موسى الفاخري
أنا رجٌل غريب جدًّا.. لا يمكن لأحد فهمي وأن زعِم ذلك، وأن ظنَّ أحد يومًا أنه حفظ ولو جزءًا بسيطًا من طبعي فهو مخطئ جدًّا، لأنّني أنا بنفسي لا أفهم نفسي..
أنا رجل غريب حتى عن جيله الذي مات نصفه في الحروب، لم أنطق يومًا ببعض كلماتهم الغريبة مثل “أطيب، أطلع طول، نصي، دولة، صقر، ثلب”.. إلخ، وكلّما خاطبني أحدهم بهذه الكلمات أشمئزّ منه..
لا أحبّ لباس جيلي، فلا أرتدي القمصان ذات الرسومات أو الألوان والأحرف الكثيرة بل أكتفي بالقميص العادي فقط، ولا أحب البنطال الممزق بل أرتدي البنطال الكلاسيكي..
لا أحبّ أغاني هذا العصر كثيرًا وخاصةً الراب، وأن احتاجت نفسي للموسيقى فأكتفي بسماع المغني “حماقي” أو “تامر عاشور”.. وأحبّ أن أستمع إلى فيروز صباحًا ومساءًا أيضًا..
أحبُّ القبلية جدًّا ولكني في نفس الوقت أكره تمييز “أحميدة وحمد” عن باقي الشعب، وأكره الديموقراطية ولكني في نفس الوقت أريد أن يكافئ من أحسن العمل وأن يعاقب من أفسده دون أي رحمة أو شفقة..
أحبُّ السلفيّة جدًّا، وأكره من يقول للنّاس أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعةٌ وأن البدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. ولم يتكلم عندما شتّم الشيطان الفرنسي “ماكرون” النبيّ محمد ولا عندما قامت بعض الدول العربيّة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، لذلك أن كان الاحتفال بالمولد النبوي حرام فسكوتكم عن المنكر أيضًا حرام..
أحبُّ اللغة العربيّة جدًّا وأكره كل اللغات الأجنبية.. وأحبُّ كرة القدم فأتابع منها كل البطولات الأجنبية ولا أهتم بالعربية..
أحبُّ التخصص النفسانّي عندما كنت صغيرًا، فتخصصت في شعبة الإرشاد والعلاج النفسي في علم النفس، وتكمن مهمتي في مساعدة النّاس ذوي المشاكل والصعوبات النفسية ومساندتهم لتحقيق سلوكٍ سوي.. فأنا أساعد النّاس ولا أساعد نفسي..