رواية زرايب العبيد، لنجوى بن شتوان.
حوارات

نجوى بن شتوان المرشحة لجائزة بوكر للآداب لفسانيا: قدر زرايب العبيد أن تكون منطقة بحرية!

فسانسا – حاورتها :حنان علي كابو

غلاف رواية زرايب العبيد – الروائية نجوى بن شتوان

تلج نجوى بن شتوان – أستاذة جامعية,قاصة وروائية من بنغازي – إلى عوالم اﻹبداع بأساليبه المتنوعة ، بعد تميزها بأسلوب خاص بها ، ففي روايتها المرشحة لجائزة البوكر والتي حملت عنوان “زرايب العبيد ” تطرق أبوابا روائية جديدة ، وذلك بقدرتها على امتلاك أدواتها ببراعة ، وبلغة فنية تأسر قراءها مما جعلها تضع بصمة خاصة في المشهد الروائي.
بالإضافة إلى ذلك فهي تكتب المقال لبعض الصحف والمجلات صدرت لها عديد الروايات والمجاميع القصصية منها: (قصص ليست للرجال)، (طفل الواو)”وبر الأحصنة” 2005، و”مضمون البرتقالي” 2008، و”الملكة” 2009، و”الجدة صالحة” 2013. كما لها مجموعة شعرية بعنوان (الماء فى سنارتي). فازت مسرحيتها( المعطف) بالجائزة الثالثة لمهرجان الشارقة للإبداع العربي في دورته السادسة 2002. فازت روايتها ( وبر الأحصنة ) بجائزة مهرجان البجراوية الأول للخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005. عن الكتابة وطقوسها ، شخوص رواياتها وزرايب العبيد كان هذا الحوار عبر الفضاء الأزرق.

علاقة الروائي بشخوصه

عن تشكيل العلاقة بين الروائي وشخوصه تستهل نجوى أجوبتها قائلة :
“التفكير ينتج كل شيء، ومن لديه خيال سيعمله في الأشياء الساكنة أمامه أياً كانت درجة فقرها أو موتها أو بساطتها، سيبعث بها روحاً تنسجم معها حتى وإن لم تكن هي روحها الحقيقية”
وتضيف .. “زرايب العبيد كتبت أقصوصة منها في العام 2006 أي قبل أطروحتي التي بدأتها في 2012، ولكني أعتقد بأن أطروحتي وضعتني في نفس الطقس لمدة طويلة وهكذا ، عندما فرغت منها فتحت ملف الزرايب وبدأت الكتابة من جديد محملة بنفس الروح. عشت مع العبيد والعبودية أربعة أعوام كاملة كباحثة وكانوا يسيطرون على مجمل وقتي وتتملكني فكرتهم حتى كتبتهم في رواية وخلصت منهم

خلق المشهد وتأثيثه

وعن عوالم رواية “زرايب العبيد ” التي تدخل القارئ للمرة الأولى إلى عالم العبودية ، وممارسة الروائي نوعا من العبودية والتسلط على أبطاله وشخوصه في خلقهم ثم التخلص منهم تقول نجوى “ليس شيئاً من ذاك ،فالروائي خالق مشهد يجب أن يؤثثه بما يتطلب، قد يجلب شخصية شريرة ليجعلها تمارس الشر وليس الخير وقد لا يجلب شخصية خيرة في مقابلها ويدع المسرح والميدان لها ليس بما يرغب بل بما يتطلبه السياق، في زرايب العبيد قتلت بعض الشخصيات بعد انتهاء مهمتها السردية وقدمت شخصيات وأخرت أخرى وكل ذلك بما يخدم العمل”

على الروائي أن يقول الأشياء بطريقة مختلفة عما قيلت به من قبل. عليه ألا يكرر أحداً وأن كان نفسه.

وبسؤالي حول مهمة الروائي أن يمارس من خلال كتاباته الكشف عن المسكوت عنه بجرأة ووعي تبين بن شتوان رأيها “مهمة الروائي أن يكتب ويرسم الأشياء نقلاً عن عقله مستعملاً اللغة، و ليس من مهامه أن يشرح أو يستكشف أو يعطي وصفات من أي نوع، عليه أن يقول الأشياء بطريقة مختلفة عما قيلت به من قبل، عليه ألا يكرر أحداً وإن كان نفسه”

قامت رواية “زرايب العبيد بطرح مسألة التمييز بين حق الرجل والأنثى، كيف يمكن للكاتبة والروائية أن توقف سلسال العنصرية والتمييز الذي لازال يمارس ضدها من كل حدب ونوع ؟

تقول نجوى “أنا لا أوقف سلسال العبودية ولا أعيد قطع سرتها، أنا أقول لماذا يحدث ذلك وهل من المنطقي أن يحدث؟”

الكاتبة نجوى بن شتوان

رحلة الكتابة

وتصف نجوى رحلتها بعوالم الكتابة التي تسترجع بدايتها بالمعقدة والمشاكسة وتضيف “البيئة التي ولدت فيها، العائلة، المجتمع، الدولة، كلها معطيات من القوة والصلابة بحيث يمكن توقع أن تولد معها كاتبة وتنمو نمواً طبيعياً، لقد كانت حياتي مختلفة وكل مافيها قاس وصعب لذلك جاءت النتيجة كاتبة لا تشبه أحداً ولم تقتدي سوى بتجربتها وبنظرتها الخاصة.
وعن تداعيات ما يسمى بالربيع العربي ، وتحديدا ليبيا والحالة الضبابية التي تمر بها والواضحة في كتاباتها السياسية ، تؤكد نجوى لطالما كانت ليبيا محور اهتماماتها الأولى ومحور كتابتها وتقول ” لكني سأكتب فعلاً يوما ما لأن لدي الكثير مما يقال”
هل لجائزة بوكر التي رشحت رواية “زرايب العبيد طعم مغاير ،خاصة وأنك فزت بجوائز مسبقة ؟في هذا الصدد تقول بن شتوان “أحب روح المنافسة الحرة،وهو مايتوفر في المناسبات الأدبية التي خضتها وفزت بها، البوكر الآن تأتي على مستوى أعلى وأشد تنافساً. البوكر تكتسب مذاقها من كونها أرفع منافسة أدبية تحتكرها الرواية فقط”
الكتابة على ضفتين متقابلتين

لم أقتدي سوى بتجربتي وبنظرتي الخاصة.

ثمة من يقول إن الكاتب أو الأديب لن يستطيع أن يبدع دون الشعور الذاتي على الأقل بالحرية ،وهذا ما جعل “زرايب العبيد ” تكتب على ضفة البحر المتوسط . ماذا تقول بن شتوان حول ذلك؟ .
تجيب : ” قدر زرايب العبيد أن تكون منطقة بحرية وأن تكتب على ضفتين متقابلتين لنفس المكان ، كما وقفت هناك في مكانها الأصلي يوما وقفت أيضا بعد تمامها عند آخر نقطة في اليابسة الإيطالية تقابل ليبيا ورفعت يدي باتجاه السماء ونظرت إليهما معاً ، استعدتها في ذهني كشريط سريع واستعدت ذكريات خاصة أثناء كتابتها ثم أغمضت عيني وقلت في نفسي : لقد تحررت منها ، لقد كتبتها”

مقالات ذات علاقة

الباحث عبد المنعم الدبسكي: الأوتوبيس جولة تاريخية ثقافية في شوارع طرابلس

مهند سليمان

عبدالباسط أبوبكر: على القصيدة أن تواجه الرصاص

محمد الأصفر

سالم العوكلي: ما عدّت أثق في الكلمة

محمد الأصفر

اترك تعليق