ولماذا كبرت ؟
كان الأولى بك ان تبقى محتميا بحرص امك متحصنا بطيبة ابيك.
الم تكن مرتاحا هناك ؟
حيث الدنيا كانت قطعة حلوى.. والشقاء كان يصل إلى منتهاه اذا ما تاخر كوب العصير عن موعده.
لماذا كبرت ؟
هل يعجبك حالك الان ؟
مجرد استاذ جامعي لم يقبض راتبه منذ سنة.
ومجرد كاتب ينزف كلمات ومشاعر في زمن لا يعترف الا بديناصورات المال الحرام وهي تتربع على عرش دنيا لا تعشق الا اللصوص.
ومجرد كائن يحب التراب بينما تراب وطنه يعشق من لا قلوب لهم.
لماذا كبرت ؟
هل كان لابد ان تدفن بيديك تلك الوجوه الطيبة ومعها تدفن حياتك التي شكلت ملامح وجهك وروعة تكوين روحك التي اخذوها معهم ومضوا.
لماذا كبرت ؟
لتصبح الان صدرا يملاه الصمت وروحا مرتبكة..
ويقينا لا يقين له..
ولسانا لا ينطق..
ووجعا لا يموت..
وصداعا لا يهدا الا بقرص البنادول.
لماذا كبرت ؟
لهذه الدنيا ؟
لهذه الحرب ؟
لهذه التفاصيل ؟
لهذه الفوضى ؟
لهذه الغابة التي تطاردك فيها التماسيح ؟
ليتك لم تكبر اذن!!