قصة

نهاية رجل غبي

الرجل والطائر من أعمال التشكيلي محمد عبيه


أعطاه الله بسطة في القوة، ولكن؛ عقل صغير، أخذته العزة بالإثم، فكان حل كل المشاكل لديه باستخدام العضلات، يركل هذا فيسقطه، ويضرب هذا فيعوره، وإذا قيل له لا، أصبح كالثور الأهوج في غابة من الصلصال، يعفس بقدميه كل الذي أمامه.

عجز وحار ذو الالباب في حل عقدته، فما كان من بعضهم ألا مهادنته، ومنهم من غض الطرف عن تصرفاته، وكان شعار الكثيرين (اخطى راسي وقص)، وهكذا استمرأ الظلم ولم يجد من يقول له لا.

ومرت الأيام كئيبة ثقيلة، الكل يخرج من منزله ويدعو الله ألا يضعه في طريق هذا الغشوم، حتى أذن الله لذلك الصنم ان ينهار وأصيب بداء السكري، وتدهورت صحته بسرعة مذهلة، أصبح شبحاً، هيكل عظمى يتحرك، غاصت العيون في محاجرها، وتهدمت الأسنان حتى لم يبق منها شيء يمكن ان يساعده على المضغ، أصبح يموت جزء جزء، وتأكله الغرغرينا والبتر عضوا عضوا.

وفى يوم فاحت من بيته رائحة كريهة، إيذانا بانتهاء هذا الغبي الذى أعطاه الله القوة فتبطر بها، تنفس الناس الصعداء وبدأت تدب في المدينة الحياة بطعم جديد.

مقالات ذات علاقة

فلسفة

إبتسام عبدالمولى

العـيش مع الذكريـات

رجب الشلطامي

دوامة السنين

يوسف القويري

اترك تعليق