حوارات

الباحث عبد المنعم الدبسكي: الأوتوبيس جولة تاريخية ثقافية في شوارع طرابلس

الكاتب والباحث عبدالمنعم الدبسكي

المهندس عبد المنعم الدبسكي كاتب وباحث في التاريخ الاجتماعي والسياسي لمدينة طرابلس يصدر له قريبًا كتاب (أوتوبيس طرابلس) وهو فاتحة مؤلفاته المطبوعة حيث يبحر من خلاله في ذاكرة طرابلس القديمة وتمثلاتها السياسية والاجتماعية والثقافية إبّان عقود خلت.. وعلى خلفية مؤلفه المرتقب وعن مدينة طرابلس أجرينا معه هذا الحوار:

نرحب بك على موقع بلد الطيوب، ونود منك أن تحدثنا عن مؤلفك المنتظر صدوره قريبًا (أوتوبيس طرابلس)، كيف جاءتك الفكرة أولاً؟

الحمد لله على الانعام و الصلاة والسلام على رسول الاسلام .

في البداية اتقدم بجزيل الشكر والعرفان على استضافتي.

أوتوبيس ذاكرة شوارع طرابلس عبارة عن جولة تاريخية ثقافية لعدد 27 حلقة كل حلقة تحكي عن منطقة أو شارع وتسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية فيها من عدة جوانب سياسية ودينية واجتماعية وثقافية و فنية ورياضية وأحداث تاريخية وقعت بها وتصافح بعض الشخصيات المشهورة التي سكنت طرابلس وقد استغرق مني الإعداد لهذا الكتاب عامين كاملين من البحث والتحقيق والسفر. .

هل استندت على مصادر ومرجعيات معينة رفدت بها كتابك وما هي؟

تم تجميع الأحداث والمعالم والشخصيات من متون الكتب و المراجع التاريخية منها (المنهل العذب والتذكار ورحلة الحشائشي والحوليات الليبية وجهاد الأبطال وحكاية مدينة وعشر سنوات في بلاط طرابلس ووثائق السرايا وإعلام ليبيا وطرابلس المدينة العربية ومعمارها الإسلامي)وغيرها من المراجع والكتب ومن حكاوي الآباء والأجداد والجدات ومما عايشناه. بالإضافة إلى زيارتي لبعض الدول التي أثرت بشكل أو بأخر على تكوين وتشكيل الحالة التاريخية والثقافية في مدينة طرابلس فكانت لي زيارات إلى عدة متاحف في اسطنبول (الحكم العثماني) وأخرى إلى قاهرة المعز (الدولة الفاطمية) وقرطجنة والحفصية في تونس ومالطا (فرسان القديس يوحنا) وزيارة لإسبانيا ومتاحف محاكم التفتيش وحرب الاسترداد وكذلك زيارة لإيطاليا، كل هذه الأماكن كان لها كبير الأثر في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية في طرابلس .

ذكرت في منشورك على الفيسبوك أنك اخترت اللهجة الطرابلسية كمادة لغوية في الكتاب، لماذا صرفت نظرك عن العربية الفصحى ما الذي تعجز عنه الفصحى وتلبيه اللهجة الدارجة في هذا المقام؟

بخصوص سؤالك عن اعتماد اللهجة الطرابلسية كانت لسببين أولاّ إحياء اللهجة التي تكاد أن تندثر بسبب التغيرات الديموغرافية على المدينة.

ثانيا اقحام القاري في سماع حكاية المدينة بلسان أهلها.

غلاف مبدئي لكتاب أتوبيس طرابلس

الحنين يسعف ذاكرتنا دائمًا وينعشها بحكايا الأمس، أحنينك هو الذي ساقك لفكرة تأليف وجمع هذا الكتاب أم هو شغف نفض الغبار عن الذكريات مثلاً؟

هو إحساسنا بالمسئولية الإنسانية والثقافية تجاه مدينتي ومسقط رأسي وعبء ميراث حضارتها التي تعاقبت عليها الأمم بمختلف مشاربها، هذه المدينة التي استمرت كرمة حضارتها تطرح عناقيدها بلا انقطاع وبحر عطائها يجود بالدرر بلا تمنن منذ آلاف السنين وبالتالي نحن لنا نصيب وحصة في هذه المدينة لا يقل عن أكابر فلاسفتها ومثقفيها.

وفي الحقيقة أنا مقصر في الكتابة وهذا الكتاب باكورة أعمالي الورقية وجل أعمالي تتمثل في قيادة رحلات تثقفية لتعريف بمدينة طرابلس والسبر في أغوارها وفي أغلب الأحيان أنشر بعض النشاطات على حسابي بمنصات التواصل الاجتماعي فهي الطريقة الأسرع والأجدى في الوقت الحالي. وآخرها سلسلة مشايخ طرابلس بين زمنين ومساجد طرابلس .

متى سيكون الكتاب متوفرًا بين يدي القارئ؟

بخصوص إصدار الكتاب.. فهذا يتوقف على الظروف الطارئة التي تمر بها البلاد.. وقد تم الاتفاق مع دار نشر في مصر وأخرى في تركيا بشأن إصدار الكتاب ولكن الظروف الراهنة حالت دون ذلك

كلمة أخيرة …

من يسكنه حب طرابلس لن يمل من شغف الغوص في أعماقها ونبش ذاكرته.

فطرابلس السلطانة تسكننا قبل أن نسكن فيها.

مقالات ذات علاقة

الناقد محمد صابر عبيد: لا توجد ومضة شعريّة تشبه أختها أبداً

رامز رمضان النويصري

معزوفاتٌ لونيةٌ في (بوسيدون) الفنان عبدالجواد المغربي

يونس شعبان الفنادي

”فاطمة حقيق” لفسانيا: الكتاب المزور يغزو السوق الليبي

المشرف العام

اترك تعليق