من أعمال المصور أسامة محمد
قصة

الليبرة.. ركض الحرية

من أعمال المصور أسامة محمد
من أعمال المصور أسامة محمد

. . عند شروعنا في لعبة الليبرة ، كانت القرعة هي التي تحدد الفريق الذي يركض ، والفريق الذي يُطارده ، أيّ فريق منهمايحاول استمالة الصبي كراع الغزال ، وكسبه إلى صفّه من أجل الفوز ، في الغالب تكون المساومات ، وتعقد الصفقات بين كراع الغزال ، والفريقين سرًا في الخفاء ، ، يعرضان عليه الخبز بالزيت، وبيض الدجاج الوطني ، حلوى الديوك ، علكة الأسد ، وقبل أن يوافق يخمن ويقارن في رأسه أيهما الأفضل، وينضم لمن تكون عطاياه أكثر ، وقتذاك يبدأ اللعب ، والفريق الذي لا يحالفه الحظ بالقرعة يُطارد الفريق الآخر ، ويختار مربعًا جانب جدار بيت قديم، يحدده برسم خطّ على الأرض الترابية ، يكون بمثابة المعتقل الذي يّسجن فيه من يُعتقل من الفريق الراكض ، وتستمر الليبرة بين الركض ، والمطاردة إلى أن يُعتقل الجميع ، فتستبدل الأدوار ، ما لم يقم أحد من الفريق الراكض بتحرير جميع المعتقلين ، أو بعضهم فتطول اللعبة . والصبيّ كراع الغزال ، عدّاء سريع ، ساقاه نحيفتان ، قدماه تقدحان الأرض ، أطلقنا عليه لقب كراع الغزال لسرعته . . مراوغ ، ذكي ، يمتلك دهاء الثعلب ، من الصعب اعتقاله ، أو حجزه داخل المربع ، يتخفّى في زي امرأة لتمويه مطارديه ، وأحيانا يخلع قميصه ، ويدهن أطراف جسمه بالزيت ، ما يجعله ينزلق من بين أصابع ملاحقيه ، خاصة عندما يمرق مثل البرق مخترقًا حاجز الاعتقال ليحرر المعتقلين من فريقه بصياحه :-
– لييبرة … ليييبرة
ويفرّ أغلب المحتجزين ،


.. في ذلك اليوم تمكن الفريق من الإمساك بجميع الراكضين ما عدا كراع الغزال . عتم المساء من دون أن يظهر كراع الغزال ، توقعناأنه يعد مفاجأة ! تبرم المعتقلون من وقوفهم محاصرين داخل المربع ! فقواعد اللعبة تحتم القبض على الجميع لينعم الفريق الآخر بالانتصار ويبدأ في الركض ، كراع الغزال أفسد اللعبة باختفائه ، اتفق الفريقان على تأجيل اللعبة إلى يوم الغد ، ويبقى المعتقلون في وضع الاعتقال حتى وإن انصرفوا إلى بيوتهم !


. . علمنا أن كراع الغزال أغراه صبي بالذهاب إلى السينما هايتي بمنطقة الفندق ، وتكفل بدفع التذكرة لمشاهدة فيلم العراب لمارلون براندو، واشترى له على حسابه أيضًا ساندوتشات فاصوليا، ومشروبات غازية ، وشيكولاتة أجنبية . نكاية من الصبيّ في الفريقين الرافضين أن يلعب معهما .تمتع كراع الغزال بليلته ، خذل الفريقين، وترك المعتقلين، و الحراس ينتظرون قدومه ، عندما ظهر في اليوم التالى يلوك العلكة ، ويمسح شفتيه من بقايا الشيكولاتة، طلب من الفريقين البدء في اللعبة من جديد ، وراح يساوم الفريقين من ذا الذي يدفع أكثر ؟!.

مقالات ذات علاقة

موت رجل عرس شعب

الشرف

سعد الأريل

حـكاية جـورب

محمد الأصفر

اترك تعليق