قصة

طـائـرٌ مثـلـه..!!

كلما انتابنى ضيق التجأت إلى البحر، حيث يصب أنبوب المجاري، أجلس على يمينه أو يساره متأملا تهاطل الخليط الرخو.. البحر لا يحتج والأسماك القذرة والنظيفة تزدحم تنهش لقمتها المضمخة بالملح..لم أشعر بالتقزز ولم يجرؤ الاشمئزاز على مهاجمتي رغم تسلحه بنفثات مركزة من النتن الصريح..

بين الحين والحين أنقًل رأسي ليس إلى البر إنما إلى جهة البحر الأخرى.. أخفف تركيز ما شممت بنشقات من زفير اليم المصفى..

هذا الأنبوب كعيني الخنساء لا يتوقف عن الذرف.. حتى في أيام الجمع والأسبات والآحاد… لكنه حدث أن توقف يوما مـا!.. ذاكرتي تخونني في تحديد اليوم.. أحب ذلك، لذلك لن أشنقها..أي يوم ذاك يا ربي؟.. أي يوم ذاك…؟..الأمس.. اليوم.. الغد.. ما وراء الزمن.. ما قبله..؟؟؟..أبعدت سبابتي عن صدغي.. أف بلذة.. الروائح العطنة غذاء للنسيان.. والنسيان نار فارسية هانئة في قعر بركان!..كيف لي أن أتذكر وسط هذا اليحموم.. إن حاولت ذاكرتى الومض ستدك.. وإن لم.. ستتكلس دون نقوش.. لذا سأعود إلى المأوى.. إلى بيت خلائى العزيز.. وأبدا..وأبدا لن أبـرحـه.. وإن فجرنـي الضيق تفجيرا.. بالآدمي الفصيح أخشى أن أتورط فى الكشف عن يوم تسلل خلسة من الأنبوب (المصنبر) من الجهتين.

18/10/2001

مقالات ذات علاقة

قصص قصيرة

غالية الذرعاني

جـنـدي

المشرف العام

الصـــــراخ

إبراهيم حميدان

اترك تعليق