متابعات

شمس على نوافذ مغلقة ؛ أنثولوجيا بأقلام شابة

محمد الجنافي

احتفالية كتاب شمس على نوافذ مغلقة.
الصورة: عن صفحة الجمعية الليبية للآداب والفنون.

احتضنت دار الفقيه حسن مساء الثلاثاء الماضي الموافق للرابع من يوليو الجاري احتفالية التوقيع على كتاب ” شمس على نوافذ مغلقة ” وسط حضورا حاشدا ضم جمعا من الكتاب والنقاد والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي ..

الاحتفالية التي جاءت كخاتمة للموسم الثقافي الحالي كانت قد أقيمت برعاية مؤسسة أريتي للثقافة والفنون وتعاون الجمعية الليبية للآداب والفنون وباستضافة من جهاز إدارة المدن التاريخية شهدت فعالياتها كلمات افتتاحية للقائمين على إصدار الكتاب وقراءات لنصوص المختارات الأدبية التي تضمنها والتي ألقيت بأصوات الشباب المشاركين بنصوصهم الإبداعية الشعرية والنثرية والقصصية والروائية بين دفتي الكتاب الذي يعد حدثا ثقافيا هو الأول من نوعه على صعيد أنثولوجيا الإبداع الأدبي للشباب في ليبيا . .

ابداعات الشباب التي اهتمت في معظمها بتحسس الراهن الليبي وتطلعت لاستشراف الأمل المرتقب عبر مخيلة إبداعية شبابية نسجت بأساليبها الأدبية المتميزة ثنائية الألم والأمل ، والحرب والحب ، الجرح والبلسم في أربع وعشرون نصا إبداعيا شكل بتنوع موضوعاته وأجناسه الادبية اضافة هامة للمكتبة الثقافية الليبية وخطوة مؤسسة لتوثيق النصوص الإبداعية الشابة لتحفيز الشباب على إعمال طاقاتهم الإبداعية في صياغة رؤاهم بمداد من معايشة لآلام الواقع وأحلام الوطن في خيال شبابه ..

جريدة الأيام الليبية واكبت هذا الحدث الثقافي الهام من خلال رصدها لأراء المشرفين على اصدار الكتاب وعدد من الكتاب الشباب المشاركين في مادته الأدبية ..

عملنا على إظهار الإبداع الشبابي والكتاب فاتحة لمشاريع مشابهة

الدكتور خالد مطاوع المدير التنفيذي لمؤسسة أريتي للثقافة والفنون قال للأيام بأن المؤسسة عملت على أظهار المنتج الشبابي الابداعي وأضاف بأن الظروف الراهنة حالت دون اظهار وإشهار الابداعات الشبابية مؤكدا بأن هذه الصعوبات كانت دافعا للمؤسسة للبحث في الابداع الشبابي وجمع النصوص الأدبية الشابة بين دفتي الكتاب ، والكتاب لا يضم كما ذكر كل الأسماء لكنه يمثل أمل في بداية مشاريع مشابهة تستوعب تدريجيا كل الأسماء الشبابية المبدعة التي دعاها في معرض حديثه للاستمرار في ابداعها الأدبي وتصدر المشهد الثقافي الليبي ..

وأضاف قائلا : حرصت منذ البداية مع الكاتبة ليلة المغربي على أن تكون هناك قراءتين نقديتين للكتاب ولهذا تجد في الكتاب قراءة نقدية استهلالية للدكتورة فريدة المصري كما تجد كذلك قراءة نقدية للأستاذ أحمد الفيتوري وقد كانت رؤاهما متقاربة إلى حد كبير في قراءة هذه الاعمال الادبية .

احتفالية كتاب شمس على نوافذ مغلقة.
الصورة: عن صفحة الجمعية الليبية للآداب والفنون.

نصوص الكتاب شفافة وجريئة وهي امتداد لإبداع رواد الادب الليبي ..

من جهتها وصفت الأكاديمية والروائية والناقدة الدكتورة فريدة المصري أستاذة النقد الأدبي في الجامعات الليبية الأدب الليبي بأنه أدب وطني بامتياز موضحة بأنه قد مر بمراحل تاريخه متعددة منذ فترة الاحتلال الايطالي مرورا بفترة الاستقلال وما تلاها من عهود مؤكدة بأن الأقلام الشابة التي شاركت بإبداعاتها في الكتاب اليوم ما هي إلا امتدادا لتلك الفترات التي ظهر فيها شعراء كبار أمثال أحمد رفيق المهدوي وأحمد الشارف وغيرهم ، وأضافت الدكتورة فريدة بأن هذه الكتابات تعد امتدادا أدبيا للإنتاج الأدبي للجيل السابق واصفة إياها بأنها كتبت بلغة أخرى أكثر شفافية من كتابات الكبار التي غالبا ما تكون متحفظة أكثر بحكم السن ونضوج الشخصية .. ووصفت النصوص بأنها عبرت عن مستوى لغوي جميل جدا وشفاف وكانت جريئة في طرحها للموضوعات مرجعة ذلك لكونها قد ظهرت في فترة حرجة تشهد أزمة وحرب أهلية ..مؤكدة في ذات الوقت بأنها ستكون امتدادا لإبداع الأجيال السابقة وستؤسس لمرحلة جديدة للأدب الليبي التي تضمنت مقدمتها بالكتاب حوصلة تاريخية له وصولا إلى قراءة مجملة لنصوص الكتاب .

حددنا معايير المشاركة في الكتاب واستمرارنا يتوقف على توفر التمويل

في ذات السياق استعرضت الكاتبة ليلى المغربي في حديثها للأيام المعايير المحددة لإصدار الكتاب وهي معيار عدد المشاركين ، وعمر المشارك المحدد بين العشرين والثلاثين عاما ، وكذلك معيار جنس المشاركين بأن يكون من الشباب والشابات ، ونوهت إلى أن العدد قد كان متكافئا تقريبا بين 11 شابة و 13 شاب ، كما أشارت إلى مراعاة أن يشمل الكتاب مبدعين شباب من كل مدن الوطن بالإضافة إلى معيار القيمة الأدبية للنص ..

واستطردت قائلة لقد قمنا بجمع النصوص على أن تقع في ما يقارب العشر صفحات وذلك من خلال تواصلنا المباشر مع الشباب وفي حال تحصلنا على تمويل مادي ربما سنخوض في جزء آخر من المختارات الشبابية أو مشروع ثقافي مختلف .

الكتاب منجز ثقافي صدر في ظروف صعبة

الشاعر الشاب أحمد الفاخري أحد المشاركين في نصوص الكتاب بثلاثة قصائد شعرية بعنوان ” وحدة المدينة – التكوين – الموت والملكوت ” تحدث للأيام حول مشاركته فقال : الحقيقة تشرفت بأن أكون بين نخبة الشعراء الذين أدرجت نصوصهم ضمن كتاب شمس على نوافذ مغلقة وقد تقدمت بثلاث قصائد للمشاركة في هذا الكتاب الذي مثل فرصة طيبة للشباب لنشر ابداعاتهم وبغض النظر عن كوني مشارك بقصائدي في المشروع فهذا مشروع يذكر فيشكر ويستحق فعلا التقدير والإشادة بجهود كل الذين كانوا وراءه خاصة وأن هذا المنجز الثقافي قد صدر في ظروف صعبة واستثنائية لتوجيه طاقات الشباب لمجالات الابداع .

نصوص الكتاب ناقشت الحالة الاجتماعية الليبية بأبعادها المختلفة

وحول مشاركاتها بالكتاب بثلاثة نصوص قصصية بعنوان ” المحطة الثالثة جلاس – أنا المواطن ديوانا ” قالت القاصة الشابة غدي كفالة : أبلغتني الأستاذة ليلى المغربي التي أود أن أشكرها في البداية عن مشروع الكتاب وطلبت مني اعداد وتحضير نصوص القصصية للمشاركة في كتاب شمس على نوافذ مغلقة ، وقد قمت بالمشاركة بنصوص جلاس وهي نصوص جريئة في انتقاد ظاهرة المقاهي والنظرة السلبية السائدة للأقليات ، كما تعرضت النصوص كذلك للتشوه المعماري الذي تعانيه مدينة طرابلس وانعكاساته على سلوكنا وتصرفاتنا في الوقت الحالي .. وأضفت غدي : كما اهتمت النصوص الأدبية للكتاب بالشأن الليبي الحالي وما مر به من أحوال السلم والحرب والحالة الاجتماعية بأبعادها المتعددة وهموم فئاتها المختلفة خاصة الفئة الشبابية ، وأتمنى في المستقبل أن يتمكن كل المبدعين من الشباب من إصدار كتب خاصة لإبداعاتهم الأدبية .

النشر مشكلة تواجه الكُتاب الشباب وآمالنا معلقة على جهود المؤسسات غير الحكومية

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهها الكُتاب الشباب في نشر نصوصهم قال الروائي والقاص الشاب محمد النعاس وكان قد شارك في الكتاب بقصتين وهما ” سبوندا ومجنون غزالة ” : بحكم تجربتي الشخصية في الكتابة فلقد واجهتني صعوبة في نشر كتابي الأول الذي لم أتمكن من نشره طيلة أربعة سنوات وقد تعذر ذلك بسبب جملة من الظروف التي يعيشها مجتمعنا في هذه الفترة وأولها انعدام النشر في ليبيا طيلة السنوات السابقة وكذلك فإن الظروف التي نعيشها اليوم كان لها الدور الأبرز في شل وتعطيل الحركة الثقافية في كل ليبيا التي توارى نشاطها الثقافي واختفى ليحل محله المشهد الحربي والعسكري ..

وأورد محمد النعاس بعض تفاصيل تجربته الشخصية في النشر فقال: انعدمت الثقة بيني وبين الجهاز الحكومي المختص المتمثل في وزارة الثقافة فقد أنهيت ووقعت معها كل الإجراءات المتعلقة بنشر كتابي وكان من المفترض أن يتم نشر إلا أنه ذلك لم يتم منذ عام 2013 م .. ولكن صدور كتاب شمس على نوافذ مغلقة أعطاني الأمل بجهود المؤسسات الغير حكومية في تبني ابداعات الشباب الأدبية وأنا أتوجه بالشكر والتقدير لمؤسسة أريتي للثقافة والفنون لقيامها بنشر نصوصنا في كتاب في وقت صار النشر فيه بالنسبة لنا صعب المنال.

________________

نشر بموقع الأيام

مقالات ذات علاقة

قرفال: كحلول أعاد اكتشاف «غودو» في مسرحية «بالمحلي الفصيح»

أسماء بن سعيد

مكتبة طرابلس تنجح في تنفيذ لقائها الثقافي وتجتاز عثرة الهيئة العامة للثقافة

المشرف العام

ليبيا من الثورة إلى الدولة.. لوحات تغزو الجدران بملامح كاريكاتيرية

المشرف العام

اترك تعليق