الساعة العاشرة صباحا طرقات متوالية جعلت صابر يجري مهرولا ليفتح الباب..
الطارق: السلام عليكم.. حضرتك الأستاذ صابر
صابر: نعم.. تفضل
الطارق: إحنا فرقة الصيانة من شركة البريد والاتصالات.. لدينا عمل بخصوص صيانة هاتفك الأرضي
صابر: أهلا وسهلا تفضلوا.. من فترة طويلة والهاتف عاطل.. حفيت رجلي وأني ماشي جاي ع الشركة.. أخيرا جيتونا.. بارك الله فيكم.
الفني: معلش أخي صابر الأعطال كثيرة وإحنا فرقة صغيرة وإمكانياتنا محدودة.. عموما تفضل معانا لمعاينة العطل في عمود الإتصال.
خرج صابر إلي الشارع و وجد سيارة البريد بداخلها السائق وبجواره مساعد الفني.. سلم علي الجميع.
لحظات وصعد الفني إلي العمود لمعاينة العطل ومن ثم إصلاحه.. فيما يدور حديث قصير بين صابر وباقي الفرقة حول الشركة ومشاكل الصيانة وغيرها من الأمور ذات العلاقة أبدي فيها صابر شئ من المجاملة و الإنبساط.
بعد فترة نزل الفني من عمود الإتصال يتصبب عرقا بعد أن لفحته الشمس اللاهبة وتوجه إلي حيث باقي الفرقة
السلام عليكم.. أخي صابر.. أسف جدا لم أستطيع تحديد العطل بدقة رغم المجهود الكبير الذي بذلته. ح نجوك مرة تانية ونحضر معنا المهندس الباكستاني المختص فهو لديه خبرة كافية ويقدر يكشف العطل و يصلحه.
صابر: لا حول ولا قوة إلا بالله.. يعني الموضوع ما زال مطول.. يا والله حالة.
هم الفني بالدخول إلي السيارة بينما أشعل السائق محرك السيارة..
صاح صابر: وين.. وين.. مازال شوي.. الفطور جاهز ربيع ساعة أفطروا وتوكلوا..
نظر أفراد الفرقة إلي بعضهم البعض نظرة موافقة ثم أطفأ السائق المحرك ونزل الجميع ..
لحظات وأحضر صابر سفرة الأفطار ( صينية عصيدة ساخنة بزيت الزيتون ورب التمر )..
أتي الجميع علي أخر لقمة من العصيدة.. أنهو إفطارهم وقد سرت في أوصالهم الهمة و النشاط والحيوية.
صعد الفني مرة أخري إلي عمود الإتصال.. قام بفك خيط الهاتف بالكامل وأنزله إلي الأرض بينما قام كل من السائق والمساعد بمسك الخيط باليد ومتابعته بالعين لكل شبر طولي منه.. بعد عدة أمتار وضع مساعد الفني يده علي الجزء المعطوب من الخيط
صاح مخاطبا الفني:
خلاص إنزل يا صالح لقد وجدت العطل الخيط مقطوع هنا.