المقالة

المضمون الفكري في المظهر

الشكل والمضمون:
قضية الشكل والمضمون في الادب قضية قديمة جدا في الفكر العالمي، وقد اتخذت ثنائية اللفظ والمعنى في سالف الزمان، فكان السؤال القديم الحديث حول هذا الموضوع هو: بماذا يجب أن تتميز الكتابة الأدبية عن غيرها من الكتابات ؟. وما هو الأهم في الكتابة الأدبية؟ هل الشكل اهم من المضمون أم المضمون اهم من الشكل؟
الكتابة الفلسفية او الفكرية تتكون دائما من تزاوج هذين المصطلحين، الشكل والمضمون. والشكل في العمل الادبي والفني وحتى في النشاط الاجتماعي هو صفة الشي ومظهرا له، ففي الكتابة يحتوي الشكل … كما هيكل البناء …. على الاصوات وموسيقى الاصوات والحروف التي ترسم هذه الاصوات وتبرز موسيقاها. هذه اللبنات التي جسدت حروفا يتكون من مجموعها الكلمة، ومجموع الكلمات تكون الجمل، ومجموع الجمل يكون النص، والنص في صورته النهائية هو الرسالة التي يريد العمل الادبي او الفني ارسالها للمتلقي.
اما المضمون الذي يستلهم من النص فهو النشاط الذهني الذي مارسه كاتب النص، وهو امر غير مادي تجريدي لا يدرك بالحواس، وانما يفرض نفسه على المتلقي ويحرك فيه نشاطه الدهني، هو كجهاز التحكم عن بعد تحرك به ازرار التلفاز، لكنك لا تستطيع ان تؤثر في البرامج المعروضة، فالمتلقي يتعامل مع مضمون النص بالشكل الذي يمليه عليه نشاطه الدهني اثناء تناوله للنص، والذي بالتأكيد قد لا يوافق نشاطك. والنشاط الدهني عند المصدر والمتلقي هو عملية عقلية تنتج عن مجموعة من المحفزات، والفكرة التي يحاول النص ابرازها هي نتاج هذا النشاط صيغت في كلمات تحمل معاني متفق عليها بن المصدر (الكاتب) والمتلقي (القاري).
طرح السؤال بالشكل الذي ورد عليه في تعين اولوية او اهمية الشكل او المضمون يجعلنا ننظر الى الكتابة الادبية على انها مجالين او حقلين متميزين، وهذا امر غير سليم اطلاقا، فالقاري لا يفصل بينهما عند تناوله النص، والكاتب ايضا لا يفصل بينهما. عندما نقرا نصا ادبيا … رواية او قصة او شعرا … نحن نتذوق النص شكلا ومضمونا، وحتى إن عجزنا عن فهم بعض المضامين كما في الشعر مثلا، لكننا نتماهى مع موسيقاه ونشعر بمعاني كلماته. فالشكل والمضمون لا يتعديان ان يكونا وجهين لعملة واحدة تفقد قيمتها ان اقتصرت على وجه واحد.
وقد تتعدد الاشكال الادبية التي تتناول نفس المضمون، لهذا وجدت تيارات مختلفة في الادب والفن، فقد ظهر التيار الكلاسيكي والرومنسي والسريالي والوجودي الخ، هذه التيارات نتجت عن بيئات وازمان مختلفة، وكأن لكل زمن وبيئة ادواتها الفكرية التي تناولت المضامين التي نتجت في تلك البيئة وذلك الزمن، ويمكن ان نستدل على ذلك في الادب العربي بتغير نمط الشعر من الشعر العمودي التقليدي الذي يحافظ على شكل القصيدة في صياغتها على بحر معين والالتزام بقافية واحدة، الى الشعر الحر الذي تحرر من القافية وتصرف في بحر القصيدة، الى الشعر النتري والنتر الشعري. لكن القاسم المشترك هو المضمون الفكري الذي ربط بين هذه الاشكال، واذ سلمنا بان الشكل يبرز الجانب الجمالي للعمل الادبي، فإننا لا نستطيع ان نسحب هذا الامر على الفكر، ذلك لان ليست كل الافكار موضوعية، والكثير منها يفتقد القيم الانسانية ويثير المشاعر الغوغائية لدي الجماهير.

حركة الهيبيين:
مؤسس الحركة هو شاعر امريكي معروف يدعى آلن جينسبرك، كانت كتاباته واشعاره تعبر عن احباطات العالم، وقد شاركه أراءه العديد من الشباب الامريكي الذين بدو حركة التمرد والتظاهر ضد الحكومة. ولد آلن لأم يهودية منتمية الى الحركة الشيوعية ، وأبٍ أرثوذكسي محافظ شاعر ومعلم لغة إنجليزية كان استاذه الاول في الشعر. نشاء آلن مناهضاً لكل العادات والتقاليد والسياسات التي اعتقد انها سلبت الناس العفوية والانسانية، ورأى أن تلك العادات و القيم سببا في قمع الحريات. كما رأى أن هيمنة المادة وسلطان التقليد قتل كل جميل في الحياة وطفى وهجها في قلوب البشر، وناضل بكل قوة لنشر افكاره فتعرض بسبب مواقفه الى السجن عدة مرات، وقدم للمحاكمة. وقد شبه آلن النظام المادي الرسمالي بالإله الفينيقي مولوخ، وهو إلها شرير، كان الفينيقيون القدماء يقدمون اطفالهم قربنا له لإرضائه، ويحرق الأطفال وهم احياء على مذبحه.
من اهم قصائده واشهرها “العواء” ، وهي قصيدة طويلة ارتبط شهرته بها، وهي القصيدة التي سببت في مصادرة ديوانه الذي يحمل اسم القصيدة بحجة انه مخل للآداب العامة، وقدم بسببها الى المحكمة، الا ان القاضي الذي نظر في هذه القضية حكم بتبرئته وانهى المرافعة القضائية بقوله: لكي نكون ديمقراطيين و متحضرين في هذا البلد، لابد علينا أن نقبل بتنوّعنا واختلافنا وأن تبقى حريّة التعبير فوق الجميع. وقد سأله المدعي العام : هل ستصمد هذه القصيدة فرد عليه محامي آلن بأن محاكمة هذه القصيدة ستجعل منها اشهر قصيدة في هذا القرن بأكمله. و ذلك ما كان، فقد اصبحت القصيدة علكة يعلكها الجيل الثائر في الغرب، من فقرات هذه القصيدة نقرا:
“شاهدت أفضل عقول أبناء جيلي يدمرها الجنون والجوع والهستيريا والعري
يجرجرون أقدامهم في شارع الزنوج عند الفجر بحثاً عن مخدر غاضب
هيبيون برؤوس ملائكية يتحرقون لذلك الارتباط السماوي العتيق
بتلك القوة المزينة بالنجوم في ماكنة الليل
الذين بفقرهم وأسمالهم وعيونهم الخاوية ونشوتهم يدخنون
في الظلام الخارق للطبيعة للشقق الفقيرة ويحلقون فوق قمم المدن
ويفكرون بالجاز
الذين تعرت عقولهم للسماء تحت قنطرة الجسر وشاهدوا الملائك المحمدية
تترنح في انوارها فوق سطوح الشقق
الذين عبروا الجامعات بعيون مضيئة واثقة
تسكنهم هلاوس آركنساس وتراجيديا بليك المنيرة
وسط منظري الحرب
الذين طُردوا من المعاهد العلمية بتهمة الجنون
ونشر غنائيات فاحشة على نوافذ الجمجمة”

ظهرت هذه الحركة الشبابية الثورية في ستينيات القرن الماضي في بعض الجامعات الامريكية كحركة اجتماعية مناهضة للقيم الرأسمالية، ثم انتشرت في العالم الغربي بسرعة كبيرة بين الاوساط الشبابية خلال فترة الستينيات وبداية السبعينيات، كظاهرة احتجاج وتمرد على قيادة الكبار ومظاهر المادية وثقافة الاستهلاك وبرغماتية الدول الغربية، فقام بعض الشباب المتذمر إلى التمرد على هذه القيم والدعوة لعالم تسوده الحرية والمساواة والحب والسلام، وقد اتخذ المنخرطين في هذه الحركة مظاهر مميزة لهم، تمثلت في اطالة شعورهم ونمط هندامهم وسلوكهم العام وعشقهم للبساطة والطبيعة، تماما كما وصفتهم قصيدة العواء. ووصل بهم التمرد ان انغمسوا في المخدرات والجنس والموسيقى الصاخبة، وكان اوج “مجدها” عندما برزت فرقة الخنافس التي استطاعت بموسيقاها استقطاب ملايين الشباب في الغرب.
ورفض المنتسبين لهذه الحركة العادات والتقاليد وأنماط الحياة في مجتمعاتهم، وحاولوا إيجاد نمط للحياة مغاير لما هو معروف، وقد كان معظم منتسبي الحركة من عائلات الطبقة المتوسطة من الجنس الابيض الميسورة الحال، وكانوا يتركون بيوت أهلهم لينضموا إلى جماعات الهيبيين، وهم يعتقدون أن كثيرا من البالغين يهتمون جدا بجمع المال فقط. وقد عاشوا مع بعضهم البعض في مجموعات صغيرة متكافلة بعد ان تركوا بيوتهم، وتقاسموا كل ما يملكون فيما بينهم، وكانوا بذلك امناء لمعتقداتهم.
ولا شك ان أهداف هذه الحركة كانت اهدافا نبيلة، عبروا عنها في شعارهم الذي رفعوه والذي يقول “اصنع الحب وليس الحرب”، وكانوا فعلا من المناهضين للحروب، وتظاهروا ضد حكومات بلدانهم ضد حرب فيتنام، التي احيت مآسيها بعض من الضمير العالمي في حينها.
بدأت حركة الهيبيين في الانكماش والتراجع بالسرعة التي نمت فيها، وتخلى الكثيرين من منتسبيها لأسباب مختلفة، فقد تراجع العديد منهم عن تفاؤله وعن اعتقاده أن ثمة تغيرات رائعة سوف تحدث بمجرد أن يتعلم الناس التعبير عن مشاعرهم بصدق. ادرك منتسبيها ان اعادة تشكيل المجتمع عن طريق الانسلاخ منه امرا مستحيل، فانضم بعضهم إلى حركات سياسية أكثر تنظيمًا، للعمل من أجل قضايا اجتماعية محددة. وتحول الآخرون إلى القيم الروحية والدين النصراني، وترك غالبيتهم مرحلة الهيبيين في حياتهم وراء ظهورهم، محاولين التمسك على الأقل، ببعض المثاليات التي أثرت فيهم في وقت ما. لكن، ليس من الصعب البحث عن العلاقة بين المظهر وبين الفكرة، فالارتباط واضح جد، لقد اصبح مظهر الهيبين علم على معتقداتهم الفكرية ومضامينها.

السلفية الحديثة:
حينما انتشر الاسلام في ربوع الارض لم يعمل على تغير انماط حياة البشر في البلاد التي دان اهلها به، بل غير عقائدهم، وهذب بعض سلوكياتهم التي تتعارض مع سياق رسالة التوحيد. لذلك احتفظت شعوب الارض بعد اسلامها بأنماط حياتها وعاداتها وتقاليدها ولباسها. فالمسلم الإندونيسي يفتخر بزيه الشعبي المسمى “الباتيك”، حتى يومنا هذا حتى ان هذا الزي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” وادرجته ضمن قائمة التراث العالمي، ورغم مرور قرون على اسلام إندونيسيا التي تعد الان اكبر دول العالم الاسلامي، الا ان لباسها وتقاليدها بقيت على ما هي عليه، وربما تلون الدين الاسلامي ببعض المظاهر الاندونيسية التي لا تتعارض معه. ويرتدي الباكستانيون، رجال ونساء ملابس وطنية مكونة من قطعتين تسميان عندهم “سلوار قميص” وحداء خفيف يدوي الصنع يعرف باسم الـ”كوسا”، ويحتفل الباكستانيون بازياهم التقليدية سنويا لأنها تعبر عن هويتهم، كما ان الباكستان من الشعوب القليلة التي احتفظت بهذا الزي حتى في بلاد الهجرة، وتدينهم لم ينال من انماط حياتهم ونوع ملبسهم. وهكذا باقي ربوع الارض، ما زال الزي الوطني بصمة للشعوب المختلفة يعرف بها، ولم يحدث ان وحد الاسلام ازياء الشعوب التي دانت به او اساليب حياتهم الا فيما ندر، ذلك ان القاعدة تقول بان كل شيء مباح ما عدى ما حرم بنص، وما حرم بنص محدود جدا والاصل في الاشياء الاباحة، ولان العقيدة تمس القلوب فلم تغير من القشور الكثير.
المذهب الاسلامي الرسمي في ليبيا هو المذهب المالكي، مع وجود محدود للمذهب الاباضي في بعض مناطق الغرب الليبي وفي العاصمة طرابلس. في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عند الدخول للمساجد للصلاة لا تجد شخصا واحدا من المصلين يربط يديه اثناء الصلاة، فكلهم يسبلون الايادي ويقفون بخشوع وعزة امام الخالق. ويستوي المذهبين في ليبيا في قضية سبل اليدين اثناء الصلاة خلافا للمذاهب السنية الاخرى. ومن الامور المعتادة ان يقرا الليبيين (وتقريبا كل الشمال الافريقي ما عدى مصر) الفاتحة عن رواية ورش، فالآية الثالثة تقرا “ملك يوم الدين” وليس كما هو معتاد في المشرق “مالك يوم الدين”، والامر الثالث ان لا يؤمن عقب قراءة الفاتحة (او لا يجهر بها)، والامر الرابع عند اتمام الصلاة يسلم الامام جهرا ناحية اليمين فيقول “السلام عليكم” وقد يلحقها سر حين يلتفت ناحية اليسار. وفي هذه الامور الاربعة لا يختلف المذهب المالكي عن الاباضي، حتى انك لا تميز بينهما اثناء تأديتهم للصلاة الا في تكبيرة الاحرام، ففي حين يرفع المالكي يديه اثناء التكبيرة يكتفي الاباضي بتكبيرة الاحرام كمدخل للصلاة، ولم يكن هناك مظهر مميز للمصلين.
الان، وبعد اكثر من ثلاثة عقود، اختلف الامر في المساجد الليبية، لم نعد نرى سبل اليدين الا عند كبار السن، وعدنا نسمع فقط “مالك يوم الدين”، وتهتز اركان المسجد من “آمين” المصلين، واصبح الامام في المساجد يلقي تحية الخروج من الصلاة على الجانبين جهرا، وليس في ذلك بالتأكيد اثما، لكنه تغير حدث في عقود قليلة جرف ما عاهده الناس في قرون طويلة. واصبحت المسافات بين ارجل المصلين تتناسب مع طول اللحية وقصر السروال، والعديد من المصلين يدخلون الصلاة بصورة مسرحية تتمثل فيها التقوى لكن اختفت فيها عفوية ابائنا واجدادنا التي عاهدناها في صبانا، وانتشرت مظاهر غريبة لم نعهدها في مساجد طفولتنا، فانتشرت لوحات خشبية او زجاجية يضعها المصلي امامه حتى يعزل نفسه عن المارة. ومن غرائب هذه الحواجز اني سمعت من استاذ فاضل ان امام المسجد الذي يصلي فيه يضع حاجزا بينه وبين المحراب عند الصلاة. وكثر “الآمرون بالمعروف”، فقلما كان يستوقفك احدهم قديما، لكن الان لا تستغرب ان يقف لك احدهم بالباب ليحصي لك ما ارتكبت من اخطاء في صلاتك (!) التي كنت تؤديها قبل ميلاده، وكأن قدومه للمسجد ليس للصلاة ولكن لإحصاء اخطاء المصلين. وتغير هندام المصلين، فالثوب الحجازي والسراويل القصيرة واللحي غير المشذبة والمسواك اصبحت منظرا عام يتميز به طائفة من مسلمي اليوم، وتغير لباس المراءة فاصبح للجلباب الاسود سطوة في السوق لا ينافسه فيها سلطان اخر موضات الازياء في العالم. ومن المفجع تفسير الاشياء عند هؤلاء الناس، فقد صليت ذات يوم مع زميل وكان يقبض يديه اثناء الصلاة، فسالته من باب الفضول لما لا يسبل يديه اثناء الصلاة اسوة بالمالكية، فأجابني: ان الامام مالك كان يقبض يديه ولكن حين سجن وعذب شلت يديه فاصبح غير قادرا على قبضهما، فقلت له باستغراب شديد: هل كان المالكية يتبعون سنة الامام مالك ام سنة النبي عليه صلوات الله.

الخاتمة:
نستطيع ان نستخلص ان “الشكل” الذي يظهر عليه فئة من الناس في مجتمع ما ينبثق عن فكرة أو “مضمون”، وليس بالضرورة ان يكون المضمون الفكري مضمونا انسانيا يحمل قيم الخير والعدالة، فالكثير من المضامين الفكرية تبتعد عن القيم الانسانية، ولا يخلو فكر انساني او عقيدة من مضامين خطيرة عند اخراجها عن سياقها وممارسة الانتقائية في صياغاتها، وتفريغها من المشاعر الانسانية التي تهذبها، وتاريخ الفكر الانساني مملو بالأمثلة التي تبين ان الافكار هي الفتيل الذي يضرم النار ويلهب مشاعر الناس، وما كان للعنف ان ينتشر الا بفعل المضمون الفكري الذي يحفز هذا العنف.
والعقيدة الاسلامية ليست استثناء، فهي تحتوي على النصوص العديدة التي ان اخرجت عن سياقها لكانت مدمرة. وللأسف، نجد ان ظاهرة العنف والتطرف في مجتمعاتنا اصبحت تتناسب مع الانتشار الواسع لهذه المظاهر، وكأن هذه المظاهر جرتها انقياد هذه الفئة من المجتمع الى بعض هذه الافكار المدمرة دون تحفظ، بغض النظر عن سذاجة الفكرة التي انجروا اليها كالتي سقناها عن سبل اليدين في الصلاة، او خطورتها كتكفير المجتمع ومحاربته. واخطر المضامين الفكرية هي تلك التي تتجرد من العواطف الانسانية لحساب الفكرة، فيصبح ازهاق الارواح البريئة اعظم قربة من اطعام الجوعى، ومقارعة المختلف بالسيف اعظم من وجادلهم بالتي هي احسن، وسبي المخالف والتمتع بنسائهم افضل من ادعو الى سبيل ربك.
والله من وراء القصد

 (اميس انتمورا)
طرابلس 04/09/16 20

مقالات ذات علاقة

بوصلة الصراع العالمي

علي بوخريص

طرابلس.. محنة أو “لعنة” العاصمة

المشرف العام

الطلاب يستعيدون دورهم المفقود

عمر الكدي

اترك تعليق