شخصيات

كل يوم شخصية ليبية مشرقة (24)… سلام قدري

عبد السلام صادق عبد القادر الجزيري (سلام قدري)

الفنان الراحل سلام قدري أرشيفية عن الشبكة
الفنان الراحل سلام قدري
أرشيفية عن الشبكة

الولادة

ولد بمدينة طرابلس عام 1934م ولقب بسلام قدري من قبل الفنان الليبي الكبير كاظم نديم بن موسى عام 1952م. يجيد اللغة الإيطالية إلى جانب اللغة العربية ويعزف على آلة (الكلارنيت, العود, كمنجا), واحترف الغناء عام 1952 مع افتتاح الاذاعة الليبية وأصبح عضو في فرقة الاذاعة كعازف. غنى أول اغنية له فيالاذاعة الليبية وهي اغنية (حبيت ما قدرتش انبين حبي) من الحان الفنان كاظم نديم، ولم يعرف اهله انه فنان الا بعد خمسة اعوام بسبب عدم تقبل الغناء كمهنة في ليبياذلك الوقت.

أعمالة

وفي عام 1957م قدم الاغنية الأشهر في تاريخه وهي (سافر ما زال، واغنية  الجوبة بعيدة)، ومنذ ذلك التاريخ أي 1957م قدم أكثر من (400 اغنية ليبية)، وبدء عام 1960م يلحن لفنانين ليبيين ومن أشهر ما لحن اغنية (مش قلتي ياعين نسيتي، اليوم يا قمر، الجوبة بعيدة)، وعام 1970 فاز بأغنية (مربوع الطول) بالترتيب الأول في مهرجان المغرب العربي في المغرب، ومن أشهر اغانيه (حبيت ماقدرتش انبين حبي، مش قلتي يا عين نسيتي، غالي رحل، والله مشوا ونسوك يا محبتنا، منديلها الوردي) عرجون، أنت عفيفة، لا اتغيبكعلى العيلة يا بو العلة، سافر ما زال، سيد الحلوين، بعدت عني، جرت السواقي، غوالي يا غوالي، في ظل ابتسامة، لو تؤمريني، يا اميمة).

عبدالسلام صادق عبدالقادر الجزيري الفنان والمطرب الكبير المعروف بـ (سلام قدري)، ولد بمدينة طرابلس في أحد أزقّة شارع كوشة الصفار بالمدينة القديمة سنة 1934 توفي يوم الجمعة 17 أكتوبر 2014 في منزله بشارع الصريم عن عمر ناهز 80 عامًا بعد صراع مع المرض في الثلاث السنوات الأخيرة من عمره. درس قدري بمدرسة الفنون والصنائع، المدرسة التي تخرج فيها الموهوبون والمشاهير والكفاءات الليبية، وتخصص بالعزف على آلة الكلارينو وآلة العود، والى جانب هواياته الموسيقية تألق نجم قدري أيضًا في رياضة كرة القدم، وتفوق حتى أصبح واحدًا من لاعبي الدرجة الأولى والفريق الأول لنادي الاتحاد. كما اشتهر الفنان منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي باسم (سلام قدري) الاسم الذي أطلقه عليه الفنان الرائد كاظم نديم بن موسى، عندما اكتشف موهبته فتولى رعايته في البداية ولحن له كثيرًا من الأغاني، وبذلك احترف قدري الغناء العام 1952 مع افتتاح الإذاعة الليبية وأصبح عضوًا في فرقة الإذاعة كعازف. لم يكتف سلام قدري بالغناء فقط، بل لحن كثيرًا من الألحان لنفسه وللمغنيين الآخرين، واختص بتقديم وأداء الأغاني التراثية إحياء للألحان الليبية القديمة المتمثلة في “هايم بيك وعيوني سهاره، وجرت السواقي، وسلم على مين يسلم عليّ، والجوبه بعيده، وسافر ما زال عيني تريده”. امتلأت سيرة حياته بلقاءات مع الفنانين العرب نبدأها بلقائه الفنان المصري الكبير محمد عبدالوهاب في ليبيا عندما قام الأخير بتلحين وأداء نشيد الاستقلال الليبي أيام المملكة، والتقى أيضًا الملحن المصري الشيخ سيد مكاوي، وفي بيروت التقى -في بداية حياته الفنية أثناء وجوده وبعض الفنانين الليبيين بتسجيل أغانٍ لهم باستوديوهات الرحابنة – الفنانة فيروز وزوجها عاصي الرحباني والمطربة هناء الصافي. غنى قدري أول أغنية له بعنوان “حبيت ما قدرتش انبين حبي” في الإذاعة الليبية؛ حيث إن أهل الفنان لم يعرف أنه فنان إلا بعد خمسة أعوام بسبب عدم تقبل الغناء كمهنة في ليبيا ذلك الوقت. وفي العام 1957 قدم الأغنية الأشهر في تاريخه وهي “سافر ما زال، عيني تريده” ومنذ هذه الانطلاقة غنى قدري أكثر من 400 أغنية ليبية. كانت أول الأخبار التي تناقلت عن تعرضه لوعكة صحية العام 2009 حين تم نقله للعلاج إلى تونس إثر إصابته بأزمة قلبية برفقة نجله شكري الجزيري. وفي العام 2013 كتب الروائي الليبي د. أحمد إبراهيم الفقيه مسرحية عن سيرة قدري الذاتية بعنوان “عندليب ليبيا”، عندما استشعر أن قدري لم يأخذ حقه من الشهرة التي يستحقها بليبيا، في حين حصل على هذه الشهرة في المغرب والجزائر وتونس. كما عرضت المسرحية الغنائية والاستعراضية التي قدمت كأول تعاون ثقافي فني بين مصر وليبيا بمسرح الهناجر بمصر، تحكي عن سيرة ذاتية لأشهر مطرب في طرابلس وليبيا، والتي لم يحضرها قدري بسبب ظروفه الصحية بينما استعان المؤلف والمخرج محمد الخولي بصورة كبيرة له تتوسط خشبة المسرح.

مجلة دبي الثقافية تهتم بعندليب ليبيا سلام قدري

خصصت مجلة دبي الثقافية الإماراتية في عددها لشهر  ابريل عام 2014م مساحة للفنان الليبي الكبير الراحل سلام قدري وقالت المجلة “في  17 اكتوبر 2014 فقدت الساحة الفنية الليبية  الفنان المطرب سلام قدري عن عمر ناهز 80 عاما بعد صراع مع المرض، ورغم الوضع المأساوي الذي تمر به ليبيا، ورغم صوت الرصاص الذي يصمّ آذان الليبيين، إلا أن صوت سلام قدري عاد في ذلك اليوم ليطغى على كل الأصوات الأخرى، حيث استعادت الذاكرة أغانيه الجميلة، المعبّرة عن روح طرابلس الغرب بأزقتها وحواريها وبيوتها وقبابها وفلّها ويسامينها وأمواج بحرها وعطر حدائقها”.

وأضافت بندة عن حياة الفنان حيث كتبت: “ولد الفنان سلام قدري  بزنقة الشيخة زينوبة المتفرع من كوشة الصفار بمدينة طرابلس القديمة،  وهو الابن الثاني لوالده واسمه الحقيقي هو عبد السلام الصادق عبد القادر الجزيرى. درس القران الكريم فى كتاب سيدي عبودة ثم التحق بمكتب الفنون والصنائع المعروف بمدرسة الفنون والصنائع للدراسة حيث تلقى تعليمه الابتدائي ودرس اللغتين العربية والإيطالية ودرس الموسيقى وتخصص في آلة النفخ (الكلارنيت) والتي تسمى بالآلة الغنائية في التخت العسكري لكنه يعزف أيضاً على العود والكمنجة ببراعة، ثم التحق بمدرسة طرابلس الثانوية الكائنة بحي الظهرة، وكان من أشبال نادي الاتحاد لكرة القدم ثم أصبح من أبرز أعضاء الفريق وكان يشعر بميول فنية كبيرة للغناء، وغنّى ضمن الأنشطة المدرسية”.

ويعتبر سلام قدري بحسب المجلة، من فناني الرعيل الاول الذين واكبوا مسيرة الفن في ليبيا، حيث احترف الغناء عام 1952 مع افتتاح الاذاعة الليبية وأصبح عضوا في فرقة الاذاعة الليبية كعازف لآلة الكلارنيت  ويعد من الفنانين الليبيين الذين استطاعوا إثراء الساحة الفنية بالعديد من الأعمال الناجحة التي لقيت شهرة واسعة داخل وخارج ليبيا، وكانت اول اغنية لهذا الفنان في الاذاعة الليبية اغنية (حبيت ما قدرتش نبيّن حبي) التي سجلها في العام 1952 وهي للموسيقار الراحل كاظم نديم الذي تبناه وأطلق عيه إسمه الفني سلام قدري في زمن كانت فيه العوائل الطرابلسية الكبرى تستنكف فيه من إحتراف أبنائها الغناء، ومنذ ذلك التاريخ قدم أكثر من 400 اغنية ليبية من اشهرها (سافر ما زال عيني تريده) التي  غناها لأول مرة في العام 1957 وهي من ألحان كاظم نديم وتم تسجيلها بعد ذلك بأصوات عربية من بينها صوت المطربة التونسية الراحلة علية، و(الجوبة بعيدة) و(منديلها الوردي) و(نسوك يا محبتنا) و(لا اتغيبك على العين يا بو العيلة) وغيره من الاغاني التي دخلت الوجدان الليبي وشكلت علامات فارقة في تاريخ الاغنية الليبية . وإلى جانب الغناء قام الفنان سلام قدري بتلحين الكثير من الاغاني التي اداها بصوته او باصوات غيره من المطربين التي يرددها الشارع الليبي في مناسباته وافراحه.

وقد كان النجاح الكبير لأغنية “سافر مازا ” وراء الكشف عن هويته عندما عمد صحفي بمجلة “طرابلس الغرب” الى البحث مطولا عنه ثم نشر صورته تحت عنوان “العندليب الجديد” مما جعل أسرته تكتشف لأول مرة أنه يمارس فن الغناء رغم أنها كانت أسرة معروفة بالتخصص في الإنشاد الديني والصوفي وفي سنة 1960م خاض سلام قدري تجربة التلحين فلحن عملين للشاعرة الراحلة خديجة الجهمي  وهي التي عرفت باسم “ابنة الوطن”  وفيما بعد “بماما خديجة”.

وفي العام 1967م طلب منه محمد الموجي البقاء في القاهرة  كما لحن له أغنية جميلة  باللهجة الليبية تقول كلماتها “أيام كيف الورد ذبلتيهم بالشوق مش بالحب بدلتيهم”. وقال له سأصنع منك معجزة لكنه لم يحتمل البعاد طويلاً عن بلده، كما لحن له الموسيقار التونسي الراحل الدكتور صالح المهدي الملقب بـ “زرياب” موشح “يا مبهى صوت العربية” وفي العام 1970م فاز سلام قدري بالجائزة الأولى في مهرجان الأغنية بالمغرب الأقصى  بأغنية (مربوع الطول) وفي العام 2013 كتب الروائي الليبي  أحمد إبراهيم الفقيه مسرحية عن سيرة قدري الذاتية بعنوان “عندليب ليبيا”، عندما استشعر أن قدري لم يأخذ حقه من الشهرة التي يستحقها بليبيا، في حين حصل على هذه الشهرة في المغرب والجزائر وتونس. كما عرضت المسرحية الغنائية والاستعراضية التي قدمت كأول تعاون ثقافي فني بين مصر وليبيا بمسرح الهناجر بمصر، تحكي عن سيرة ذاتية لأشهر مطرب في طرابلس وليبيا، والتي لم يحضرها قدري بسبب ظروفه الصحية بينما استعان المؤلف والمخرج محمد الخولي بصورة كبيرة له تتوسط خشبة المسرح.

وكتب الباحث والمفكر الليبي  الدكتور محمد عبدالمطلب الهوني راثيا  سلام قدري بالقول “لقد غادرنا كعادته عندما ينسحب بهدوئه المعتاد، إذا أحسّ أنّ الجلسة لا تتّسع إلى فخامة ألحانه. .. كان يقبع وحيدا في معبد الفنّ، وعندما يغالبه اليأس من حضور مستمعين، يتناول عوده، ويبكي غناء للوطن. سلام قدري رغم الظّلم والقهر، كان يجد دوما ثغرة في جدار المحن، يسرّب من خلالها ألحان الحبّ لليبيا في زنزانتها. كان سلام يبتسم عندما يرى سنابك خيل الغزاة تدوس زهور الفلّ وشجيرات الحنّاء في حدائق المنشيّة، ويغنّي للرّبيع القادم، لأنّه يعرف أنّ بذور الحياة ممتنعة عن الفناء، وأنّ دوسها لا يزيدها إلاّ تجذّرا. لقد سمعناه في بيروت يشدو، وفي تونس يترنّم، وفي الرّباط يصدح، ولكنّه لم يتسلطن غناء إلاّ في طرابلس التي يحتضنها ترابه في سمفونيّة رائعة للخلود. كان سلام قدري موحّدا طوال حياته في إيمانه بالوطن. لم يشرك به حاكما أو قبيلة أو عشيرة، ولم ينضمّ إلى زمرة المؤلّفة قلوبهم متذرّعا بالفقر أو العوز أو الغلبة، ليرتكب خطايا يأثم باقترافها الفنّ الرّفيع. لم تكن لديه مطالب. فقد كان يستعين على قضاء حوائجه بتركها”.

ويضيف الهوني “كان عندما يحتضن عوده يشعر بأنّه يملك كلّ كنوز الأرض. فتفيض قناعته نغما يقتات بها جموع المضطهدين. لم يترك شفة إلاّ ورسم عليها قصيدة، ولم يترك أذنا إلاّ أهداها نغما شديّا. كان معطاء، لا يأخذ في يده غير ريشة يداعب بها أوتار عوده، تاركا دنس العطايا لتلوّث كفوف المتاجرين بالفنّ. من لنا بعدك، يخفّف عنّا بؤس ليالي الشّتاء الطّويلة؟ من لنا بعدك يوقف خصوماتنا عندما تحتدم، وكان عودك الذي أصبح اليوم يتيما هو الذي يبرم بيننا السّلام والمحبّة؟ لقد أعطيت كلّ شيء للوطن، وكان الوطن ضنينا في جوده، فخبرت بأنّ شحّه كان المحفّز الوحيد على غناء معزفك ألما”.

توفي رحمه الله يوم الجمعة الموافق 17/10/2014 في منزله بشارع الصريم -طرابلس عن عمر ناهز 80 عام بعد صراع مع المرض في الثلاث السنوات الاخيرة من عمره رحم الله الفقيد.

كل عام وأنتم بخير… عيد سعيد وعمر مديد.

الاحد الموافق 10/07/2016م – طرابلس / ليبيا

مقالات ذات علاقة

عبدالسلام الغرياني.. سيرة ذاتية مختصرة

عبدالحكيم الطويل

خليفة التليسي.. والهوية الشعرية

المشرف العام

سامحنا يا محمد طرنيش

المشرف العام

اترك تعليق