إحتفاءا بمولد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وذكرى استقلال الرابعة والستين الذي يوافق هذا اليوم 2015/12/24، وبالشاعرة وجدان شكري عياش التي ولدت في غزة بفلسطين وقدمت إلى ليبيا مع أسرتها لتقيم في بنغازي منذ كانت في الرابعة من عمرها، أقيمت أمسية شعرية بدار الفقيه حسن بالمدينة القديمة في طرابلس، أحيتها الشاعرات وجدان عياش، حنان محفوظ وحواء القمودي، حضرها لفيف من المهتمين بالثقافة والشعر، وفي بداية الأمسية قدم الأستاذ يونس الفنادي الشاعرات بتوطئة تضمنت إطلالة سريعة على التجربة الشعرية والإبداعية لكل من الشاعرات الثلاث، اللائي إخترن أن يلقين قصائدهن بالتناوب، وكانت البداية مع الشاعرة المحتفى بها وجدان عياش في نص بعنوان (ليل العصف)… هائم ليل بنغازي بحشود المحبين السافحين زهر غوايتهم على أرجوحة الوقت المنسي لتآويل الحرب. وفي قصيدتها (فراشات حقل لاتدرٓك) المهداة إلى شهيد الحق الضائع في عالم يحتفي بالقتل والغبن الكاتب مفتاح أبوزيد، تقول وجدان عياش:
خفيفا واضحا كغيم الضحى
مرتجفا كناي يختبر شفاه عازفيه
كان عناقك، فيما أراني
أكثر حرصا على التجلي وقت الفيض
لا أعي من وجودي سوى أنه ندوب حربة
على جسد الشهيد
حنين أمهات خاشعات
على صدر الدعاء وتقول في قصيدة.. نداوة في سرير الغياب.. ظلال أحبة حائرين بأي فم
سيلثمون جسد النار
شجن لغة على هيئة ناي في فم عاشق
ينسى كي يتذكر
ارتعاشة جفن الغريبة
أما الشاعرة حنان محفوظ فقد قالت في نص الغريبة (قصيدة ليست لي):
ككل الكلام المتقن في العيون
كتبت الغريبةُ هذا الهراءَ
ومسحت عن وجهي
كل ملامح البلاغة
وفي نص.. (كي لا يسمعني أحد)… تقول حنان محفوظ:
كي لا يسمعُني أحد
أضع يدي التي صافحتك يوما
على ثغري
أخفي آثار بهجة أخاف أن
أفقدها
كي لا يراني أحد
أرتدي لونا لا يليق بحضرة الحزن
وألقت حواء القمودي قصيدتها… (دون خوف):
منذ البارحة
أبحث عن قصيدة تلهيني
وجعنا يتراكم
مثل أولاد سيئي التربية
وبنات لا أب لهن
منذ البارحة
ألهوَ بالجُمَلِ
وأكدس العبارات
علني أمزج إكسيراً
لتعود بهجتُكِ
فيلعب الأولاد في أرجوحة الوقت
وتهزج البناتُ بالأُغنيات
يااااااااااااااااااطرابلس
ومن قصيدة (غزالتها تشَبُّ عن الطوق) تقول حواء القمودي:
غزالتها تشب عن الطوق
تنفض نعاسَها
تنضوا غوايتها
صارت كائنة الماء
والبحر هادراً يملأ الهواء بعبق البحر
قلت: ربما حان وقت المحبة
تضئُ شوارع كسيحة إلاّ من علامات باهتة
قالت: الوقت يحين
تمُرُّ الشوارعُ إلى الشمس وتعبر حيث أنا
قلت: سأحفر إسمَك
قالت: لا تحفري إسمي
هاتي يدك لنعبر معاً
_____________
نشر بموقع ليبيا المستقبل