تاريخ

«العرافة الليبية».. أسطورة في عالم الدين والفن

«العرافة الليبية» أوالسيبيل الليبية أو الرائية الليبية، هي لوحة جصية رسمت على سقف مصلى كنيسة سيستين في إيطاليا، رسمها الفنان المشهور مايكل أنجلو بوناروتي بتكليف من بابا الفاتيكان.
ورسمت مابين سنة 1508 – 1512م بطول 118 وعرض 46 قدمًا، لتكون العرافة الليبية من بين العرافات الآتي رسمن في سقف المصلى.

العرافة الليبية

اهتمام أنجلو باللوحة بدا واضحًا بعد العثور على الدراسات التشريحية الفنية التي خططها قبل البدء في تصويرها، فكما جاء في «موسوعة ويكيبيديا» أنه ثمة مخطط دراسي قام به أنجلو العام 1475- 1564، يحمل رقم 21، ومنفذه بالطباشير الأحمر والفحم الأسود، واتخذ من تلميذ له موديلاً وذلك توطئة لرسم العرافة الليبية.

وأن المخطوطة آلت ملكيتها بعد وفاة أنجلو إلى أسرة بوناروتي مباشرة والرقم 21 المدون في أسفل الورقة يتوافق مع ترقيم متسلسل وجد في العديد من رسوماته.

يقول نقاد الفن والتاريخ أن لوحة العرافة الليبية إحدى روائع الفن العالمية، لتمثل نقطة لقاء بين أنجلو وبين فنون عصر النهضة الأوروبية وليبيا برسم شخصيات تاريخية وأسطورية بعض الشيء.

وقد كتب الأكاديمي والفنان الليبي د.عياد هاشم عن موضوع اللوحة الكبيرة أنها «تختزل قصة الحياة والكون من وجهة نظر دينية مسيحية، جمع فيها أنجلو ثمانية أنبياء وخمس عرافات، ويبرز العرافة الليبية من بينهم حين رسمها وهي تمسك بكتاب ضخم في حركة جانبية ورياضية غاية في الجمال والإبداع».

ويكمل هاشم تفاصيل أخرى حول رداء العرافة الليبية التقليدي والفضفاض والذي يعكس استمرارية الحركة والتوازن، واضعة على كرسيها رداءً أخضر ناعمًا.

كما كتب حبيب الأمين الشاعر والمتخصص في الآثار والتاريخ الليبي عن العرافة الليبية في كتابة إنثوغرافية قائلاً: «ليبيكا (libica) هكذا رسمها مايكل أنجلو بلغته اللاتينية، صفة جنس وهوية، إنها الليبية التي تجلب عالم ما قبل النبوءة المسيحية إلى نهايته. كثيرون لم يعرفوها وربما أكثر تطرق أسماعهم هذه الشخصية المغيبة من وعينا بالتاريخ الليبي في غير أرض ليبيا كما هو حال كثير من مآثر ليبيا العصية على الجمع والمنثورة في متاحف وكتب ومستودعات الأرشيف ببلدان العالم».

وتابع: «هي بحق تقدم صورة ملهمة لتصوراتنا الضالة عن حقيقة العرافة وطقوس الكهانة، لترشدنا عبر مشهد كهذا إلى الدرب الذي عبره مايكل أنجلو ليصل إلى قدس طوقته ضبابية السرية منذ زمن الإغريق والرومان فانتزعه من جدران الكلمات والنصوص والمخيال القديم مجسدًا صورته في زمن الكنيسة ورابطًا بين الكهانة الوثنية باكليروس المسيحية الذي راقه أن يوظف فن الرسم لصناعة فنه الخاص آلا وهو فن الأيقونة والفريسكو ذي المسحة الثيوقراطية.

بعد أن استمد جذره في موضوعات وشخوص الميثولوجيا القديمة وأعاد صوغه كمكون جمالي تعبدي تزييني لتهذيب المشاعر بفيوضات الجمال ومخاطبة النفوس التائقة بشغف عبر لغة السرد الملون لملامسة الإعجاز السماوي وأيضًا للتبشير عبر الحقيقة المصورة».

من هي العرافة الليبية

وفي ويكيبيديا أيضًا تعريف للسيبيل الليبية بأنها امرأة تدعى فيمونو، عاشت في واحة سيوة بالصحراء الليبية، وهي ابنة زيوس ولاميا الملكة الليبية التي أحبها الإله زيوس.

فيمونو أول امرأة أنشدت الوحي، ليطلق عليها الليبيون تسمية السيبيل أو العرافة، وتعني كلمة سيبيل في اللاتينية القديمة المتنبئة أوالرائية، وحسب الميثولوجيا كان هناك عدة سيبيلات في العالم.
كما كانوا يقولون أيضًا إن الوجه الذي على القمر هو روحها.

_____________________

نشر بموقع بوابة الوسط

مقالات ذات علاقة

أمير مغربي يبني جامع بطرابلس

يسري عبدالعزيز

ساعتان في الوسعاية بمدينة طرابلس المحروسة (1265 هـ/ 1849م)

عمار جحيدر

الخرافة والرمزية والهويّة في إيطاليا وليبيا مابعد الإستعمار

المشرف العام

اترك تعليق