متابعات

الشيخ العلامة عبداللطيف الشويرف والأديب الكبير علي مصطفى المصراتي في صالون الشاعر عبدالمولى البغدادي

الطيوب

صالون البغدادي.
استقبال الكاتب الكبير علي مصطفى المصراتي من قبل الأستاذ يونس الفنادي.
الصورة: عن الكاتب.

انتظم يوم الجمعة الموافق للسابع من شهر يوليو 2017 لقاء لمناقشة مقترح تأسيس (صالون البغدادي الثقافي) وذلك بمنزل الشاعر الدكتور عبدالمولى البغدادي بمنطقة شط الهنشير ببلدية سوق الجمعة بمدينة طرابلس. وقد تشرف هذا اللقاء بمشاركة علمين من أعلام الفكر والأدب أسهما بالكثير من إبداعاتهما الثقافية والأدبية والصحفية والفكرية بالمشهد الليبي وهما فضيلة الشيخ العلامة الأستاذ عبداللطيف الشويرف، والأديب الكبير والمناضل الوطني الأستاذ علي مصطفى المصراتي. وفي مستهل اللقاء رحب الدكتور عبدالمولى البغدادي بالحضور الذي تنوع بين الأساتذة الجامعيين والأدباء والشعراء والصحفيين والفنانين والمهتمين بالآداب والفنون من ربوع ليبيا، وفاق عددهم ستين حاضراً، شاكراً لهم تلبيتهم دعوته للمشاركة في هذا اللقاء الحواري الذي يهدف إلى التوصل واعتماد آلية لانتظام وتفعيل الفكرة التي اقترحها الصديقان العزيزان الأستاذ محمد محمد عموش والأستاذ عبدالحكيم المملوك وقام الأستاذ يونس شعبان الفنادي بتأطيرها وإعدادها عملياً وتسمية الأستاذ عبداللطيف الشويرف كأول شخصية يحتفي بها الصالون في بداية انطلاقه.

وفي كلمته الافتتاحية وجه الدكتور عبدالمولى البغدادي شكره العميق لكل من اقترح وعمل على تفعيل فكرة صالونه الثقافي متحفظاً على تسميته باسمه وتاركاً ذلك للنقاش والحوار، ثم دعى الدكتور الشاعر البغدادي فضيلة الشيخ عبداللطيف الشويرف للتفضل بإلقاء كلمة بمناسبة تشريفه لهذا اللقاء، فبدأ الشيخ الجليل باسم الله وحمده وصلى وسلم على رسوله الكريم ثم شكر مضيفه والمقترحين دعوته لتشريف هذا الصالون الكريم، وقدم لمحة تاريخية عن الصالونات الأدبية في الوطن العربي وتاريخها وأهميتها مبدياً دعمه لها ومثنياً عليها مبيناً الظروف والبيئات العربية التي أفرزتها والفوارق بينها وبين البيئة الليبية التي ظلت بعيدة عنها نتيجة عدة ظروف اجتماعية. كما تناول النشاط الثقافي عبر جمعية الفكر ودورها التنويري الثقافي وإسهامها في إفراز العديد من المواهب والقدرات الشابة التي انطلقت من خلالها وصارت تملك هويتها الخاصة بها. وفي ختام كلمته كرر شكره للحضور ودعوته لهم بالتوفيق.

وبعد أن كرر الدكتور عبدالمولى البغدادي شكره لفضيلة الشيخ عبداللطيف الشويرف على دعمه وتأييده لفكرة الصالون الثقافي طلب من الأستاذ يونس الفنادي توضيح بداية التفكير في مقترح هذا الصالون فقال إن الفكرة قد بدأت منذ أكثر من سنتين وتحديداً في يناير2015 تقريباً حين اقترحها الصديقان محمد عموش وعبدالحكيم المملوك وفي 25 فبراير 2015 تم إعداد تصور مكتوب إحيل إليهما ونسخة للدكتور الشاعر لاستعراضه ومناقشته، فرحبا به ولم يزيدا عليه شيئاً، وهذا التصور يتضمن: فكرة عن الصالونات الأدبية والثقافية، اللجنة التأسيسية وتم اقتراح رئاستها لصاحب الصالون الدكتور عبدالمولى البغدادي وصاحبي الفكرة، اللجنة التسيرية وهي لجنة متجددة متغيرة تتكون من رواد الصالون الراغبين في المشاركة والمساعدة حسب موضوع كل جلسة يتم اختيارها عقب كل جلسة وفق رغبة الحاضرين أو تزكياتهم ولا بأس إن رأى الحضور أن تكون هذه اللجنة قارة وثابتة في العدد والأسماء، اسم الصالون واقترح بأن يكون (صالون البغدادي الثقافي)، مكان الصالون، هدف الصالون، موعد الصالون ومواقيته، آلية عمل الصالون، والمدعوون للصالون، توثيق جلسات وفعاليات الصالون، ميزانية الصالون.

وأفاد الأستاذ يونس الفنادي بأنه كان من المقرر أن ينتظم هذا اللقاء بتاريخ 4 أبريل 2015 ثم تأجل إلى 2 يناير 2016 نتيجة الظروف التي تمر بها مدينة طرابلس وليبيا كافة، ولكن لم نتمكن من عقده وتنظيمه إلاّ في هذا اليوم الموافق 7 يوليو 2017 وهو بالمناسبة ذكرى ميلاد الشاعر عبدالمولى البغدادي الواحد والثمانين أمده الله بطول العمر.

وحول تحديد عدد المدعوين أفاد بأن ذلك تم بمراعاة سعة المكان وعدد الكراسي به، وأنه وفقا لذلك فقد أعطيت عشرة كراسي لكل فئة من الفئات التي تم تقسيمها إلى أربعة كالتالي: الأكاديميون والجامعيون، المهتمون بالأدب والشعر، الجيران والأصدقاء من منطقة الشاعر بسوق الجمعة، الصحفيون والإعلاميون.

صالون البغدادي.
الدكتور عبدالمولى البغدادي يستقبل الشيخ عبداللطيف الشويرف.
الصورة: عن الكاتب.

وحول اقتراحه فضيلة الشيخ العلامة الأستاذ عبداللطيف الشويرف للجلسة الافتتاحية للصالون أوضح قائلاً بأن هذا الشيخ الجليل يعتبر علماً من أعلام الفكر والأدب، وفقهاء الدين الإسلامي الذي يتميز عنهم بأنه ليس بأزهري ولا قيراوني بل حفظ القرآن الكريم وتعلم في الكتاتيب والمدارس والمعاهد الدينية الليبية بمدينة طرابلس، وتميز بنبوغه العلمي وسمو خلقه وسلوكه وحضوره الاجتماعي الذي ينال كل التقدير والاحترام من الجميع على مر كل الأزمنة، إلى جانب إسهاماته التعليمية والفكرية والأدبية والصحفية سواء في إلقاء المحاضرات اللغوية والفقهية أو الكتابة الصحفية أو في إعداد وتقديم البرامج الإذاعية المسموعة التي يحتفظ فيها بأطول برنامج إذاعي مسموع تواصل لمدة ستة وخمسين عاماً في تاريخ الإذاعة الليبية المسموعة حتى سنة 2010 وهو برنامج (لغتنا العربية) إضافة إلى برنامجه الأخر (قصة وآية) وغيرها من الإسهامات الأخرى التي تؤكد علو كعبه وأهمية مسيرته العلمية والأدبية التي تستحق أن يطلع عليه أبناء هذا الجيل للتزود منها بالكثير من المثل والقيم الإنسانية النبيلة.

وتواصل الحوار حول فكرة صالون البغدادي الثقافي بإسهامات الدكتور يحي الفساطوي الذي أكد على ضرورة أن يحمل الصالون اسم صاحبه وأن يكون باسم (صالون عبدالمولى البغدادي الشعري) كما أسهم الفنان إسماعيل العجيلي في هذا الحوار مؤكداً على أهمية الصالونات الشخصية في إثراء الحركة الثقافية والعمل كروافد للمناشط الثقافية الحكومية والأهلية المؤسساتية.

وأثناء ذلك الحوار وصل الضيف الكبير الأستاذ علي مصطفى المصراتي ملبياً دعوة صديقه الشاعر البغدادي فوقف الجميع للترحيب به وأياديهم لا تكف عن التصفيق، وعيونهم عن سيول دموع المحبة والتقدير والاحترام لهذا الأستاذ المناضل الوطني والأديب الغيور على بلاده دينه ولغته. وبكلمة قصيرة ارتجلها الدكتور عبدالمولى البغدادي رحب فيها بالضيف الكبير مشيراً إلى عمق وتاريخ العلاقة التي تربطه به منذ سفرهما في مهمة رسمية في بداية السبعينيات إلى العاصمة العراقية بغداد ووجه له الدعوة لإلقاء كلمة في هذا الحضور.

صالون البغدادي.
الكاتب الكبير علي مصطفى المصراتي يلقي خطبته.
الصورة: عن الكاتب.

ورغم أن الدكتور البغدادي طلب من الأستاذ الكبير علي مصطفى المصراتي التحدث جالساً تقديراً لظروفه الصحية إلاَ أنه أبى وأصر على الوقوف احتراماً للحاضرين. وبكل تلك الحماسة الخطابية التي عهدها معاصرو هذا الجبل الشامخ انطلق صوته بتلك اللغة الرصينة العذبة التي تعيدنا إلى عهودها الجميلة شكر الحاضرين وأشاد بالعلم والعلماء وحث على التمسك بالعلم والتربية القويمة المتأسسة على الخلق الإسلامي لأنها الزاد الذي لا ينضب، والمنارة التي تهدي وتهتدي بها النفوس والعقول. وعند انتهاء الأستاذ علي مصطفى المصراتي من كلمته دوّت الصالة بالتصفيق والإكبار والأعجاب وانطلق الفضاء الشعري بمساهمة الشعراء الذين تناوبوا في قراءة قصائدهم ونصوصهم الشعرية على التوالي:

1 – د. عمر عبدالدائم

2 – محمد المزوغي

3 – د. علاء الأسطى

ثم تقدم الدكتور محمد البحباح للإعلان عن منتدى الشعر حول قصيدة (من وحي الثمانين) للبغدادي الذي تقيمه كلية الآداب بجامعة طرابلس يوم 26 من الشهر الجاري ووجه دعوة عامة للحضور، كما أثنى على الأستاذ علي مصطفى المصراتي الذي قدم له كل العون والمساعدة أثناء دراسته وإعداده لإطروحته الجامعية.

وبعد ذلك واصل الشعراء مساهماتهم كالتالي:

4 – د. علي عبدالحميد الفاخري

5 – د. الهادي القماطي

6 – د. عبدالمولى البغدادي (عد يا عكاظ)

7 – عبدالرؤوف بن الأمين

8 – أحمد الفاخري

9 – د. أنور سواني (طبيب)

10 – د. عبدالحميد الهرامة

صالون البغدادي.
الشيخ عبداللطيف الشويرف، والكاتب علي مصطفى المصراتي في حديث جانبي.
الصورة: عن الكاتب.

وبعد ذلك تولى السيد/ يونس الفنادي محاورة الضيف الكبير الأستاذ علي مصطفى المصراتي حول علاقته المميزة بعميد الأدب العربي الدكتور الراحل طه حسين الذي شرفه بأن قدم مجموعته القصصية (قطرات من يراع) ليكون هو الأديب الليبي الوحيد الذي يحظى بذلك، وصرّح ضمن حديثه بأنه سأل عميد الأدب العربي الدكتور الراحل طه حسين رحمه الله قائلاً:

هل أنت راضٍ عمّا كتبته عن المنفلوطي؟

فأجاب بالنفي مؤكداً أن ذلك كان عبثاً طفولياً.

كما ذكر بأن له مخطوطاً آخر غير مجموعته القصصية (قطرات من يراع) قد كتب مقدمته عميد الأدب العربي طه حسين ولم ينشر بعد، ولعله سينشره قريباً مع ست مجالات يعكف حالياً على الكتابة لإنجازها هذا العام تتعلق ببلادنا ليبيا في الشأن الأدبي والتأريخي والفني وغيرها.

وحول سؤال الأستاذ يونس الفنادي عن رأيه فيما أورده الراحل مصطفى السراج في كتابه (بشير السعداوي) باعتبار أن المناضل الأستاذ علي مصطفى المصراتي كان من أقرب الناس إلى السعدواي رحمه الله فرد الأستاذ علي مصطفى المصراتي بأن ما كتبه الراحل مصطفى السراج حول مسيرة الزعيم الوطني بشير السعداوي رحمه الله كان صادقاً فيه مع نفسه، ولكن ينقصه الكثير من الأحداث والمواقف التي لم يشهدها شخصياً، وهو يحترم الجهد الذي بذل في الكتابة عن ذاك الزعيم الوطني الكبير.

وحول سرقة الدكتور مصطفى محمود لما نشره الأستاذ علي مصطفى المصراتي في كتابه عن المجاهد (غومة) وعدم تناول ذلك في مطالباته ومقالاته قال بأن ذلك كان عملاً لا يستحق الرد وحقي محفوظ في قلوب وعقول القراء المحترمين.

وبعد ذلك انتهى اللقاء الأول حول (صالون البغدادي الثقافي) على أن تشكل لجنة لإدارته وإعداد برامجه المستقبلية القادمة.

 

مقالات ذات علاقة

تواصل فعاليات مهرجان الكتب المستعملة والقديمة بميدان الشهداء بطرابلس

المشرف العام

طرح صباح الخير طرابلس وطيح سعدك وأخواتها للنقاش

مهند سليمان

نظرة تحليلية للأشكال والطبوع الموسيقية الليبية

مهند سليمان

اترك تعليق