نافذتها المغلقة المخفية بالأستار كانت تتنفس العبق والطيب دائماً ، أطلقت عليها النساء في ” المرج القديم ” لقب ” حانوت العطار ” ، النافذة تزدان بالأواني والقناني، البخور، الجاوي ، النوار والأعشاب التي تستعمل للتجميل ، والأمشاط ، ” الكحل والحرقوص ” ، الحناء وكل مواد تجميل العيون والوجه والشعر وكذلك الحلي والأقراط والأساور.
الروائح الزكية تطير من نافذة جدتي ، تسير مبتسمة ، تكنس الهواء والشوارع وتأخذ كل شيء معها ، تركل النفحات الأخرى وتمضي ، تلوح للمارة وعابري السبيل كل صباح ، تحاول اصطيادهم ، تطاردهم بشذاها الساحر حتى نهاية الزقاق العتيق .
كانت جدّتي امرأة نادرة ، جميلة ، خصبة ، فواحة ، طيبة مثل برقة .