من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
طيوب عربية

مقدمةٌ جديدةٌ لابن خلدون

أحمد بشير العيلة

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

 

مازلتُ جُندياً على باب الخلافة أسرقُ الخبزَ المُحلى من نساءٍ خادماتٍ في مطابخ شهوتي
أخطفُ البرقَ المُهرّب في خمارٍ كي أعاود قُبلتي
أكسرُ الضوءَ الطويلَ على ظهورِ مدينةٍ
قد حاولتْ دفعَ الخليفة في عباراتِ الطريق
مازلتُ أسكرُ يا ليالي الصيف في بيتٍ تسلل من قصيدةِ شاعرٍ عرّى الجواري ثم قال أحبّكنّ
سقطت سكاكر صدرهُنّ أمام عيني
كنتُ قد بعتُ الحراسة كلها من أجلهنّ
إني أنا العمران أصنع ساكني لغتي من الفوضى التي سالت من الحرب الأخيرة كالنفايات المضرة
أعرفُ كيف أرفع طابقيْن من البلاغة فوق أوتاد الأكاذيب الكثيرة في بلادي
واعرفُ كيف أهدم طابقيْن من استعارات الحوادث حين تحرق جثتي
لا شيء في العمران غيري
إني أنا العمرانُ
ظلُّ الله في الأرض الكئيبة حين تلعقها الذئاب
لا ناس في العمران غيري
طينُ الله أمكثُ في الضباب مخاطباً هذا اليباب
إني أنا العمرانُ أصعدُ في همومي نرجسيّاً كالسحاب
لا شيء يُشبه ما كتبتُ أمامَ قصرِ ذبابةٍ كانت تحاكمُ أُمتي
لا شيء يشبه مشيتي فوق الهواء إذا تلوث بارتقائي
بابُ الخلافةِ من هواء
والنوافذ من هواء
والرعايا من هواء
والضحايا من هواء
والبغايا من هواء
لا شيء يشبهني إذن
إني أنا العمرانُ تحمله القوافل من جنوب هزيمتي
أرفعه على ظهرِ الوشاية حين تدخلُ للخليفةِ دون وعيٍ من رفاقي
أُوسِعه إذا اشتدّ العواء على شياهي النائمات أمام محرابٍ يسيرُ بلا صلاة
لا خبزَ في الأفكارِ فلتعوي كما تبغي إذن
أتركُها لِليلي هائماتٍ دون أهدافٍ محدّدةٍ
وأنا على بابِ الخلافة أستريح من الرحيل إلى بلادٍ
كلّما نادتْ أذوب من الحضارة حين تكشف صدرها
إني أنا البدويّ أحلب ضحكتي
وأسيرُ ذئباً فوق رمل الشِّعرِ تخطفني البلاهةُ من بلاغة خيمتي
ظرفُ المكان يدسّني في كل عاصفةٍ فأنسى من أنا
صقرٌ يحوم على كتابٍ راكضٍ جنبي
فأفزعُ من ملاحقة المعاني في دمي
ينقضّ من أعلى علَى رئتي فيخطف مهجتي
أكملتُ عمري دون قلبٍ
فارتفعتُ مع العمائر
كلما ارتحلتْ حملتُ
ظلالها ونسيتُ ظلي في مقدمةِ القوافلِ
كم سرقتُ من الجنود
وكم ضحكتُ على الجنودِ
وكم سكرتُ مع الجنود
لأذوق طعم هزيمتي
إني أنا العمران أقفزُ من رحيلي للحضارة كي أذوق الملح في عرقِ السراب
فوُضِعتُ في باب الخلافة ألف عامٍ أحرسُ القهر المطلّ على العمائر
فسرقتُ خبز الخارجين
وسرقتُ شِعر الداخلين
وسرقتُ حُلمَ الخائفين
وسرقتُ أفكارَ الطيور إذا بنتْ أعشاشها في المكتبات
وكتبتُ مُنتحلاً عباءة حكمتي:
لا شيء في العمران غيري
فأنا الجمادُ
أنا العباد
أنا البدايةُ والمعاد
وأنا المنافي كلّها
وأنا البلاد.

مقالات ذات علاقة

إلى حبيبنا سيدنا محمد

المشرف العام

بيوت الطوب.. للكاتب محمد دحو

حسين عبروس (الجزائر)

قطعة التراب اللتي سجنتني

المشرف العام

اترك تعليق