هذى البعيدة .
التي تّلتفُّ بمئزرِ وحدتِها ..
وتطلقُ صرختَها
كذئبِ البراري الجريحْ
كلَما اشتطتْ مراكبُ أمواجِ
جدائلِها ..
تفرُد ملوحةَ غربتِها ..
على شواطيءِ المستحيلْ .
كلَما استسغتُ لهفتَها ,
وارتويتُ بنبعِ حبِها,
تجنتْ على نفسِها ,
بأن ادنتْ لنارِ ..
وجِدها حطباً جديداً.
هذى البعيدة.
التي ألفتْ حنطةَ سمرتِها ..
حقولٌ .
كلَّما هبَّ ليلُ غوايتِها
تسندُ قامتَها للريح ,
فتغِيًّر وجهةَ مراكبي
وتحلُّ ضفائرَها ..
لشمسٍ بعيدة ٍ,
وأفقٍ عربيدْ.
كم منازلَ ألفتْ فتنتُها
كُلّما رمتني بوردةٍ الرحيلْ
تاركةً للجهاتِ أضلعاً متكسرةً
وفتاتَ حنينْ .
.
كما لو أنني أمسكُ..
السّرابَ حجراً
لأدمغَ ما ثناء
من ليل وجدها