متابعات

الفقيه يسرد قصص عرفان خالصة لمبدعي العرب

محيط

غلاف كتاب_عالم العرفان

صدرت بالقاهرة هذا الأسبوع المجموعة القصصية الجديدة للكاتب الليبي الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه، وتحمل عنوان “قصص من عالم العرفان” .

المجموعة الصادرة عن “المكتب المصري الحديث” تضم خمسة وعشرين قصة تدور في أجواء روحانية ، وتتواصل مع أرواح عدد من الأدباء والكتاب والفنانين من أصدقاء الكاتب والشخصيات العامة، وهي موجودة بأسمائها الحقيقية وصورها .

وممن ورد ذكر حكايات الكاتب معهم :  عباس محمود العقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور ورجاء النقاش ومحمود درويش وعلي شلش وعبد الله القويري وإبراهيم الفقي حسن وعلي صدقي عبد القادر وعليّ الرقيعي ورشاد الهوني وبشير الهاشمي ويوسف هامان وكاظم نديم وحسن عريبي ومحمد الزوي وعلي القبلاوي ومحمد الفيتوري وفؤاد الكعبازي وبشير كاجيجي وخليفة حسين مصطفى والسيدة ام كلثوم

في تقديمه يقول الفقيه : إنها رحلة روحية ومغامرة وجودية يحاول فيها الكاتب عبور تلك الحدود من عالم الواقع والحواس، وصولاً إلى عالم الروح، والدخول إلى دوائر الرؤيا والعرفان، حيث المعرفة ليست محدودة بحدود الزمان والمكان، وحيث العالم ليس فقط ما نرى ونسمع ونعاين بالحواس الخمس، وإنما أبعد وأكبر وأكثر ثراء وعمقاً وزخماً، نحس به ونعيه بحواس أخرى سادسة وسابعة وثامنة كامنة في خبايا أنفسنا وأرواحنا.

إنها رحلة لاكتشاف العوالم الخفية التي حولنا، بمثل ما هي رحلة لاكتشاف الذات، وصولاً إلى العوالم الخفية المجهولة بداخلنا، ووعينا بأنفسنا، وتفجير طاقاتنا الروحية.

إنه تواصل مع أحباء رحلوا، وفي نفس الوقت هو تواصل مع مناطق حميمة في أنفسنا، هي تلك المناطق التي نطوي عليها قلوبنا، ونحتفظ فيها بالمشاعر الحميمة لأحبائنا، سواء ممن هم على قيد الحياة أو ممن غادروا دار الفناء إلى عالم البقاء والخلود.

ولهذا فإنني أريد أن أهدي هذا الكتاب الى لأحباء الذين اقتبست من حياتهم هذه القصص، وجعلتهم موضوعاً لها، ثم الى أسلافي الذين يرحلون في دمي، ممن خدموا رسالة الروح، وكانوا رموزاً لعالم العرفان، وحلقة وصل بين أهل الأرض والسماء، وهم جدي لوالدي العارف بالله، الفقيه أحمد بن عبد الله القنطراري، سليل أسلاف من العلماء والفقهاء والعارفين بالله، وجدتي لوالدتي منوبية عبد الله بن الفضل، وهي من سيدات الولاية والصلاح، ووالدها الولي الجليل سيدي عبد الله بن فضل الكبير، وأبنائه خليل والجيلاني وعبد الله، وكلهم من أهل الولاية والصلاح، فإلى أرواحهم أهدي هذه القصص الروحية، التي هي قبس صغير من أقباسهم، وفيض من فيوضاتهم، في عالم الرؤيا والروح والعرفان”.

وتتصدر الكتاب كلمة لأحد الشخصيات الموجودة في الكتاب وتدور حولها واحدة من قصص،  هو عبقري القصة القصيرة وأستاذها يوسف إدريس ، كتبها منذ خمسين عاما أي في عام 1966 عن الكتاب الأول لأحمد إبراهيم الفقيه ، الذي صدر في تلك السنة بعنوان “البحر لا ماء فيه ” .

ويقول د. طاهر القراضي : ان هذه المجموعة القصصية مساهمة حقيقية فى دفع القصة العربية القصيرة لكى لا تصبح عربية فقط ولكن أيضاً لكى تشمل الإنسان فى كل زمان ومكان.

عن نجيب محفوظ يكتب : يتمتع محفوظ بذكاء خارق لا يصدقه العقل؛ فلقد التقى مع أحمد إبراهيم الفقيه في لقاء عابر لا يزيد عن دقيقة واحدة، ثم انقطعت اللقاءات بينهما لمدة ثلاثين عاما، وبعدها ذهب الفقيه إلى الركن الذي كان نجيب محفوظ يرتاده مع بعض الكتاب والأدباء بكازينو قصر النيل، ووجده هناك فتذكره وخاطبه باسمه ( يا أحمد). وفي هذه القصة، وردتْ واقعة تشير إلى أنّ الفنان المخرج السينمائي سمير الجاعوني، الفلسطيني الأصل، والليبي النشأة والجنسية، استطاع بذكاء محفوظ وقوة ذاكرته، وبوساطة الدكتور أحمد إبراهيم، أن يستعيد مبلغا ماليا يقدّر بألف دولار آنذاك، وكان هذا المبلغ سببا في انفراج ما كان يعانيه الجاعوني من الإفلاس والمديونيات التي كادتْ أن تجبره على بيع بيته الوحيد الذي كان يسكنه.

وعن يوسف إدريس يقول المؤلف أنه قد تملى منه مسرحية كاملة الفصول والتفاصيل باللغة العربية تحت عنوان: ” محمد علي باشا الذي مات ” ولكنّ الفقيه ينشرها في إحدى الصحف، وينسبها إلى نفسه حرصا على الأمانة!

أما محمود درويش فهو يتعرّف في تونس على الصحفية الإنجليزية كارولينا، وفي لقاء صحفي معه سألته عن العمر الذي يتمنى أن يصل إليه قبل الموت، فاختار أن يموت في العمر الذي يتّفق مع تاريخ السنة التي تفجّرت فيها قريحته، ويشاء القدر أن يُصاب بمرض القلب ويرى في منامه أنه راحل إلى العالم الآخر، وهذا ما كان من الأمر حيث مات في العمر الذي حدده للصحفية.

مقالات ذات علاقة

الصحفيين في ليبيا يطالبون بتعزيز الحريات الأساسية

المشرف العام

نقاد: محمد العلاقي مجدد وصاحب بصمة في المسرح الليبي

المشرف العام

احتفالية بمناسبة الذكرى 11 لتأسيس مجموعة الأربعاء الثقافية في سبها

المشرف العام

اترك تعليق