قصة

ظـلال حـلـم


 

بحث عن ملامحها لاخضاعها لذلك الحّس الانسانى القابع فى أعماقه المشتتة فلم يجد سوى تلك الابتسامة المتوعكة الملبوسة بالألم… وفى لحظة من غفلة العقل ملأ قلبه فــرحا، ليتــمرد على الواقع ويجــعله ماضيا لذلـك الماضى المدفون فيه جــملة من أولويات القــبح والجمال!! استـنفر عقله قــبل أن يسـتنفر قلبه لــيكّون حاجزا وهمــيا للانفصال عنها، على اعتبار أنها من تركمات الزمن القبيح المتجمل، ومن خطوط الحياة التي لا جدوى منها!! مدّ أنامله النحيلة لتلامس ذلك الشطر من عــقله الجواني. فالتصقت بذلك الجدار الباهت اللزج الذى رسمه لها من خامتى بياض شعره، وكثافة العمر فيه ليترك بصماته التى انطبعت خلسة فى المحيط الدائر حوله.

ترددت همسات ساكنة ظنّها من وراء الكون، ولكن همس الانسان ينبض فيها:

* أتذكرين البارحة؟

> قالت لقد فقدت ذاكرتى.

* أتفقدين الذاكرة فى حالة البكاء، وأثناء تقاسمنا لحظات الرغبة الصامتة؟

> من الأرجح أنك مأخود بتفاهة اللحظة!!

* كلا.. لقد كانت أحلامنا كمسافة مقاعدنا الضيقة لا أكثر!!

> ولكن المسافة كانت أوسع مّما توقعنا.

* ترى أين تضعيننى فى كل هذا؟

> أضعك حيث أنت الآن.

* تقصدين بعيدا بعد المسافة التي، التي بيننا؟.

سقط جزء من الجدار.. وسقطت معه لزوجة الملمس وتفاهة الأحاسيس بعد أن رأت في ملامحه الباقية شعرا مخضبا بالبياض وعمرا يماتلها مرة ونصف.

فشهق عقله الجواني.. هل هو عار؟

مقالات ذات علاقة

بِــنْـتُ الشَّـمْــسِ ..

جمعة الفاخري

“الست” في مبنى “البركة”

عزة المقهور

كن مطمئناً في الغياب

خيرية فتحي عبدالجليل

اترك تعليق