وراءهنّ ظلمةٌ
وصمتٌ بليغ
تحتهن ميتٌ
و بقايا لحم عجل مطبوخ
فوقهن سماء
تفتح باب غرفة نومها
وعرقٌ دافءٌ غزير يسيل من عين طائر أسود، ابيض بلا أجنحة
بين أيديهن خاتمٌ و غربال
و سن فيل طويل، مقوس،
و جسد باردٌ و نهرٌ بلا نبض،
و رغيف خبز يابس، و همهمات حزينة.
لا ساقي بلغتْ قاع البحر
و لا ساقي حطّتْ على رمل جاف!
ليس من جوع
و ليس من مسّ شيطان
ليس من خوف
و ليس من فرح
و ليس من إيمان بشيء غامض.
أمام الكاميرا هناك من يقف في البقعة المضيئة
و هناك من لا يجد إلا الظلّ لكنه يبتسم و يضع يده خلف ظهره ليظهر السمو في عينيه و ميلان رأسه إلى الضوء.
و هناك من يفتح عينيه ببطء كي لا تختفي الأحلام سريعا من رأسه و هناك من يشدّ على أصابعه و يثني قليلا من ركبتيه كي يتشرب الحائط بعضا من طوله
و هناك من يقرأ السورة من أولها و يعد الكؤوس على طاولة المقهى.
شعرها موج بحر صخّاب في الشتاء
هفهفة الفستان على الرمل مثل رقص عياسيب هائجة
حزام الحرير الأحمر يفتح بوابة الشهوة مبللة واسعة .
بيديها الناعمتين مدّت العجينة على رخام روماني قديم
كان الحلم لا يزال رطبا و قادرا على تسريب الرعشة في جسدها. لم تنس أن تضع الأحمر على خديها و أن تزرِّرَ صديريتها فلا يبق إلا العنق شامخا أبيض.
ترك القنينة على السجادة الصغيرة
“زيت زيتون من قشتالة” قال
ثم مضى.