حوارات

تهاني دربي: أرفض أن أكون أداة في يد من يملكون السلاح

حاورها: محمد الأصفر

تهاني دربي شاعرة وصحفية ليبية، لها إسهاماتها في الحراك الثقافي منذ الثمانينات. عاشت في عدة عواصم آسيوية وأوروبية، أفادتها في تجربتها الإبداعية.

الشاعرة نهاني دربي
الشاعرة نهاني دربي

وترأست دربي مؤخرًا جريدة «الأحوال» التابعة لهيئة دعم وتشجيع الصحافة في ليبيا، ثم أوقفت إصدار الجريدة نتيجة الفوضى الحالية. التقيناها لتستعرض تجربتها في الشعر والصحافة والحياة، وهذا نص الحوار.

• أين تجدين نفسك أكثر.. شاعرة أم صحفية؟
البداية كانت في مجلة «الثقافة العربية» تتلمذت علي يد أستاذي الاستثنائي حسين مخلوف، وبعدها «أخبار المدينة» التي أصبحت «أخبار بنغازي»، ومجله «لا»، ووكالة الأنباء الليبية فرع روما. توقفت لمده طويلة ورجعت بعمود أسبوعي في صحيفة «الجماهيرية» اعتذرت عنه بعد ذلك لأسباب لا داعي لذكرها الآن. ولاحقًا استأنفت الكتابة الصحفية بعمود أسبوعي بصحيفة «قورينا» حتى قيام الثورة، وكلفت من قبل هيئة دعم وتشجيع الصحافة برئاسة صحيفة «الأحوال». أنا أجد نفسي في الشعر أكثر من الصحافة، ولكن لأنها مهنتي استحوذت على جل وقتي، والشعر يريد مدى واسعًا لا تحده مسؤوليات عملية وأسرية؛ لذا مؤخرًا أصبحت على مضض أتهرب منه؛ لهذا لي فقط ديوانان هما «هكذا أنا» و«يعربد بك».

• يظهر واضحًا احتفائك بتاريخ ليبيا القديم.. مازلنا نذكر لوحة العرافة الليبية لمايكل أنجلو التي اتخذتها غلافًا لديوانك.. كيف ترين تاريخ ليبيا القديم، وهل لموطنك في الجبل الأخضر الزاخر بالمدن الأثرية تأثير في ذلك؟
التاريخ الليبي القديم زاخر ولكن للأسف لا نعرفه، كم أتمنى أن تضع الدولة في أولوياتها متى تكونت إعادة كتابة تاريخنا القديم بكل تفاصيله وحقه علينا أن يتم تدريسه في مدارسنا، فنحن للأسف نجهل أغلب تفاصيله وأستغرب الإهمال الذي لحق به.
أنا ابنة الجبل الأخضر لذا كان إهداء ديواني الأول له ولتاريخه القديم العظيم وغلاف ديواني الأول كان لرمز من رموزه الهامة وهي لوحة «العرافة الليبية» للرسام والنحات الإيطالي مايكل أنجلو التي فوجئت بها عند زيارتي لأحد كنائس الفاتيكان، وحزّ في نفسي أني لا أعرفها ومند ذاك الحين وأنا أولي اهتمامًا لتاريخ تلك المنطقة حتى أنه تلبسني.

• كيف تقيّمين التجربة الإعلامية خلال السنوات الأربع الماضية من حيث أداء القنوات الفضائية الليبية التي ظهرت بعد ثورة فبراير؟
بالنسبة للقنوات الفضائية على مدى الأربع سنوات التي غرقت خلالها ليبيا في صراعات لم ترحم، كان لزامًا أن ينعكس ذلك على أداء تلك القنوات التي انتشرت بكثرة دون أن تتمكن من النأي بنفسها عما يجري في ليبيا للأسف، حتى إن قلة من تلك القنوات اجتهدت في أن تؤسس للجانب الحرفي بشكل جيد، إلا أن انزلاقها لخدمة الممول بشكل واضح أفقدها المصداقية. لهذا أنا مع أن تؤسس الدولة (متى تكونت) مشاريعها الإعلامية، فكما تعلم حضرتك أن المشاريع الإعلامية الحقيقية تحتاج لموازنات دولة لا أفراد.

• عدد كبير من النخبة المثقفة (صحفيون- كتاب فنانون) نزحوا إلى خارج البلاد مؤخرًا، وعدة صحف كميادين والأحوال وغيرهما توقفت عن الصدور، هل هذه الأفعال التي يراها البعض انهزامية لها ما يبررها؟
مشهدنا الإعلامي الآن غائب للأسف، فبعد الذي حدث في طرابلس وبنغازي، أصبح من الصعوبة بمكان أن يمارس الإعلاميون دورهم المطلوب في ظل هذا التربص بهم، اغتيال الإعلاميين والهجوم على القنوات ومصادرة الصحف، للأسف أن تقول الحق وتنقل ما يحدث في ليبيا بشفافية وصدق أصبح ثمنه باهظًا جدًا. بالنسبة لي التوقف عن العمل أشرف لنا من الانزلاق نحو أن نكون أدوات تستخدم في يد من يملكون السلاح ويتصارعون على الأرض وهم كثر للأسف.

• قضيتي زمنًا طويلاً في مدينتين مهمتين جدًا عالميًا على الصعيد الثقافي والسياسي هما روما ودلهي. ماذا أضاف لك العيش هناك على الصعيد الشخصي والإبداعي؟
مثلت كل المدن التي عشت فيها أو زرتها محطة هامة في نضوجي الشخصي والعلمي والعملي ولعل أهمها روما ودلهي هناك علاقه ما تربطني بالأماكن تلبسني ويشيع أجمل ما فيها بظلاله على روحي؛ لذا متى غادرتها لا تبرحني وتحضر جميعها في كتابتي الشعري والصحفية.

• كيف تقرئين خارطة الصراع الحالي في ليبيا والشرق الأوسط؟
الوضع السياسي في ليبيا الآن كارثي. هذا الدم الذي نغرق فيه لن يغادرنا سريعًا، إنه سيطيل أمد الصراع والفوضى للأسف.. أنا من جيل لن يرى ليبيا الحلم واقعًا. ليس صدفة ما يحدث الآن في المنطقة العربية بسيناريوهات شبه مماثلة. هناك من في الخارج يعمل على صياغه شرق أوسط جديد وهو المتمثل في مشروع كوندوليزا رايس، الفوضى الخلاقة، وإن حاول في العلن أن يظهر بشكل يخالف تمامًا ما يقوم به في الخفاء. هذا الخفاء قادر على استخدام أيدي من الداخل همها مصالحها الشخصية والوطن أبعد ما يكون عن أجندتها.

_________________

نشر بموقع بوابة الوسط

مقالات ذات علاقة

أشعر أنني ساهمت قدر استطاعتي وإمكانياتي في تأليف الكتاب ونشره

حسين نصيب المالكي

نجاة جملي طرخان… أسمٌ آخر لليبيا – ج2

فاطمة غندور

محمد الزواوي.. الفنان والإنسان

المشرف العام

تعليق واحد

عادل بن يوسف 5 فبراير, 2015 at 07:37

تألقت أيتها الشاعرة

رد

اترك تعليق