محمد المزوغي
مُحَاصَرُونَ وَلاَ دَرْبٌ بِهِ نَثِقُ
نقولُ هَلْ ثَمَّ ضَوءٌ بَعْدُ يا نَفَقُ
نَرْمِي الْعُيونَ لِتَصْطَادَ الضِّياءَ فَلا
تصيدُ إِلَّا رماداً هذه الْحَدَقُ
يُحِيطُ بِيْ قَلَقٌ يُلْقي مَوَاجعَهُ
أَلَيْسَ مَا بِيَ يَكْفِي أَيُّهَا الْقَلَقُ
كَمْ مَرَّةٍ قَال حُزْنٌ جَاءَ يَأْسِرنِي:
أَنَا الأَسِيرُ هُنَا قُلْ كَيفَ أَنْعَتِقُ
كَمْ مَرَّةٍ صَاحَ بِي سَهْمٌ تَمَكَّنَ مِنْ
ظَهْرِي : أَقِلْنِي فَبِيْ جُرْحٌ وَبِيْ حُرَقُ
ياصاَحِبَ الكيدِ ثِقْلُ الْكيدِ تَحْمِلهُ
فِي رِحْلةِ الْعُمْرِ فَانْظُرْ كَيفَ تَنْطَلِقُ
لَا يَحْمِلُ الْقَلْبُ إِلَّا الحُبَّ تُفْضِي بِهِ
عَيْنَايَ لَا الزَّيْفُ يَعْرُوهُ وَلَا الْمَلَقُ
وأصدقُ القولِ عَنْ قَلبٍ وأبلغُهُ
ما تنبئُ العينُ لا ما يُنبئُ الورقُ
يا صَاحِبِي لستَ غَيرِي نَحْنُ يَجْمَعُنَا
دمٌ وأرضٌ فَقُلْ لِي كَيفَ نَفْتَرِقُ
إنَّ الَّذِينَ تَوَلّوا رَسْمَ نَكْبَتِنَا
يَاصَاحِبِي اثْنَانِ؛ دَجَّالٌ وَمُرْتَزِقُ
هَذَا عَلَى اسْمِ إِلَهِ الْكَونِ يَذْبَحُنَا
وَذَاكَ يَدْعُو عَلَيْهِ الْجُوعُ والْعَرَقُ
“لِمثْل هَذَا يَمُوتُ المْرءُ مِنْ كَمَدٍ”
(أَبَا الْبَقَاءِ) لَقَدْ متْنَا فَمَا قَلِقُوا
(أبا البقاء) لقد هانتْ كَرَامَتُنَا
وظَلَّ إنْسَانُنَا المْسْحُوقُ يَنْسَحِقُ
(أبا البقاء) لقد أبصرتَ حالتنا
فأينَ أينَ الرِّثَاءُ المُرُّ يَنْطَلِقُ
فَالْآنَ كُلُّ سَفِيهٍ رَاحَ يَنْهَرُنَا
وَكُلُّ سَيْفٍ عَلينا الْيَوْمَ يُمْتَشقُ
كَأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ فِي حَيثُمَا وَطِئَتْ
أَقْدَامُهُمْ هَاهُنَا الْأَرْضَ الَّتِي سَرَقُوا
لو يُسْأَلُ النَّخْلُ عنّا قال أَعْرِفُهُم
لَولاهمُ ماسَرَى في الأُفْقِ لِي عُنُقُ
والماءُ شَفْرَتُهُ الكبرى أَصَابِعُنا
إذا أشَارَتْ رأيتَ الماءَ يندفقُ
كَمْ مَرَّةٍ رُصِدَ التاريخُ مُتّكئا
على جِدارٍ بَنَينَاهُ وما خُلِقُوا
كَمْ فِكْرَةٍ هَاهُنَا ضَاءَتْ وَكَمْ نَشَرَتْ
فِي النَّاسِ مَعْنىً بِكُلِّ الْعُمْقِ يَأْتَلِقُ
رُومَا الَّتِي خَلَطَتْ بِالْعِشْقِ قَهْوَتَهَا
تُفْضِي إِلَينَا تَمَامَاً مِثْلُهَا الطُّرُقُ
يَاصَاحِبِي لَمْ يَزَلْ فِي الْحُبّ لِي أَمَلُ
وَفِي الْقُلُوبِ الَّتِي أَرْبَابُهَا صَدَقُوا
هَيهات يايأسُ أن تُلقي الرحال هنا
يا يأسُ إنّ لنا ربّاً به نَثِقُ