رواد عادل المنصوري
بريئة ظننتك، طفلة
فأحببتك
ملاكي، أسميتك
حباً منحتك، عشقاً أهديتك، سيدتي ناديتك، حبيبتي عشقتك
فلم يطل حبك، خائنة وجدتك
صامتة إن حاكيتك، ظالمة إن طلبتك
وأسفاه، لماذا عشقتك؟، ويا حسرتاه كم كنت أحبك
أيتها الظالمة، كم أنت في الحب عائمة
وكم من الرجال أمروا عليك الغنائم
هل تظني نفسك في الكون يا سيدتي دائمة؟
أم أن الكون ملكتيه، فجرحته، فأنثته، وحولته خادمة؟
بابتسامات كاذبة، بلمسات خائنة، بنظرات ظالمة
لا فأنت الخادمة
بهمسات قاتلة، بدمعات نائمة، برقة مجرمة، بتأنيات مغتنمة، بكلمات محترفة، بكذبة لفتات المحبة، بنظرة بريئة قاتلة، ففي الجرح هي عادلة، وفي الحب ها هي النادلة
تافهه رخيصة وفي عيني القاتلة
فوداعاً يا حبيبتي
أنسى ما وعدتك، وعشقاً أهديتك، وتذكري يوم عاديتك، بعد ما خنت وتركت دمعي تحتك. رفستي دمعتي وقد كانت تحاكي جراحاتها، وكانت لا تزال تطلبك، تهواك وتحبك، فآه من جرحك، وآه من دمعك، وآه منك.
فالآن أعلم من أنا، والآن أقول ها هنا، فقد شفيت من جرحنا، ونفضت عن أجنحتي مذلة النفس بالغنى، وأري الدنيا واضحة كوضوح كلماتنا، لامعة كبريق نجمنا، واضحة كبياض قلوبنا.
أتعلمين ما يجمعنا، كلمات وحروف تربطنا، وهمسات ومشاعر تحبنا؟. أتذكرين أرضنا التي كتبنا على رمالها أسمائنا، ونقشنا على أحجارها أمنياتنا، والآن ها أنا أبكي على أسوار كلماتنا، همساتنا.
وآه من ذكرياتنا، فهي مرافقة لنا، لاحقة بنا، قاتلة لأحلامنا، فاللعنة كم أكره ذكرياتنا، بل كم أكره كل ما حدث بيننا، فكم أكره حبنا، ولكن أعشق آلامنا، لأنك علمتنا حقيقة حبنا، حقيقة أحلامنا علمتني معنى العيش في عزة نفس والغنى عن كل ما حولنا، كلنا، كلنا، كلنا