قصة

باركنسون …

فتحي محمد مسعود

من أعمال التشكيلي العراقي علاء بشير (الصورة: عن الشبكة)

أريد رفع قضية عاجلة ضد كل من ادعى الإنسانية، نعم كل من ادعى الإنسانية، ضد منظمة الصحة العالمية، ضد العلماء، الأطباء، ضد الحكومات المتعاقبة على أرجاء الأرض لا أستثني أحدا؛ العالم المتقدم، والمتأخر على حد سواء؛ نسمع أن الإنسان قد وصل إلى القمر بل هبط على سطحه، وغاص أعماق البحار السحيقة، ليخرج كنوز فرعون وقارون، شطر النواة، صنع أطراف بشرية، عالج السرطان، اكتشف علاج السكر وضغط الدم، قام بعمليات القلب المفتوح أجرى تجارب لمحاربة الكورونا، والإيدز، خصب البويضة خارج الرحم، ناهيك عن الاستنساخ.

ماذا تريد؟ أوجز…

لقد تحدثت كثيرا، لماذا تريد رفع قضية ضد كل هؤلاء؟!! لأنهم يا سيدي تركوني أعاني وحدي هذا المرض اللعين، مرضا جعلني أشعر بزلزال يهز كياني، زلزال يفوق مقياس رختر، لا يعرف التوقف، ليلا أو نهارا. أعاق بل شل كل أعضائي، منعني الحركة، الطعام، دخول الحمام، خنق أحبالي الصوتية جعلني عاجزا عن الحديث مع أقرب الأقربين، وما علاقة هذا المرض بكل من ذكرت؟!!

آه يا سيدي!! هل تعرف سيدي القاضي متى تم اكتشاف مرض باركنسون؟ تم اكتشافه عام 1817. وإلي الآن لم يجدوا له علاجا!!! هل هي محض الصدفة أما أن المرض صعب!! لا هذه ولا تلك. يكمن السبب الحقيقي أن أعمارنا تتجاوز ال 65 عاما. هذا يعني للحكومات ومنظمة الصحة العالمية أننا صرنا عالة عليهم فنحن الآن غير منتجين. لذا لم ولن يهتموا بالبحث عن علاج لنا. فأنا يا سيدي القاضي أطالب بالعدالة الاجتماعية أطالب بإعادة النظر في تطور وسلوك الإنسانية…

مقالات ذات علاقة

حكاية قديمة .. جديدة .. !!!

عطية الأوجلي

حضن شاغر

المشرف العام

طفولة

غفران جليد

اترك تعليق