قصة

غيرة السحائب

من اعمال التشكيلي الليبي .. علي العباني
من أعمال التشكيلي الليبي .. علي العباني

1

البحر يبدو هادئاً لا موج فيه، يهيب بأجنحة الرياح كي تحطّ من بعيد، ساكنٌ في سكوت يسكن في لحظة غيابه الأبدي، تجلت مرآة السماء فيه تستثير الأماني والخطى الثابتة، تلألأ وجه السحائب يملأ الأرض بربات البهاء وحقول القمح..

2

 السحائب تدخل في نوبةٍ من الذهول.. الصمت يرنو للكلام.. السحائب رقصت ليوم جديد يستشعر دبيب العطر، أبصرت أميرة أندلسية أبهى حُسناً من لؤلؤ البحر وما حاك الخيال، ابصرتها خلسةً في لحظٍ الحلم الأثيري، أميرة من مليحات العرائس، أيقنت أنّها أحلى من أماني الحسان الي تطفو في العيون الحالمة فارتمت في عين صولة الرياح..

3

غارت السحائب وهي تعشق الإطراء وأنشدت لحنَ حُسن الأميرة وبثت حكايتها الأثيرة وهي تروي قصة السّمر على مسامع الأعين المسافرة.. غردّ الموج في خشوع وقد خرج عن صمته يشدو لمُحياها وقد تجمعت فيه جميع المحاسن.. غرد الموج لغيمة عطر جائعة واستقر مع الغسق.

4

 كلّمه سكون البحر وهو يراقبها من بعيد من ركنٍ خفي من الشارع العتيق: “هي الشمس إلا أنّ للشمس غيبة… وهذا الذي نعنيه ليس يغيب”.. ذاب الكلام في عينيه وأوى للموج الغامر يهفو لسر البحر المرصود علّه يعود لنقطة البداية حيث لا زمان ومكان.

مقالات ذات علاقة

20 قصَّةً قصيرَةً جِدًّا

جمعة الفاخري

النمل..

أحمد يوسف عقيلة

أمي

إبراهيم دنقو

اترك تعليق