هل تعرفون عاشقا،
حين تعب من كونه عاشقاً
صار حديقة بست ضفاف للعطر
•••
هل تعرفون جندياً
أينما يذهب
لا شيء يحول بينه وبين الموت
سوي التشبث بوردة أوقصيدة
في الثكنات ترعرع نصف ُذاكرته
في الجبل، طريداً من تحريات الشرطة العسكرية
في أقبية الكتب، يفتش عن امرأة
في حرب تشاد، مقتلعا من آدمية الحب والشوارع
يحفر خندقا في جبهات النثر
متربّصا شهرزاد
بهيئة زنجية تتحرر من جغرافية اللغة علي ضفة عين أوجنقا
هل تعرفون جنديا بهذا المقاس العصريّ
يتيما إلاّ من خياله، يعبر ثلاث قارات مرحة
وعواصم شقراء مضاءة بالشغف والرقص والزيزفون
يعبر خمسة أعوام محمولا علي نقالات وكراسي متحركة
وهو يصعد لاهثاً التباب والمحن الحدباء دونما ضجة
في الباص من معبر باب الهوي إلي جبال انطاكيا
يصغي إلي أنفاس موني النائمة
وهي تعيد ترميم السحب والمراعي
وقد اختلطت القبلُ والصلواتُ والنجوم
فهل عرفتم من هي موني؟
تخلوا عن ساعاتكم وهواتفكم يا قراء طوق الحمامة
ستعثرون علي غصن خجول
تدحرج من عرائش بيت رحيم في زنقة الخروبة
ستعثرون علي ابريق نحاس من سلالة عرب الأمازيغ
وصرة رماد الله وحده العالم ُبأسرار الطير
اعتقوا الغصن يا أحباب الواهب: حقلا من العنب
اسكبوا الأبريق أيها المريدون،
ستخرج الفراشات من أكمام النوار
وانثروا الصرة برفق العابد،
سيحلق طائر الضوء في ليل الحكايات
لأن موني حين كانت تعد الخبز والكعك
يتسلل النحل من ربيع الثورات ويتزاحم حول اناملها.
حدث ذلك في حرب التحرير
حيث لا أحد في تلك الحرائق يعيرُ أذناً للشاعر
وهو يستدرج سيرة الضوء
بينما فرقعات الرصاص تعربد في ليل باب بن غشير
ها هو لا ينزوي خارج الوطن حين يجلس قبالة نافذة غرفته كفكرة مشردة
ها هو الظلام يرتدي سماء بلحية أممية
الظلامُ والرصاصُ يتحدان في جبّة عصماء
ها هي حقولُ النفطِ تُنتخب بإجماع الكلاشنكوف
لتكون بديلا عن مزارع الحشيش في كابول
هاهي الكهوف تستعيد دورتها التاريخية في صناعة العزلة ومنهجة الظلام
ها هي الجنّة تشتعل تحت أقدام الحواة
هاهي الأرانب تقفز مذعورة خارج قبعات المريدين.
ها هي بنغازي حاضنة المهاجرين تثور مرة أخري
وها هنا الملحُ والدمُ والنارُ يا مُرَبّيتي.
لكنني أسأل القراء مرة أخري
هل تعرفون كهلاً لا يخجل من كونه مازال يمشي بخيال جندي
•••
هل تعرفون عاشقا،ً
حين تعب من كونه عاشقاً
صار حديقةً بست ضفاف للعطر.
المنشور السابق
المنشور التالي
مفتاح العماري
مفتاح أحمد عبد السلام العمّاري .
اسم الشهرة : مفتاح العمّاري .
ولد في بنغازي 16 يوليو 1956 .
يكتب الشعر منذ منتصف عشرية السبعينيات ، وله أيضا انشغال بكتابة السرد والمقالة .
حضر العديد من ملتقيات الشعر ومنتديات الأدب والفن في ليبيا وخارجها .. مثل مهرجانات المدينة / أحمد رفيق المهدوي /المربد / ربيع الفنون : القيروان / شعراء المتوسط : لوديف / ربيع الشعراء : باريس., وغيرها من المناسبات الثقافية والملتقيات الشعرية في تونس / الجزائر / المغرب / سوريا /مصر / الأردن / اليمن ،وغيرها .....
نشر نتاجه الشعري والأدبي منذ منتصف عشرية السبعينيات من القرن الماضي ،في عديد الصحف والمجلات الوطنية والعربية .
قدّم إلى المؤسسات والهيئات الثقافية الوطنية بعض المقترحات الثقافية التي تنصب في خدمة المشهد الثقافي الوطني .. تتلخص في تصورات وأوراق عمل لجوائز وإصدارات أدبية .
شارك في عضوية العديد من لجان تقييم مسابقات الشعر والكتابة الأدبية للمواهب في ليبيا .
تحصلت مسرحيته ( برج العقرب ) على جائزة العرض المتكامل خلال الدورة الثامنة لمهرجان المسرح الوطني . سنة 1999 ف .
صدر له :
1. قيامة الرمل .شعر 1992/ الدار الجماهيرية / طرابلس .
2. كتاب المقامات / شعر 1993 دار الملتقى – ليماسول .
3. رجل بأسره يمشي وحيدا / شعر 1993 دار غربة – بيروت .
4. السور / مسرحية 1996 الدار الجماهيرية طرابلس .
5. فعل القراءة والتأويل/1996 مقالات في النقد الأدبي الدار الجماهيرية طرابلس .
6. منازل الريح والشوارد والأوتاد / شعر1996 / الدار الجماهيرية – طرابلس .
7. ديك الجن الطرابلسي / شعر 2000 . الدار الجماهيرية _ طرابلس .
8. رحلة الشنفرى / شعر 2000 / الدار الجماهيرية . طرابلس .
9. جنازة باذخة / شعر 2001 / مجلة المؤتمر .
10. مشية الآسر / شعر 2004 .مجلس تنمية الإبداع/ بنغازي .
11. عتبة لنثر العالم / مقالات/ مجلة فضاءات 2005 طرابلس .
12. نثر الغائب / سيرة شعرية 2007 / الهيئة العامة للثقافة / طرابلس
13. برج العقرب / مسرحية 2007
14. مفاتيح الكنز / قصص وحكايات 2007
15. السلطانة / شعر . 2007
16. نثر المستيقظ .نصوص .2007
17. فن العزلة . مقالات 2009
18. فسيفسائي . شعر .2009
تعليق واحد
شاعر كبير.. فلابد أن يكون النص كبيرا وعميقاً ومؤثرا