(1) وعبدالحميد الطيار.. موهبة الكفاءة.. وكفاءة الموهبه
منذ خمسين عاما. فى يوليو1964 كتب عبدالحميد الطيار قصة قصيره عنوانها (الفجر الجديد).نشرها فى العدد الثالث لمجلة جيل ورساله. كانت القصه ذات مضمون رائع وجميل.. تحكى عن ثلاثة من شبان جيل الثلاثنيات. كانوا اصدقاء جلسوا فى مقهى شعبى وظلوا يحلمون بالفجر الجديد. انهم اصدقاء عبدالحميد. اشار الى اسمائهم الاولى فقط. كانت القصه حقيقيه وجميله.. ولم يكن الثلاثه سوى.. شعيب المنصورى والصادق النيهوم واحمد منيسى. تخرجوا فى عام واحد وعينوا معيدين بالجامعه الليبيه.. واوفدوا للدراسة العليا فى اوروبا. فى نهاية القصه وماتضمنته من حوارات بين الثلاثه فى ذلك المقهى.. واسقاطات.. يختم عبدالحميد القصة قائلا (ثم نهض الثلاثه كل الى شاْنه وصاحب المقهى يواصل تنقله بين المقاعد والموائد بعين يقظه ونفس لاتعرف الملل.. ونشيد رائع يملاْ المكان نغما هادئا.. واللاعبون منهمكون فى لعبتهم اما الريفيون فقد مضوا لاْن الغد يحمل فى ثناياه فجرا جديدا. السماء ملبده بالغيوم وغدا ستمطر وينموالزرع الطويل الاخضر الرائع الذى يملاْ النفس بهجة وسيكون هناك متسع للجميع)!!
منذ خمسين عاما. والحلم والنماء يراود ذلك الجيل فى الواقع والخيال.. والروعه فى ذلك كله ان هناك (متسع للجميع). فجر جديد. لكن هل تحقق حلم هؤلاء الشباب.. وذلك الجيل.. حلم قصة عبدالحميد الطيار؟… فجر جديد.. ومتسع للجميع. شيئان جميلان للغايه منذ خمسين عاما. هل درى اْولئك الشباب.. بما سيحل بنا اليوم..؟ بالطبع لا. لكنه حلم على اْى حال. تفرق الثلاثه. وبعضهم افضى الى الاخره. وظل الحلم معلقا… ان تتحدث اوتكتب عن عبدالحميد الطيار.. فانت تعنى فى كل ذلك ادارة الامور بشكل افضل وبمعامله راقيه.. وتعنى موهبة الكفاءه والعطاء فى صمت. كان عبد الحميد فى كل مهامه واعماله.. صامتا متواضعا.. وكبيرا فى الاداء.. وشامخا فى التعامل.
ولد على قمة شحات.. قورينا القديمه عام 1937. كان والده الاستاذ رمضان الطيار من جيل المعلمين الرواد. ارسل فى بعثة مبكره من قبل انور باشا عقب الغزوالايطالى بقليل مع ثلة من رفاقه.. بشير الهونى وعمران الجاضره وعبدالمالك بن على وحسين طاهر وغيث اقدوره وعبدالله بريغيث.. وغيرهم الى اسطنبول ودرسوا هناك وتعلموا. ثم قضى فترة فى الشام. شارك فى ثورة يوسف العظمه. ويوم ميسلون عام 1922 وقضى اياما فى درعا.. ثم عاد واضحى من رواد التعليم فى وطنه معلما وناظرا وموجها. وكان ابنه عبدالحميد فى الموعد ايضا.. نال الشهاده الثانويه قسم الثقافه فى بنغازى عام 1955. والتحق بالدفعة الاولى عقب تاْسيس الجامعه الليبيه وحصل على الليسانس فى قسم الاجتماع بكلية الاداب والتربيه عام 1959. كانت الدفعه تضم واحد وثلاثين طالبا من ليبيا كلها جمعهم قصر المنار.. وبداْوا حلما بتكوين ليبيا الجديده. بالتنوير والعلم والمعرفه. دون اى شىْ اخر. جيل الثلاثنيات الماضيه.. جيل الطيار.. مثل جذوع السنديان.. مثل البلوط.. الجذور فى الارض.. والانتماء.. والتواصل. كان جيلا استفاد وافاد ونهضت ليبيا على اكتافه بعد استقلالها. جيل التضحيه. فى قسم الاجتماع كان هناك على احمد عيسى والخشاب وبوزيد وسعفان.. وبوريده فى الفلسفه. ومجيد خدورى العميد. واساتذه اخرى كبار. والجامعه تنهض وتنمو.. ثم ليشارك فيها عبدالحميد بعطاء مستمر دون توقف. اضحت الجامعه مثل بيته. قطعة من قلبه.
فى فبراير 1961 اوفد فى اول بعثة للمعيدين من الجامعه مع زملاء اخرين. كانت المحطه هى شيكاغو.. من بنغازى والمرج وشحات.. الى شيكاغوالثلج والضباب ودخان المصانع والجامعه العريقه والمكتبات المضاءه اخر الليل. ويعود بالماجستير فى علم الاجتماع. كان يهتم بحركة المجتمع.. وتغير المجتمع وتطوره. غير ان الجامعه اختارته مسجلا عاما لها.. ثم امينا عاما للجامعه. كانت الاداره فى فترة عبدالحميد.. شىْ اخر. مجموعة من العاملين فى بنغازى وطرابلس.. دقه وعطاء ونزاهه وتنظيم وحسن مداوله للشؤون. كانت الاداره فى الجامعه متناغمه فى ايقاع واحد.. الطلاب والاساتذه والعاملون.. والتواصل مع المجتمع. اكفاْ القدرات كانت هناك. صارت مضربا للمثل. وجوه رائعه وتقاليد جامعيه ممتازه وفقا للاصول والتعامل الانسانى والعلمى. محاضر جلسات مجلس الجامعه.. وانفاس عبدالحميد.. والاعضاء.. والحلم والحركه.. تاريخ لهذا الوطن الذى غابت عنه اشياء واشياء. جيل ينهض مؤخرا عقله فى الظلام. لايعرف اولئك الرجال الرواد.. لايعرف التاريخ. عقله وفكره مستلب تماما ويدور كثور الساقيه مغمض العينين.. ولايعرف ان وطنه حقق الكثير بعد ان نهض من الرماد والفقر والجوع.. لكى يجعل من ليبيا عفية امنة مطمئنه!!
ان تكتب عن عبدالحميد الطيار.. فاْنت تعنى الكفاءه والاخلاص وحبات العرق الساخنه التى اهرقت فى صمت. وتلك علاماته وبصماته الطيبه عندما كان مستشارا ثقافيا فى السفاره الليبيه فى واشنطن. وقف مع الجميع من الطلاب وذوى الحاجه. لم يتاْخر. الاتصالات والمراجعات لاتتوقف فى المكتب وفى البيت اخر الليل. كان فى الموعد ذلك الرجل الذى اسمه عبدالحميد الطيار. كفاءة ليبيه تستفيد منها دولة فى الخليج.. تعرف قيمته وكفاءته.. بعد ان سجنه القذافى عام 1984 ولمدة اربع سنوات.. وبعد ان ابعد من العمل فى شركة الخليج بتهمة انه رجعى.. وهوالذى بنى تدريبها وتطوير موظفيها مع غيره من المخلصين.. ثم ليبعد ايضا فى لحظة سخيفة من الزمن من العمل فى ادارة النهر الصناعى. كفاءة رائعه تقابل بالجحود والنكران. لكنها تجد غير ذلك فى غير وطنها الذى حلمت من اجله بفجر جديد تصنعه الاجيال القادمه فى حب.. دون تنكر اواهمال لتاريخ الوطن ورجاله… ان تكتب عن عبدالحميد الطيار.. فانت تعنى الرجال.. فى زمن الرجال !!
(2) بومدين.. الليبعودى
من 1926.. الولادة فى الرويسات بالبركه وحتى بلوغه الثامنة عشر عام 1944 وسفره مع والدته الى الحجاز واقامته هناك الى الان.. بين هاذين العامين تطل تفاصيل وتجربه انسانيه لفتى من بنغازى اسمه مفتاح امحمد عبدالله بومدين الذى صار عبدالفتاح بومدين بدلا من مفتاح.. سماه خاله المرحوم مصطفى بدرالدين عند وصوله الى الحجاز. عبدالفتاح بومدين.. الصبى البركاوى حياته تعنى الكفاح والاجتهاد ومواجهة الظروف واجتياز الصعاب.. فى اْوقات اصعب. لم تكن الامور سهله اومتيسره. تلقى تعليما اْوليا على يد الفقى اْبوبكر الفزانى وعمل صبى مقهى وخبازا وبائع خضار وبناء.. يحيط وسطه بشملة حمراء.. ويعلوالسقالات.. ويخلط العجنه.. ويبنى.
حياته كفاح ومشقه.. مثل ابناء بنغازى.. بل وليبيا كلها فى ظروف الحرب والمعاناة والصبر. ولم تقهره الظروف اوالصعاب. كانت المواجهه.. وكان الانطلاق من جديد. حين وصل الى جده عمل فى الجمارك ومنح الجنسيه السعوديه عام 1947 بموافقة مباشره من الملك عبدالعزيز.. وهناك انخرط فى بعض المدارس ونال تعليما لاباس به.. لكنه ثقف نفسه ذاتيا. الكتب كانت من اعز رفاقه. يقراْ بنهم.. يقترب من المصادر. صار من اعلام الثقافة والادب فى السعوديه.. هذا الليبعودى (الليبى السعودى).. اشتغل مصححا فى صحيفة ام القرى.. اسس مجلة الرائد التى توقفت عام 1964. ونشر فيها مقالات وقصائد لاْبناء وطنه الاصلى.. ليبيا. ثم اصدر مجلة الاضواء وتولى مسؤولية العدد الاسبوعى من عكاظ.
المتنبى.. وطه حسين كانا فى مقدمة اهتمامات عبدالفتاح.. شغف بهما.. وتعلق بشعر الاول وفكر الثانى.. وتاْثر بذلك. وعندما زار طه حسين الحجاز عام 1955 التقاه وتحدث معه.. وافتخر لانه التقى بالعميد الضرير. اْسس النادى الادبى فى جده وتراْسه واشرف على اصدار منشوراته واقامة انشطته الثقافية والفكريه. صار النادى نقطة مضيئة فى الحياة الادبية هناك بفضل هذا الليبى. عمل فى بنغازى.. مدينته بالسفاره السعوديه التى كانت بالفويهات.. مقابل مركز الحدائق الذى كان ! من عام 1965 الى 1969. ونشر مقالاته ودراساته فى الزمان والحقيقه. وتواصل مع جيله من الادباء والمهتمين بالثقافه. القذافى حاول معه كثيرا للعوده. دعاه الى الحضور وتولى بعض المهام والمشاركه فى ندوات ومؤتمرات.. لكن ابن الرويسات كان شديد المراس.. لم يضعف.. ولم ياْبه بتلك الدعوات والاغراءات.. كان فوق مستواها. كانت رسالته هى الفكر والادب.. كتب ومؤلفات واضاءات سيبقى ذكرها مدى الزمن.
عبدالفتاح بومدين.. الصبى والشاب اضحى له شاْن اخر.. فى بلاد اخرى.. بالكفاح الشخصى والاجتهاد والتثقيف والتمكن من حرفة الادب.. صار ابن الرويسات علما من اعلام تلك الربوع ويشار اليه بالتقدير والاحترام. عبدالفتاح بومدين تجربة طموح.. وقصة نجاح ليبية سعودية بعيدة عن اية تاْثيرات اخرى. انها الفكر والعقل حين يتقدم وينهض وتسقط عوامل التحجر والتخلف والانغلاق. دونكم ايها الشباب.. فتعلموا.. (من المهد الى اللحد).. تعلموا بلا توقف.
(3) مابى مرض
(ياناب عيت الخايب).. تلك القرضبه.. وذلك بالخاثر.. وذلك المرصص..وهناك عكرمه وسكة انور.. ومن بعيد العقيله فى ذلك الجبا الموحش. فلا تقرى عينا.. ولا ترعى فالمعاطن ضنت. ليس ثمة صدور اوورود. المياه لم تعد تسيل فى المجرى. والعوائل.. الرجال والنساء والاطفال والشيوخ.. كلهم هناك.. بعيدا فى العقيله فى ذلك القفر الرهيب… هناك. يجلس الفقيه رجب بوحويش. يرتدى نظارته. ووسط الجموع والاف الخيام تمتد على مد العين بلا انقطاع. ريقه وراء ريقه. صفا صفا. نواجع على مد البصر. والفقى يقراْ قصيدته التى فرغ من كتابتها بخطه الجميل منذ لحظات.. (مابى مرض)… يشكو.. يشاهد العذابات اليوميه.. الجلد بالسياط والاهانات.. الجوع.. الجنائز التى تفوق المئات.. المرض.. المظالم.. المشانق.. يئن.. يشكو.. يستغيث.. مابى مرض… مرضه لم يكن سوى هذه الدار الموحشه.. والصراخ.. وحصار الابل فى براكة الطير.. وضرب الصبايا.. والتضييق على الصغار. مابى مرض.. مابى مرض.
يجلس وحيدا. يتحدث الى نفسه. يتذكر ذهابه مع مجموعات من الرجال رفقة السيد المهدى ابن السنوسى لمحاربة اعداء الله.. الفرنسييون فى تشاد. يتذكر المامه بالعلوم الشرعيه.. وامامته لصلاة العيدين.. وخطبه.. والايام الطيبه.. والرفاق والاصدقاء. والان فى هذا المعتقل الرهيب.. مابى مرض سوى الجلد بالسياط والقهر اليومى.. والصبايا الذليلات. وانقطاع النجده.. وغياب اصحاب العقول والحكمه.. من الرجال الرجال. وتلوح فى الخاطر عكرمة والسقايف.. وحومة لفاوات.. وراس بياض.. وازهار الربيع.. وامطار الشتاء.. وصلة الارحام.. مابى مرض. تصير ملحمه. ترن فى الاصداء. يشارك الشعراء فى نسجها. يتواصل معها شعراء من خارج المعتقل.. موسى حموده ومحمد بن زيدان الشريف وهيبه بوريم. المرض والالام والهموم تستوجب شعرا ينضح مرارة اكثر الما. تستدعى الحزن على الحزن.
(مابى مرض).. وبعد اقل من ثلاثين يوما تستجيب السماء للدعاء فى اخر القصيده.. ينفذ امر الله. تعود النواجع الى اماكنها بعد معاناة وقهر. وتستقر. يواصل الفقيه رسالته فى الاصلاح والتنوير وقول الشعر. يرحل الطليان. عام 1950 وبسبب خرت فى كتفه اجرته احدى القريبات ويبدوانها اخطاْت سهوا.. حدثت تداعيات فى صحته. يؤتى به الى بنغازى. يظل نزيلا فى بوردوشمو. المستشفى الشهير. يزوره الامير ادريس.. يساْل عنه. تظل الغرفه محل الاهتمام من الزوار. مابى مرض غير تداعيات الصحه. ثم يرحل فى هدوء. ياْمر الامير باْن يوارى فى سيدى اعبيد القديمه. ثم يضيع القبر. ومعالم الوطن.. مابى مرض… يتسع المرض. يزداد الخرق على الراقع. تتوالى الهموم.. والمرئيات المحزنه. يصير الوطن موحشا.. ومقفرا.. فلوكنت موجودا ايها الفقيه الجليل هذه الايام.. ماذا ستقول لنا.. كيف نجلس اليك ونستمع؟….. ويا ناب عيت الخايب.. رغم كل شىْ.. الان قرى عينا.. فْارعى.. واحذرى!!
(4) صديقى.. سمير عطالله
فيه شيئ كبير من لبنان كله. الميجانا والعتابا. جبله وبحره وصوت فيروز وشعر خاله بولس سلامه..وصحافة سعيد فريحه وغسان توينى..وبيروت وشارع الحمراء ومكتباتها ومقاهيها. سمير عطالله الانسان. الكاتب الرشيق. الصديق. كلماته وحروفه تعانق عيون قرائه كل يوم منذ زمن. عموده اليومى فيه المهنيه والاحتراف… فيه شيئ من ارز لبنان وسنديانه ورائحة قراه وغناء رعاته خلف الشياه والماعز. فيه من المدينه والضيعه. خليط رائع لانسان اسمه سمير عطالله. حضر الى بنغازى صيف 1967 وكانت مثل قريه. كل المشارب والاتجاهات تلتقى بها. اقام فى البركه مع زميله رفائيل. كان سمير احد محررى الحقيقه. كلماته وحروفه كانت رائعه. اجرى تلك الايام لقاء مع البياتى عند زيارته الى بنغازى وكتب عن محمد الفيتورى. ايام كانت بنغازى والحقيقه ومحمد بشير الهونى ورشاد الهونى والصادق النيهوم. صحافة بيروت ومدرسة الانوار والصياد والنهار.. وبراح الحريه هناك.. التقت فى الحقيقه.. مدرسة اخرى فى غرب الوطن الكبير.
احب بنغازى واهلها. عشق عشايا بنغازى وطيبة الليبيين وفى رمضان الكريم عرف وهوالنصرانى مايعنيه الصوم فى الاسلام وطالما ادرك السلام النفسى الذى يهبط على المنازل بعد مدفع الافطار وكيف تتحول البيوت فى بنغازى تلك الايام الى مقاصف للاصدقاء والعابرين على افطار يليق بسماحة الصوم.. على حد وصفه الجميل. كان ذلك فى بيت رشاد الذى عرفه جيدا فى مكتبه بالحقيقه وفى بيته القريب منها.
كلمات على الماء.. بابه الاسبوعى الجميل فى الحقيقه. يضم خلاصة افكاره ورحلاته ومعارفه.. ثم لما غادر بنغازى فى مارس 1968 ودعها بمقالة جميله.. كان لى هنا بيت واصدقاء. سمير الجميل شيئ جميل.. شى نبيل فى هذا الزمن. انسان وحزمة مشاعر وكلمات يقتطفها من حقول القمر والنجوم. ويطلقها بروح الشعر. اين نجدك ياسمير ايها العزيز.. فى المقاله.. فى الروايه.. فى الشعر.. فى عمودك اليومى فى الشرق الاوسط. انك فى كل ذلك سمير عطالله.
وفى بيروت.. كلما نلتقى.. والقهوه اوالمادبة العامره بكرمه ولطفه وابتسامته الودوده كان ثالثنا بنغازى.. والصادق النيهوم ورشاد الهونى.. وليبيا.. عقله هنا.. ذكرياته فى البركه وشارع الاستقلال والكورنيش.. والقهوه المشبعة بالكسبر. بنغازى عنده قطعة من قلبه. حبه لاينتهى. يتماهى معها. يخفق مثل جناحى نورس. ومرات كثيره يغمره حزن مما يدور.
اذكر احاديثنا الجميله فى بيروت. وعبر النقال. سالم خبرنى كيفكن.. شوفى هناك شوعم بيصير. بنغازى مع بيروت.. مع الضيعه.. مع الذكريات كلها فى البال.. اذكر اعجابه وهوالنصرانى بالشيخ محمد المنشاوى. تلاوته تهزه هزا. هل تصدق ياسالم اننى تعرفت على صوته عندما سمعته عندكم فى ليبيا عندما كان ياْتى مقرئا فى ليالى رمضان. يهزنى عندما يقراْ صورة يوسف. وقوله تعالى (هب لى من لدنك رحمه)فيها دلاله كبيره.. اشعر باْن الرحمه تنزل من السماء.. تهبط لتعانق الارض من الله الخالق البارى المصور. واذكر كيف تمتلىْ عيناه هنا بالدموع!
سمير عطالله مثل ارز لبنان. مثل جباله. مثل الميجانا والعتابا. صاحب تجربه وكلمه رشيقة.. حلوة يقطف عناقيدها من ضوء القمر. مساك الله بالخير ياابا نصرى.
________________________
نشر بموقع ليبيا المستقبل