أعلن الكاتب منصور بوشناف عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اختيار روايته «العلكة» المترجَمة حديثًا للإنجليزية ضمن مجموعة من الأعمال الأدبية العالمية لتوزيعها مجانًا في القطارات في مدينة لندن .
صدرت رواية «العلكة» العام 2008، و تم منع توزيعها في ليبيا في ذلك الوقت، وكانت تحمل عنوان «سراب الليل» والعلكة كعنوان داخلي، وتم اختياره كعنوان وحيد للعمل في نسخته المترجَمة لأن الكاتب ظنَّ، على حد قوله، أنه عنوانٌ مناسبٌ أكثر للقارئ الأوروبي بدعم من الناشر. وتعد رواية «العلكة» رواية قصيرة، إذ تتكون من 120 صفحة، تلقي الضوء على مجتمع يعيش تحت الحكم الديكتاتوري.
وتقدم رؤية حول كيفية تغير الأشخاص والأماكن إلى الأسوأ مع الوقت..وتحكي أيضًا عن مجموعات مختلفة من الأشخاص منهم التاريخيون والفلاسفة ومخرجو المسرح والسياسيون الذين يحاولون فهم ما الذي يجري في البلاد، من خلال قصة بطلين يقعان في الحب وهما فاطمة ومختار اضطر كل منهما إلى ترك مَن يحب. وبقي مختار على حاله في الحديقة التي تركته فاطمة بها لمدة عقد من الزمان مع تغير العالم من حوله، بينما تعرفت فاطمة على أشخاص جدد لم تكن لتتعرف عليهم في ظروف أخرى.
وتستخدم الرواية كثيرًا من الرموز لتدل على استمرار الحياة والتغيرات التي تحلق بها مثل الحديقة التي يمكث بها مختار، في إسقاط على كثير من المناطق التاريخية في طرابلس، والتمثال الذي يُلحق الدمار بأي شخص يُعرف بوجوده، والعلكة في حد ذاتها التي تحوَّلت إلى هوس، حتى أغلفة العلكة ترسم مسارًا زمنيًّا لتتبع الأنماط الاستهلاكية للشعب الليبي.
ووصف منصور بوشناف الرواية في تصريحات صحفية قائلاً : «العلكة رواية تفيض بالسخرية وتصوّر حياة مجتمع تحت نظام ديكتاتوري، ويمكن اعتبارها أو تصنيفها تاريخية لأنها ترصد عقدًا من حياة الليبيين وبالتحديد في مدينة طرابلس، بل وتتداعى شخصياتها وأحداثها إلى قرون الميلاد الأولى بسرد مكثف يشبه إلى حد كبير الاختزال الصحفي».
ويقول الكاتب الصحفي محمد الأصفر عن «العلكة»: «في هذه رواية نجد تقنيات روائية حديثة لم تكن معروفة لدى كُتَّاب السبعينات والستينات، فلا نجد في الرواية لغة شعرية أو ركضًا وراء نحت مفردات جديدة أو مشاهد درامية تثير الغريزة أو تستجلب الدمع أو الضحك أو إلصاقًا لمواد يتم جلبها من كتب التاريخ أو الموسوعات. فالكاتب كتب روايته ببساطة. ركز على عملية التدوير وجلب أحداثًا حدثت في بداية الرواية إلى منتصفها أو نهايتها، أجمل ما في هذه الرواية هي العلكة، ولكي نفهم العلكة لابد أن نربطها بالكلام وانتزاع الحلاوة بتكراره الممل، والعلكة قريبة من شيء اسمه الملل. والعلكة غير اللوبان الذي تنزفه الأشجار ويظل طعمه في الفم مهما لـُكناه ولا يصنع بالونات حرباوية ملونة تتفرقع في الهواء. العلكة مرتبطة في فترة من الفترات بالليبيين وما عانوه من حصار، وتطرح سؤالاً: هل الحياة نفسها علكة ذات قليل من السكر نلوكها ونرميها قبل أن ترمينا هي وتترك العلكة لتلتصق في أفواهنا؟
وأعلن بوشناف انتهاءه من كتابة روايته الجديدة «الببغاوات» وهي تتناول الحياة والثقافة والسياسة والتدين في القرن الرابع للميلاد في قرزه وبني وليد وترهونة ولبدة الكبرى، وستتم أيضًا ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية بعد إصدار النسخة العربية مباشرة، وسيبدأ في كتابة «بعيدًا عن عدن» وهي «مسرواية» أي مزيج بين فني الرواية والمسرحية.