ناصر شفتر
السعادة، تجعل من يطلبها في راحة؛ هل هي راحة دائمة أم مؤقتة ؟؟
تقول الحكاية:
كان هناك رجل حكيم، وهو مختص في علاج النفوس، يعالج الحسد والإكتئاب والحزن وضيق النفس و، و، و. يأتيه الناس من كل مكان إلى قريته، دخل عليه يوم من الأيام ثلاثة شباب.
قال: الحكيم ما مشكلتكم؟
قالوا: نعاني من فقدان السعادة، وكنا سعداء جداً، قال الحكيم كل واحد منكم يحكي لي قصته.
قال الشاب الأول: كنتُ شخصاً مجرماً، أسرق وأنصب على الناس وكنت سعيداً جداً بأفعالي الدنيئة وأفتخر بهذه الأفعال المذلة للنفس، إلى أن جاء اليوم الذي قبضت فيه الشرطة علي. سجنت خمس سنوات، وتعذبت في السجن، وبعد خروجي من السجن تغير الناس في معاملتهم معي، بعد أن اكتشفوا بأني مجرم خطير، وعاقبوني عقوبة اجتماعية، فلم يثق بي أحد، ولم يصاحبني أحد، ندمت حينها، وفقدت سعادتي.
قال الثاني: كنت شخصاً فقيراً ومعدماً، ولا أجد حيلة لكي أعيش حياة معتدلة وكريمة، إلى أن وجدت عمل أحببته وأتقنته، وأصبحت أجني الأموال والأرباح. وازدادت سعادتي كل يوم، وظننت أن السعادة في الغنى وجمع الأموال، حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم، عندما وضعت كل رأس مالي في تلك البضاعة، لكي أنتهز الفرصة لجني أرباح أكثر، احترقت البضاعة في المخازن وخسرت رأس المال، وفقدت سعادتي من يومها.
قال ثالث الشباب: أنا شاب كنت أبحث عن السعادة والراحة، ولدي صديق أضلني، حيث كان يشرب الخمر وكان سعيداً بذلك، ويقول لي: عندما تشرب تكون أجوائك سعيدة جرب جرب. فدخلت في هذا الطريق ونفذ كل مالي، وأصبحت مجرماً أسرق، وفسدت أخلاقي، ظننت أني وصلت للسعادة، لكني على العكس ابتعدت عنها!! نعم، فقدت السعادة.
قال الحكيم: سأعطيكم الدواء لمشكلة فقدان السعادة ويجب المواظبة عليها، السعادة الدائمة تصنعوها بأنفسكم، وتتحرك من داخلكم، النتيجة تكون رضى من الله، والناس سينظرون لكم نظرة المحبة والثقة، ويكونوا سعداء بالتعامل معكم، ألا وهي الأخلاق ارحموا أنفسكم بها لكي تكونوا سعداء دوماً إلى نهاية حياتكم، مهما تقلبت أموركم من فـقـر وغنى وصحة ومرض ومصائب وهم، لن تفقدوها أبداً علقوا سعادتكم بالأخلاق.