هدى العجيل
في ساعات الفجر الأولى، من إحدى ليالي أغسطس، دفع أمه العجوز بقوة على الأرض، وانتزع أقراطها من أذنيها، وركض مسرعا نحو الخارج.
تلك الليلة، صوت الرصاص لم يتوقف.. وعند الساعة الثامنة صباحًا، كانت سيارات الشرطة تطوق الحي، وصوت مكبر الصوت يرتفع؛ الثورة الثورة..
أمام منزل السيدة العجوز، يقف شرطي يطرق الباب بقوة.. بخطى متهالكة وأيدي ذابلة، فتحت الباب..
الشرطي: ابنك دفع حياته ثمنًا للوطن!
بعيون جافة، ازدرتها الدموع، حدقت في وجهه، الكلمات شقّت صدرها، ووقفت على شفتيها.. طأطأت رأسها نحو الأسفل، وهوت أرضًا..