متابعات

الموت يغيب الشاعر الليبي رجب الماجري

عن الجزيرة نت: خالد المهير-بنغازي

الشاعر الراحل رجب الماجري

ودعت الأوساط الأدبية الليبية اليوم الشاعر رجب الماجري، الذي يعد أحد أعمدة الشعر الكلاسيكي في ليبيا، إلى مثواه الأخير بمدينة بنغازي.

والفقيد الراحل، المولود عام 1930 بمدينة درنة، سياسي وحقوقي تولى عدة مناصب في العهد الملكي، وساهم بشكل كبير في تفعيل الحياة الثقافية والسياسية طيلة توليه مهام رابطة الأدباء والكتاب إبان السبعينيات من القرن الماضي، وهو من جيل الشعراء حسن السوسي وراشد الزبير ومحمد المهدي. توفي والده بعد مولده بشهرين، وقد التحق بالدراسة بعد الحرب العالمية الثانية، وحصل على الثانوية العامة من القاهرة، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1956.

عمل بالنيابة العامة وتدرج فيها حتى رئيس نيابة بالمحكمة العليا، وفي العام 1965 عين مستشارا مساعدا بالمحكمة العليا، وفي العام 1968 عين وزيرا للعدل. ثم اشتغل بالمحاماة منذ 1970 حتى 1980، وشغل وظائف مستشار وخبير في القانون بعدة مؤسسات ليبية، ومستشار بجهاز النهر الصناعي.

بدأ الماجري قرض الشعر منذ كان في السادسة عشرة من عمره، ونشر أغلب شعره في الصحف والمجلات، وهو يدور حول محورين اثنين: المرأة والوطن.

مثقف نظيف

وعده الكاتب أمين مازن كفاءة قانونية، وأكد أن الراحل الماجري كان طيلة عمله مساندا لحريات الرأي والتعبير والاعتقاد، قائلا إنه لم يكن في يوم من الأيام سوى “المثقف النظيف”.

وقال مازن للجزيرة نت إنه عمل مع الماجري في اللجنة التنفيذية لاتحاد الأدباء والكتاب الليبيين في أصعب الظروف منتصف السبعينيات “وكان مع الحرية والتجديد في الصياغة الشعرية”، مؤكدا أن رفيقه “كان فوق كل الأشياء الصغيرة”.

من جانبه وصف الناقد إدريس المسماري رحيل الماجري بـ”الخسارة الكبيرة “للمشهد الأدبي الليبي والعربي”، لكنه قال إنه يشعر بالاطمئنان بأن الراحل عاصر انتصار ثورة 17 فبراير التي طالما حلم بها.

وأكد في حديثه للجزيرة نت، أن الماجري “قيمة أدبية كبيرة في تاريخ الشعر الليبي”، وله إسهام واضح في تطور القصيدة الشعرية الليبية خاصة التفعيلة التي كان من روادها. وأشاد المسماري بمواقف الماجري النضالية والوطنية والنقابية، وأكد أنه شخصية وطنية ساهمت بقوة في إثراء المشهد الأدبي والشعري الليبي.

شخصية مخضرمة

بدوره وصف الكاتب والباحث فرج نجم الراحل الماجري بـ”الشخصية المخضرمة التي تحمل صفات الدبلوماسية والثقافة في آن واحد”.

وقال نجم في حديث للجزيرة نت، إن فقيد الثقافة الماجري كان يرى ليبيا بعين المثقف والسياسي، لكنه قال إنه شاهد رحيل العقيد الراحل معمر القذافي قبل رحيله وغيابه عن ساحات الثقافة.

من جهته عبر الشاعر رامز النويصري -وهو من جيل التسعينيات- عن حزنه العميق لفقدان قامة هامة في خريطة الشعر والأدب، وقال للجزيرة نت، إنهم استفادوا من تجربة هذه الأجيال القديمة المتميزة نصوصهم بالقيم الجمالية والإبداعية العميقة.

لكن الناقد محمد عبد الله الترهوني قلل من أهمية نصوص الماجري، ورأى في تصريح للجزيرة نت أن مكانته في الوسط الثقافي أكبر من شعره. وقال إنه منح الثقافة الليبية حياته وعمره، وقد بذل جهدا كبير في سبيل تحقيق بعض المكاسب للأدباء عند توليه رابطة الأدباء والكتاب.

عادة سيئة

ورأى الناقد طارق الشرع -مدير تحرير مجلة رؤى الثقافية- أنهم اعتادوا الوفاء للعادة دون الأشخاص. وقال للجزيرة نت إنها “مناسبة أخرى نظهر فيها مهاراتنا في محاورة الأرواح بنبرات الأسى والحزن، وهذا لا يعني أننا نمارس عادة سيئة وإنما نتجاوز في ممارسة عادات أكثر نبلا”.

وأضاف أنه يتحدث اليوم عن وداع قيمة إنسانية وإبداعية مهمة في المشهد الشعري “عن حالة خاصة بالنسبة لشخصي، وأعتقد أنها كذلك بالنسبة لكثير من الأصدقاء الكتاب، رجب الماجري الأب والكاتب والإنسان، والشاعر الذي أسهم في فتح آفاق للدواوين الجديدة وتجاهل صراخ مجموعاته الشعرية في أحد أركان مكتبته الخاصة”.

مقالات ذات علاقة

شيء من الفرح

المشرف العام

النويصري والمصري يبحثان قضية المثقف الليبي وتحدياته

مهنّد سليمان

مكتبة طرابلس العلمية تحتفي باليوم العالمي للكتاب

عبدالسلام الفقهي

اترك تعليق