من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
شعر

ستة نصوص تبحث عن سابع

 Fathia_Jeroshi (4)

 

 

(1)

تستعصي على تاريخها الكلمات
فلا صــــــور
ولا بعض التحايا
ولا محياك القديم
هنـــــاك ..

جرائد الصبح البغيضة
والقطار
والشارع المسكون
بالآشباح … والصور التي بهتت
على جدرانها
بعد الغياب

هذي تذاكر للصحاب
فلا تدعهم يعبرون
الشارع المسكون بالخيلاء
والحزن .. الذي كالخبز
وأرصفة تنوح بها الكلاب

ياهذا الخيال الصعب
يا ظني القديم
يا مغادرة.. بلا شبح إلتفاتة
أو إياب

 

(2)

في حواري العالم
يتسلل الظل عبر الأزقة
عند قيلولة الناس
كاسرًا أذنه
للأغاني الخفيضة
وأسرار بعض البيوت
والبنات يوشوشن
ويكتبن أسرارهن
على أوراق نبات النعناع والحبق
فأغلق الباب على الكلمات
لكي لا يتسرب السر
أقاوم صدأ الخلايا
بالمزيد من الصدأ المرّ

على الدرج المتبرج
المبيّض بالجير والصمت والجبس
والنصوص القديمة
المكيفة بالأساطير
حيث تلامست في لا وعي ذلك الظل
أناملنا ذات لحظة
كلماتنا
ثم اختفت كلها
لا أحد يعرف كيف
حتى النصوص القديمة
المحنطة في خطها البابلي

المغلف بالبؤس والأمنيات

يتسلل الظل
عبر الأزقة من جديد
عند قيلولة الناس
ثانية
على أطراف أصابع قدميه
حتى لا يزعج وشوشات البنيـّات
ولا ما يتناثر من أوتار القيتارات
من نوتات مشردة
انتثرت على الأرصفة
وقد غلبها النوم

 

(3)

عشقت التراب الذي كنت تعفسين عليه
فتحركت ريح غربية باردة
ورمت بذاك التراب الذي كنت أعشق
بين رموش جفوني
فجفاني النوم بضع سنين
حتى تعودت هذا السهر
إلى أن فقدت البصيرة
بعد فقدي البصر

 

(4)

غلقت الأبواب وقالت:
ـ هيت لك
لكنها نسيت كوة في الجدار
تسرب منها عصفور رغبتها
المبلل بالعشق
مبتعدا ثم طار
غلقت الأبواب ثم قالت:
ـ هيت لنا
فانهار المساء جاثيا على ركبتيه عند أقدامها

وبكى
فانطفأت نار رغبتها
واشتعل الرأس شيبا
وهن العظم
في الانتظار

 

(5)

غاضبة أنت كالبحر
وأنا كالرصيف الذي مده اليمّ
لكي تلتجئ منك إليه السفن

ولمّا انطفأنا..كما جمرتين
في رغوة الساحل
هتفنا بوجه المحيط
يا أيها الجبار
يا مُطلق القوةِ
خلـّصِ الواحلِ

 

(6)

سجنوا رفرفات العصافير
تعاركوا مع ظلالهم حتى الصباح
يوما ورا يوم وراء يوم
وعندما تبين الخيط الأسود
من الأكثر سوادا منه
جرحوا أيامهم
واطلقوا الرصاص
فقتلوا الأجمل من أحلامهم

 

 

مقالات ذات علاقة

حافلة نقل سريع 

أكرم اليسير

الحب تحت القذائف

علي حورية

سلامها

أكرم اليسير

اترك تعليق