دراسات

رواية خبز على طاولة الخال ميلاد في ضوء السرديات السيميائية 1/2

رواية (خبز على طاولة الخال ميلا) للقاص والكاتب الصحفي الليبي "محمد النعاس"
رواية (خبز على طاولة الخال ميلا) للقاص والكاتب الصحفي الليبي “محمد النعاس”

السرديات السيميائية عند غريماس
مصطلحات تخص الدراسة
:-

تنطلق الدراسات العلمية بداية بتحديد المصطلحات الأساسية، وتختص هذه الورقة بالسرديات السيميائية ولعل هناك فرقا بينها وبين السيميائيات السردية، إذ يتم التركيز في الأولى على السرديات وفي الثانية على السيميائيات، أو علهما مترادفتان، وتربطهما علاقة تكاملية، وسيتم تتبع دلالة المصطلح في معجم السرديات وبعض المصادر التي تناولت هذا المجال من البحث.

سيميائية سرديّة Semiotique narrative/ Narrative Semiotics

“السيميائية في معناها العامّ هي نظريّة العلامات، ومن ثمّ فإنّها تشمل وصف كلّ التجارب الذهنيّة والدلائل الطبيعيّة. وإذا كان بعض الدارسين (“مونان” مثلًا) يذهب إلى أنّه يتعيّن على السيميائيّة أن تقف عند أنساق التواصل غير اللغويّ، (فإن غريماس) (Greimas,1970) يعتبر أنّ السيميائية تتيح للسانيات أن تتخطّى المسائل النحويّة الصرف وأن تُعالج البنى الدلاليّة الخارقة للعنصر اللسانيّ على نحو ما يتجلّى في القصة و الأسطورة والشعر. وتعود جذور السيميائية السرديّة عند (غريماس) إلى نظريته الدلالية. وهو يَعْتَبِرُ أنّ التحليل السرديّ للخطاب من مشمولات السيميائيّة التي توفّر جهازًا علائقيًّا للقصة ينبغي أن يستعاض به عن تعريف (بروب) للخرافة باعتبارها تتابعًا للوظائف”، وتهدف السيميائيات السردية إلى الانطلاق من المدونات التي تنكب عليها بالبحث إلى أن تقف على التجليات السردية ودلالاتها، ذلك لأن السيميائية تسعى إلى تحديد مجمل القوانين التي تفسر جزئيّا هذا العنصر المركزي في حياتنا وهو فعل الحكاية. وقد لقيت السيميائيات السردية كما عرفها غريماس رواجًا وعرفت فيما بعد بـ(مدرسة باريس السيميائية) حيث سعت إلى علمنة دراسة آليات الدلالة الأدبية والخروج بها من ربقة الانطباعية، وينطلق سعيد بن كراد في كتابه السيميائيات السردية من فكرة غريماس عن الذهن البشري الذي يبدأ بعناصر بسيطة لخلق موضوعات ثقافية، لكن العملية لا تتم بهذه البساطة؛ حيث تواجهه العيد من العوائق التي تفرض عليه أن يُحدد موقعه ضمنها، وهذا المسار المعقد يتجلى في ثلاث محطات رئيسية:


1_البنيات العميقة: وهي تتعلق بتحديد جوهر الخزان الثقافي الذي يتحكم لاحقًا في أشكال تحقق السلوكات المخصوصة، ويبرر وجودها في ثقافات معينة.
2_ البنيات السطحية: وتشكل نحوًا سيميائيًا، أي مجموعة من القواعد التي تقوم بتنظيم المضامين القابلة للتجلي في أشكال خطابية خاصة.
3_ بنيات خاصة بالتجلي: وتقوم بإنتاج وتنظيم الدوال.


وبناء على هذا يكون النص السردي وجه مفصل لوجه مكثف، والبنية السردية نص ممكن قابل للتحقق في أشكال بالغة التنوع. فاعل: Actant يعود هذا المصطلح السردي إلى (غريماس) (1966Greimas, ) وهو مفهوم مجرد مشتق في الفرنسية من لفظ (Action) أي الفعل أو العمل، والفاعل (Actant) أي الذي يقوم بالفعل، وهناك تفريق بين الفاعل والشخصية حيث تتجسد الشخصية في القصة من خلال أحوالها وأعمالها، إذ تنتمي إلى المستوى السطحي وتمتاز بالتعدد فهي غير محصورة، في حين أن الفواعل تنتمي للعمق وهي محصورة لا يتجاوز عددها الستة في كل التجسيدات السردية، وهي:
المرسل (Destinateur) وهو الواعز على البحث عن موضوع القيمة.
المرسل إليه (Destinataire) وهو الذي يؤول إليه موضوع البحث.
المساعد (Adjuvant) وهو الذي يدعم الذات للحصول على موضوعها.
المعارض (Opposant) وهو الذي يحول بين الذات وموضوعها.
الذات (Sujet) وهي التي تسعى خلف الموضوع.
الموضوع (Objet) وهو ما تطلبه الذات، والعلاقات التي تقوم بين الفواعل تعرف بـ (منوال الفواعل: Modele actantiel) بناء على ذلك يمكن للفاعل أن يتطابق مع الشخصية، ومن الممكن أن تجتمع شخصيات عدة لتكون فاعلًا واحدًا، ويمكن للشخصية الواحدة أن تنطوي على أكثر من فاعل، ويمكن للفاعل أن يكون شخصية أو قيمة أو شيئًا أو فكرة، ويتحدد الفاعل تركيبيًّا من خلال موقعه فيما يُعرف بـ (المسار السردي) وهو التتابع المنطقي للسرد، و يُحدد بنائيًّا من خلال المحتوى الجهيّ (Modal) المخصوص الذي يضطلع به.


مربع سيميائي Carre semiotique/Semiotic Square

هو مصطلح ابتدعه غريماس (1970,1966 Greimas) للدلالة على المنوال المنطقي الذي يمثل العلاقات الرئيسية التي تخضع لها ضرورة وحدات الدلالة حتى يتولّد من ذلك كون دلاليّ يمكن أن يتجسّد.”فإذا اعتبرنا النصّ تجلّيًا لكون دلاليّ مخصوص، أمكننا أن نتبيّن السمات الأوّليّة التي هي في الوقت نفسه وحدات دنيا للدلالة.” فإذا كان النص تجليًّا لكون دلالي مخصوص، من الممكن أن تتبين السمات الأولية التي هي الوحدات الدلالية الدنيا في ذات الوقت، ومن شأن المربع السيميائي أن يساعد في تمثيل العلاقات التي تقوم بين هذه الوحدات حتى تتولد الدلالات التي يضعها النص لقرائه.السردية والسيميوطيقا يرى غريماس أن الدلالة لا تعير بالغ اهتمامها لصيغ تمظهرها، لكن الإقرار بوجود مستوى بنيوي مستقل هو لزوم لا ينبغي الفكاك عنه، مثل فضاء لتنظيم حقول واسعة للدلالة، ويجب أن يكون مندمجًا داخل كل نظرية سيميوطيقية عامة، في نطاق أن تهدف تلك النظرية إلى استيضاح تمظهر الفضاء الدلالي بصفته كلية من المعنى بطبيعة شخصية أو ثقافية، ويبحث السيميوطيقي في تصور الترهينات الأولية لتوليد الدلالة، وينطلق من كتل المعنى متمفصلة قدر الإمكان بالنزول عبر مستويات متوالية لبلوغ هدفين يسعى لهما المعنى: أولهما المعنى متمفصلًا أي باعتباره دلالة، وثانيهما باعتباره خطابًا حول المعنى أي شرحًا موسعًا ينمي كل التمفصلات السابقة على المعنى بعبارة أخرى “إن توليد الدلالة لا يتم، أولًا، بإنتاج الملفوظات وتأليفها داخل خطاب؛ إنها مرتبطة في مسارها، بالبنيات السردية، وهي التي تنتج الخطاب الدال، المتمفصل إلى ملفوظات”.من أجل علم دلالة عميق:يرى غريماس أن مشروع علم الدلالة السيميوطيقي يختلف عن علم الدلالة اللغوي، فهو يستند على نظرية المعنى، ويقترن بتوضيح شروط فهم المعنى بالبنية الأولية للدلالة التي يمكن أن تستنبط منه، والتي تُقَدَّمُ فيما بعد بصفتها مسلمة، وهذه البنية الأولية المحللة مسبقًا، يجب أن يتم فهمها بصفتها نموًا منطقيًّا لمقولة مقوماتية ثنائية من نوع أبيض/أسود، تكون عناصرها في علاقة تضاد وكل عنصر في مقدوره أن يُكَوِّن نقيضًا جديدًا، وتستطيع العناصر المتناقضة بدورها أن تدخل في علاقة اقتضاء متبادل تجاه العنصر المضاد المقابل. س1 س2 لاس2 لا س1 حيث: يخصص الاقتضاء المتبادل يخصص التناقض . إن هذا الافتراض يقتضي بأن البنية الأولية للدلالة تقدم نموذجًا سيميوطيقًيا ملائمًا لوصف التمفصلات الأولى للمعنى داخل فضاء دلالي مصغر. بنيات سردية .

1عوامل وفواعل: إن التأويل اللساني للشخصيات يميز بين العوامل المتعلقة بالتركيب السردي، والفواعل الذين يمكن أن يعرفوا داخل الخطابات الخاصة التي يتمظهرون فيها، وقد سمح هذا التمييز بالتفريق بين مستويين مستقلين، إن العلاقة بين فاعل وعامل تعدُّ مزدوجة: عا 1/عا2 /عا3/ عا1/ ف1/ف2/ف2/3/ف1 بإمكان العامل أن يتمظهر داخل الخطاب بواسطة عدد كبير من الفواعل والعكس صحيح. 2بنية عاملية: تظهر في بنية قادرة على استيضاح تنظيم المتخيل البشري، حيث إنها إسقاط لأكوان جماعية وفردية. 3انفصالات تركيبية إذا اعتُبر المحكي ملفوظًا شاملًا، أُنتِج من لدن ذات ساردة، يمكن تفكيكه إلى متوالية من الملفوظات السردية (= وظائف بروب) المتسلسلة. بإسنادنا للفعل المحمول نظام الوظيفة، يمكن أن نحدد الملفوظ بصفته علاقة بين العوامل التي تكونه. وهناك نوعان من الملفوظات السردية يمكن أن يلتقيا:ف/ ف ذات موضوع مرسل موضوع مرسل إليه أو في الصياغة المقترضة من المنطق : ف (عا موضوع) ف (م1 مو م2)، وكيفما كان التأويل الذي سيُعطى لهذه البنيات التركيبية، فهي صياغات لفظية لبنيات (واقعية) سابقة على الفعل اللِّساني أو إسقاطات للذهن البشري منظمة لعالم معقلن، مهما كان الأمر هي مواقع صورية تسمح ببروز المعنى وتمفصلاته، على سبيل المثال يمكن أن يُرمز للمستوى الاجتماعي بالرمز (أ) والمستوى الفردي (ب) وهي تمثل علاقة الإنسان بالعوامل المنتجة للمواضيع من جهة وعلاقته بموضوعه ورغبته فيه من جهة، ويتم إدراج هذه العلاقات ضمن بنيات التواصل البشري المشترك. 4 انفصالات استبدالية: إن مفهوم البنية بصفته مسلمة ضمنية لكل استدلال، يفرض وجود شبكة علائقية من نوع استبدالي محايث للعوامل كما هي في الملفوظ السردي، فالذات تكون في حالة إنتاج أو قراءة للإرساليات السردية، تتوفر سلفًا على بنية أولية تمفصل الدلالة إلى مجموعات متشاكلة، ويكون مربعها السيميائي كالتالي: عا1/عا2/لاعا2 لاعا 1وفي هذه البنية الإشارية الإيجابية (عا1+ لاعا2) والإشارية السلبية (عا2+ لاعا1) ينتج عنه على الأقل_ ازدواجية للبنية العاملية، يمكن أن يُحال فيها كل عامل على إحدى الإشارتين، ليعطي التمييزات الآتية:
عامل إيجابي / ضد / عامل سلبي
موضوع إيجابي / / موضوع سلبي
مرسل إيجابي / / مرسل سلبي
مرسل إليه إيجابي / / مرسل إليه سلبي.

ويُلاحظ ذلك في الأدب الثنائي الأخلاقي المتسم بالتقابل الصارم بين الإيجابي والسلبي (خير/شر_ بطل/خائن_ مساعد/معاكس)، ويرى غريماس أن هذا التقابل ليس عامًّا بما يكفي، فقد تُقلع الشخصيات عن كونها فقط خيرة أو شريرة، وأن مبدأ الانفصال الاستبدالي من هذا المنظور، يمكن أن يُعمم ويصلح أن يُطَبق على محكيات صغيرة بعامل واحد، ويُؤول أيُّ حاجز بالمضاد.إنه ليس من السهل بمكان الإلمام بمكامن نظرية غريماس في السيميائيات السردية كما تبين من الطرح السابق، لذا سيتم الاستئناس ببعض القراءات لنظريته، وتحت هذا الإطار كتبت مليكة سعدي في مقاربة انقسمت لشق تنظيري وآخر تطبيقي، وقد تناولت غريماس في القسم الأول على أنه أحد المنظرين لعلم الدلالة البنيوي، حيث اعتبر المقصوص أو الحكي جملة هائلة، يمكن أن نجد فيها كل الوظائف الكبرى التي نراها في الجملة حيث ثنائيان وأربعة حدود، فأمّا الثنائي الأول فهو :فاعل ========< موضوع يربط بينهما التقابل على مستوى الرغبة والبحث، ففي كل عمل سردي هناك من يرغب في شخص أو شيء يسعى خلفه، وأما المستوى الثاني فهو: مساند ========< معارض فهما ينوبان عن المستوى الأول في السرد، وعن الصفات في المستوى النحوي ويربط بينهما التقابل على مستوى الاختيارات، وذلك لأن أحدهما يساند الفاعل في بحثه، والآخر يعرضه، وغالبًا ما استعمل النموذج العاملي الذي عرضه غريماس في تحليل الحكايات وكان له أهمية كبرى في الدراسات السيميائية، وقد تخلى عن مفهوم الضحية، وأخذ مفهوم المستفيد ، وقد سمى هذا الثنائي من العوامل: (مرسلًامرسلًا إليه)، ويتكون النموذج العاملي لغريماس من (الذات الموضوع_ المرسل_ المرسل إليه_ المساعد_ الضديد)، وهو تعديل لنموذج بروب (الشخصيات الخرافية) ومن خلال قراءة نموذج غريماس يتبين أن الاتصال/الرغبة هما المحوران اللذان تدور حولهما الثنائيتان: مرسل/ مرسل إليه (اتصال)، ذات/موضوع (الرغبة)، أما الفاعلان الجديدان فهما يوجدان عن طريق علاقتهما برغبة الذات، فالمساعد يسهل رغبتها والضديد يحول دونها، وتناقش عقاق قادة النظرية الغريماسية في محاولة لتبسيطها وفي عمل توفيقي بين المصدر والقارئ فتتناول مفهوم السرد عند غريماس حيث جعله أكثر شمولية، فالسردية هي مبدأ منظم لكل خطاب، ويرى أن بناء نظرية حول السرد تبرر التحليل السردي وتمنحه شرعية باعتباره مجالًا للأبحاث المكتفية بذاتها، وتُعد البنى السردية بناء مستقلًّا ضمن التنظيم العام للسيمياء من حيث هي علم للدلالة، ويستند غريماس في نظريته على المفهوم الواسع للبنية السردية، حيث توصل ضمن هذا المفهوم الواسع إلى اكتشاف بنى سردية في كل مكان حتى الخطابات العلمية والفكرية، مما جعل البنى السردية تتحول إلى بنى سيميائية سردية تُفهم على أنها بنى سيميائية عميقة تنظم نشوء المعنى وتشمل الأشكال العامة لتنظيم الخطاب، وهو ما يعني أن النص السردي يستمد تماسكه الدلالي من خلال وجود بنية عميقة توظَّف بوصفها بنى كبرى للنص، وأيضًا من وجود منطق سردي ينظم العلاقات بين الوحدات السردية، من خلال العلاقة بين القصة والمحكي والخطاب، إن هذه البنية العميقة تشكل لدى غريماس أساسًا بنائيًّا مشتركًا يجد فيه السرد نَفْسَهُ مُنَظَّمًا قبل تجلِّيه، لكونه مختلفًا عن المستوى اللساني وسابقًا له منطقيًّا مهما كانت اللغة المختارة للتجلي، وهذا يعني أن البنى السردية يمكنها أن تظهر في مواقع أخرى خارج اللغات الطبيعية؛ فتتجلى في اللغة السينمائية والخيالية والرسم التشكيلي… مما يقتضي التفريق بين المستوى الظاهر للسرد والمستوى الكامن (البنية العميقة).

إن ما يهم تصور غريماس في تعامله مع النصوص هو الشروط الداخلية للمعنى دون التركيز على العلاقات التي يقيمها النص مع أي عنصر خارجه، ويُستنتج من ذلك أنه لا يتم استخراج المعنى إلا عن طريق الكشف عن شبكة العلاقات القائمة في صلب النص، وحصرها، بربط الوحدات السردية وفق الغايات القصوى مقصودة البلوغ، فالعلاقة التي تربط جوهر الدلالة بالخطاب الأدبي هي علاقة توليدية، من حيث خضوع المعنى لديمومة النص، إن الدراسة السردية لا يمكنها ضبط نظام الحكاية والتعرف على بنائها السردي بالاكتفاء بتتبع علاقات السلسلة النظمية ذات الطبيعة الخطية التي تخضع لمبدأ التجاور، والمشكِّلة للطابع المساير للحكاية، مالم يتم الأخذ بعين الاعتبار تلك التقابلات التي يسندها النظام التعارضي الذي تقيمه تلك الإسقاطات الاستدلالية القائمة على مبدأ الاختيار لعلاقات الوحدات اللفظية، ويتضح أن سردية القصة بحسب غريماس تركز بحثها على المضامين السردية، من خلال تحليل الضوابط التي تحكم الكون السردي، والمراد هو كيف يُبْنَى المعنى داخل النص لا خارجه، فالبنية العميقة تستدعي البنية السطحية لأن جذور الدلالة كامنة فيها، والبنية السطحية تستدعي بدورها البنية العميقة، لكونها حاملة لشفرات وإشارات يستلزم إدراكها الارتكاز إلى عوامل للتقابلات الضدية الكامنة وراءها.

مقالات ذات علاقة

شعرية التناص في ديوان “حنو الضمة سمو الكسرة” للشاعر محمد الفقيه صالح.. دراسة أسلوبية

المشرف العام

المشهد الآن.. قراءة في القصة الليبية بصيغة الفعل المضارع

الصديق بودوارة

المواقع الثقافية الليبية على شبكة الإنترنت

رامز رمضان النويصري

اترك تعليق