إضافة كتاب المعمار الإيطالي في ليبيا..امبيرتو دي سينيي نموذجاً، وكتاب المدرسة الإسلامية العليا الذي نشر في العام 1990.
ترجم العديد من الكتب المهمة حول ليبيا منها،حرب الإبادة في ليبيا، للمؤلف: ساليرتو ايرلك، المنشور عام 1984، وكتاب المعمار الإسلامي في ليبيا، للمهندس: غاسبري ميسانا الذي نشر في العام 1973.