قصة

الغـرفة الحمـراء

أخبرها أن تخرج ليبقى معها بمفرده.. كانت حسنة الوجوه.. ناعمة.. ظريفة.. ظلَّت والدتها تستعد لزواجها منذ أكثر من عشرين عاماً.. لكن النصيب لم يطرق بابها ككثيرات غيرها.

أتت إليه بعد إلحاح الأقارب والأصدقاء أن يفك عليها (السحر).

هي إنسانة مثالية.. لكن ماذا عليها أن تفعل..!؟

تقترب من سن اليأس يبعث الإحباط في نفسها الأسى، ويثير كوامن العذاب.

جاءته.. كما الأخريات.. فتح الستارة البيضاء التي يختفي وراءها باب لغرفة حمراء كاتمة للصوت..

أحكم إغلاق الباب

اقترب منها رويداً.. رويداً

تلاحقت أنفاسه…

-همس لها قائلاً: لا تخافي

إياك والتخوَّف.. وفكري في الآن.. اللحظة.. إذا كنت ترغبين الزواج فإن هذا العمل سيخلصك من السحر وتتزوجين.

تأملها بعمق…!

ثم تكلم معها بصوت جهوري واضح وأمسك صدغيها

وراح يهز رأسها يميناً ويساراً..

ارتجفت.. راحت تتخبط محاولة الإفلات من بين يديه

أصيبت بنوبة هستيريَّة حادة..

لكنه يعرف جيداً كيف يتعامل مع ضحاياه، فهي ليست المرة الأولى التي قام بها بهذا العمل.. وها هي من المئات اللاتي أتين إليه لفك السحر رغبةً في الزواج..

انتهى بها حتى استكانت له وهدَّأ من روعها

قال لها لماذا تبكين.. أؤكد لك بأنك سليمة..

فقالت له: إن الذي حدث مستحيل..

رد عليها أما هذا الذي كنتِ تبغينه..!؟

اذهبي لا تخافي وتأكدي….

خرجت وهي مرتبكة لا تجرؤ على أن تتفوَّه بما حدث لها في الغرفة الحمراء..؟

مقالات ذات علاقة

خُبز يابسٌ

علي باني

هو والغيمة..

حسين بن قرين درمشاكي

بربروسا

المشرف العام

اترك تعليق