أكد الروائي المصري محمد ربيع، الذي اختيرت روايته «عطارد» ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر، أن «الجائزة كما يبدو من قائمتها الطويلة غير مهتمة بأسماء راسخة، ربما باستثناء الروائي محمد المنسي قنديل».
وقال ردًا على سؤال في حوار نشر بموقع 24 حول عودة الجائزة للانتصار للكتابة بغض النظر عن انتشارها كما كان يبدو في السابق: «أظن إلى حد كبير، الاهتمام كما يبدو بالنص، لا بالأسماء، كل الأعمال في القائمة الطويلة ليست من عينة روايات البسيت سيللر، وأظن أن علينا الانتظار حتى يتم إعلان القائمة القصيرة لنتأكد من عدم اهتمامها بمسألة الأسماء الراسخة، وهناك على سبيل المثال أسماء مجهولة بالنسبة لي وربما بالنسبة لكثيرين ومنها اللبناني جورج يرق صاحب رواية (حارس الموتى) وأظن أنه كاتب جيد، وهذا شيء ممتاز للجائزة، أقصد أنه لو استمر التحيز للأسماء المجهولة فهذا يعطي مصداقية كبيرة للبوكر».
أما عن ما يعنيه هذا الترشيح بالنسبة له، والجوائز عمومًا قال: «بالتأكيد هناك تشجيع، ولكن الميزة في البوكر على وجه التحديد أنها توسع دائرة المهتمين بالكتابة من نطاق القطر الواحد إلى النطاق العربي، حينما يتم ترشيحك لا يقتصر تسليط الضوء على بلدك فقط، وإنما يمتد إلى كل العالم العربي وهذا جيد، والكل يعلم أن المبيعات ضعيفة داخل كل بلد، ولكن تسليط الضوء على كتاب من شأنه أن يمنحه فرصة أفضل في التوزيع».
وحول اهتمامه بالسياسة ومزجها بأعماله قال: «ربما لو عشت زمنًا آخر كان اهتمامي بالسياسة سيقل، ذلك الاهتمام بالسياسة ليس وليد لحظة واحدة، ولكنه نتاج عدد من السنوات، وتحديدًا السنوات الأخيرة، السياسة عمومًا تجعلك تفكر بشكل مختلف، بعيدًا عن النمط الروائي السائد، وربما تأتي اللحظة التي سأكف فيها عن ذلك».
رواية «عطارد» وهي العمل الثالث لربيع بعد روايتيه «كوكب عنبر» و«عام التنين» 2012 تبدو أقرب إلى كابوس محكم يختلط فيه الجنون بالقتل بالانتحار والتعذيب، وتدور أحداث الرواية العام 2025 حيث تتعرض مصر «لاحتلال» يستدعي نشاط خلايا للمقاومة، وتصور تعرض معالم القاهرة في بداية الاحتلال للقصف والتدمير والانهيار التام.
فيقول الكاتب عن الرواية: «عطارد على وجه الخصوص كانت تضخيمًا للواقع، هناك أمور يومية تحدث حولنا، لا تأخد واحدًا بالمائة من اهتمامنا، وقد ركزت الضوء على ما يجري، والجرعات الصغيرة ركزت عليها في كتاب واحد، ولهذا ظهرت على ذلك النحو»، وأضاف: «لا توجد أعمال روائية متفائلة في حدود ما قرأت، أعمال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهما تشهد على ذلك، الكتاب العالميون أيضًا يركزون على المشاكل، ربما يحدث نوع من الخداع للقارئ في بعض الأعمال، يتخيل من بعض المشاهد أن هناك جرعة تفاؤل ليفاجأ بالصاعقة بعدها».
وحول الجيل الذي يرى أنه ينتمي إليه جماليًا قال: «لا أشغل ذهني بهذا الأمر، آخر جيل يتم تصنيفه هو التسعينات، ولم أسمع عن أحد يتحدث عن الألفينيات، أنا أفتقد إلى الاهتمام بالأمر ولا يشغلني إطلاقاً، ربما هذه مهمة النقاد، والصحفيين»، أما عن الكتاب الذين يفضل قراءتهم فقال: «كنت أقرأ في كل اتجاه، ولكن حاليًا أحصر قراءاتي في عدد محدود جدًا من الكتاب، أذكر منهم على سبيل المثال جمال الغيطاني، نظرتي إليه لم تتغير، وأستمتع بأعماله، هناك أيضًا يحيى الطاهر عبدالله، وبالتأكيد نجيب محفوظ، ولو ذهبنا إلى الشعر فهناك فؤاد حداد».