متابعات

جدران ليبيا تؤرخ لمرحلة الصراع.

.

خلود الفلاح
.

لكل جدار في مدينة بنغازي حكاية فنية شكلت في مجملها معرضا فنيا مفتوحا للرسوم الكاريكاتيرية وبورتريهات للمجاهد عمر المختار وجملته الشهيرة ” نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت”، إضافة إلى العبارات المكتوبة بأخطاء إملائية يسهل قراءتها في سياق الجملة.

هذه الجداريات تسرد تاريخ لثمانية أشهر من عمر النزاع الليبي، جداريات تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ ليبيا المعاصر. ويقول الفنان التشكيلي عدنان معيتيق ” فكرة جميلة تحويل الجدران إلى لوحات ضخمة أي تحويل المدينة إلى متحف مفتوح”.

-أشكال حرة متعددة الموضوعات

وتقول الفنانة التشكيلية نجلاء الفيتوري هذه الرسوم الجدارية بصراحة فيها الجميل المعبر والردئ.. “وهذا ليس تقيم اكيد والفنانين الذين رسموا على الجدران قلة قليلة ورسموا مجرد تشكيل حر متعدد الموضوعات. وبعضها كصدى لإحداث التغيير”.

وأضافت ” الباقي من عامة الناس أي المواطن البسيط هو الذي عبر أكثر واكتشاف تقنيات ومهارات كنوع من تفريغ للغضب المدفون والقمع لمدة 42 سنه فى مجتمع منعزل وهو يترجم التحدي للنظام السابق”، وترى الفيتوري أن هذه اللوحات هي نوع من حرية التعبير الفني، تعبّر عن رأي الشارع ولا اعرف هل تم توظيفها في المكان الصحيح، أو يجب اختيار أفضل الأماكن لتنفيذها.

وتضيف الفيتوري “الشيء الغريب والمؤسف انه تم إزالة رسوم جدارية ومسحها من قبل الذين يدعون إنهم اسلاميون منها رسوم في المدينة القديمة وهذا شيء لا يطمئن على حال الفن في البلاد”. وتضيف لو نظرنا إلى ثقافة التصوير الجداري في العالم فله تاريخ طويل من التجارب والخبرة في البلاد العربية وأمريكا اللاتينية، وغيرها، هذا النوع من الفن الحضري “The Urban Art”، حيث استخدم فن الشارع كمنصة مؤثرة للوصول إلى الجمهور..الجميل والمهم هو استمرار الرسوم بطريقة فنية مدروسة من قبل المتخصصين”.

ويرى الفنان التشكيلي مرعي التليسي أن الثورة الليبية…ثورة استثنائية في الربيع العربي …لا تشبه ثورات الاخرين،”انتجت فنونها وغنت لنفسها وأفرزت ابنائها ولم تحتمل بطء كل الوجوه القديمة، نصبت خيامها وغنت مفرداتها والفت اغنياتها اثناء القتال ولحنتها وعزفت ألحانها من تلقاء نفسها ورسم ثوارها كل لوحاتهم وكل ايقوناتهم ولم ينتظروا احد من الفنانين”، ويضيف التليسي هذا إيقاعهم الجريء وهذه السرعة الفائقة لم يستطع كل فنانينا المعروفين فى الغناء والطرب والتلحين والرسم وغيرها ان يجاوروا هذا الايقاع السريع.

– تطويع الذخيرة والقنابل

النحات علي الوكواك طوع بقايا الذخيرة والقنابل والصواريخ، التي سعى إلى تجميعها منذ اندلاع القتال في البلاد، لتحويلها إلى منحوتات وأعمال فنية جسدت الجندي المجهول وتماثيل للحرية وحروف الأمازيغ، ويقول الوكواك “إن الذخيرة التي جاء بها القذافي لتدمير بنغازي في مارس /آذار2011 كبيرة، وعلى هذا الأساس فكرت في تحويلها إلى أشكال جمالية”، مؤكدا أن العمل في التماثيل “استغرق شهرين، واستخدمت فيها حوالي عشرة آلاف ظرف فارغ”.وأضاف أنه ذهب إلى جبهة البريقة عدة مرات لجمع الذخيرة والصواريخ.

ويقول الفنان الفوتوغرافي أحمد زبيدة : فن الرسم على الجدران ليس بفن جديد، في ليبيا وقبل الثورة فإن أقصى ما تم هو الخربشة على الجدران وأعمق رسالة حملتها تلك الجدران “الفاتح أبداً” أما أمر خربشة فكانت “ممنوع وضع القمامة يا …” وأما أكثرها شعبية وتكراراً فكانت “الإتحاد أسياد” وهو فريق كرة قدم، ما أراه من تكاثر متزايد وغير مسبوق لهذه الرسومات على الجدران حسب وجهة نظري له سببين رئيسيين، السبب الأول كان بمثابة الرد الشعبي على أنصار القذافي الذين كانوا أول من بدأ “بتسييس الجدران” ووضع شعاراتهم عليها وكنت ألاحظ أن الخطوط تتكرر كثيراً وكأن كل الجدران التي تم الكتابة عليها قد مر عليها نفس العدد من الأنصار..

أما السبب الثاني فهو الانتقام بعد سقوط قانون “المناشير” والذي كان بسببه لا يتجرأ أي ليبي على أن يلصق ملصقاً على الطريق دون تصريح أمني ولا أن يوزع الدعوات أو المطويات أو غيرها من إعلانات الطرق دون إذن. لهذا فإن ما تزايد ليس فقط الرسومات وإنما الملصقات على الجدران.

وأضاف زبيدة كمصور استهواني ما رأيت، ولطالما أعجبتني فكاهة الليبيين والتي انعكست أيضاً على جدران ليبيا، ولكنني وبعد أن قررت البدء في مشروع توثيقها توقفت، فقد لاحظت أكثر من مرة أن الثناء على العمل كان يعود إلى المصور عوضاً عن الراسم وكأن هذا المصور سرق تلك الرسوم داخل صوره فأصبحت ملكه، لهذا قررت أن أترك ذلك للمصورين الذين لا يهتمون بالتصوير بشكل خاص وقد بدا لي أنه تم توثيق الكثير منها.

خلود الفلاح

.

لكل جدار في مدينة بنغازي حكاية فنية شكلت في مجملها معرضا فنيا مفتوحا للرسوم الكاريكاتيرية وبورتريهات للمجاهد عمر المختار وجملته الشهيرة ” نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت”، إضافة إلى العبارات المكتوبة بأخطاء إملائية يسهل قراءتها في سياق الجملة.

هذه الجداريات تسرد تاريخ لثمانية أشهر من عمر النزاع الليبي، جداريات تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ ليبيا المعاصر. ويقول الفنان التشكيلي عدنان معيتيق ” فكرة جميلة تحويل الجدران إلى لوحات ضخمة أي تحويل المدينة إلى متحف مفتوح”.

-أشكال حرة متعددة الموضوعات

وتقول الفنانة التشكيلية نجلاء الفيتوري هذه الرسوم الجدارية بصراحة فيها الجميل المعبر والردئ.. “وهذا ليس تقيم اكيد والفنانين الذين رسموا على الجدران قلة قليلة ورسموا مجرد تشكيل حر متعدد الموضوعات. وبعضها كصدى لإحداث التغيير”.

وأضافت ” الباقي من عامة الناس أي المواطن البسيط هو الذي عبر أكثر واكتشاف تقنيات ومهارات كنوع من تفريغ للغضب المدفون والقمع لمدة 42 سنه فى مجتمع منعزل وهو يترجم التحدي للنظام السابق”، وترى الفيتوري أن هذه اللوحات هي نوع من حرية التعبير الفني، تعبّر عن رأي الشارع ولا اعرف هل تم توظيفها في المكان الصحيح، أو يجب اختيار أفضل الأماكن لتنفيذها.

وتضيف الفيتوري “الشيء الغريب والمؤسف انه تم إزالة رسوم جدارية ومسحها من قبل الذين يدعون إنهم اسلاميون منها رسوم في المدينة القديمة وهذا شيء لا يطمئن على حال الفن في البلاد”. وتضيف لو نظرنا إلى ثقافة التصوير الجداري في العالم فله تاريخ طويل من التجارب والخبرة في البلاد العربية وأمريكا اللاتينية، وغيرها، هذا النوع من الفن الحضري “The Urban Art”، حيث استخدم فن الشارع كمنصة مؤثرة للوصول إلى الجمهور..الجميل والمهم هو استمرار الرسوم بطريقة فنية مدروسة من قبل المتخصصين”.

ويرى الفنان التشكيلي مرعي التليسي أن الثورة الليبية…ثورة استثنائية في الربيع العربي …لا تشبه ثورات الاخرين،”انتجت فنونها وغنت لنفسها وأفرزت ابنائها ولم تحتمل بطء كل الوجوه القديمة، نصبت خيامها وغنت مفرداتها والفت اغنياتها اثناء القتال ولحنتها وعزفت ألحانها من تلقاء نفسها ورسم ثوارها كل لوحاتهم وكل ايقوناتهم ولم ينتظروا احد من الفنانين”، ويضيف التليسي هذا إيقاعهم الجريء وهذه السرعة الفائقة لم يستطع كل فنانينا المعروفين فى الغناء والطرب والتلحين والرسم وغيرها ان يجاوروا هذا الايقاع السريع.

– تطويع الذخيرة والقنابل

النحات علي الوكواك طوع بقايا الذخيرة والقنابل والصواريخ، التي سعى إلى تجميعها منذ اندلاع القتال في البلاد، لتحويلها إلى منحوتات وأعمال فنية جسدت الجندي المجهول وتماثيل للحرية وحروف الأمازيغ، ويقول الوكواك “إن الذخيرة التي جاء بها القذافي لتدمير بنغازي في مارس /آذار2011 كبيرة، وعلى هذا الأساس فكرت في تحويلها إلى أشكال جمالية”، مؤكدا أن العمل في التماثيل “استغرق شهرين، واستخدمت فيها حوالي عشرة آلاف ظرف فارغ”.وأضاف أنه ذهب إلى جبهة البريقة عدة مرات لجمع الذخيرة والصواريخ.

ويقول الفنان الفوتوغرافي أحمد زبيدة : فن الرسم على الجدران ليس بفن جديد، في ليبيا وقبل الثورة فإن أقصى ما تم هو الخربشة على الجدران وأعمق رسالة حملتها تلك الجدران “الفاتح أبداً” أما أمر خربشة فكانت “ممنوع وضع القمامة يا …” وأما أكثرها شعبية وتكراراً فكانت “الإتحاد أسياد” وهو فريق كرة قدم، ما أراه من تكاثر متزايد وغير مسبوق لهذه الرسومات على الجدران حسب وجهة نظري له سببين رئيسيين، السبب الأول كان بمثابة الرد الشعبي على أنصار القذافي الذين كانوا أول من بدأ “بتسييس الجدران” ووضع شعاراتهم عليها وكنت ألاحظ أن الخطوط تتكرر كثيراً وكأن كل الجدران التي تم الكتابة عليها قد مر عليها نفس العدد من الأنصار..

أما السبب الثاني فهو الانتقام بعد سقوط قانون “المناشير” والذي كان بسببه لا يتجرأ أي ليبي على أن يلصق ملصقاً على الطريق دون تصريح أمني ولا أن يوزع الدعوات أو المطويات أو غيرها من إعلانات الطرق دون إذن. لهذا فإن ما تزايد ليس فقط الرسومات وإنما الملصقات على الجدران.

وأضاف زبيدة كمصور استهواني ما رأيت، ولطالما أعجبتني فكاهة الليبيين والتي انعكست أيضاً على جدران ليبيا، ولكنني وبعد أن قررت البدء في مشروع توثيقها توقفت، فقد لاحظت أكثر من مرة أن الثناء على العمل كان يعود إلى المصور عوضاً عن الراسم وكأن هذا المصور سرق تلك الرسوم داخل صوره فأصبحت ملكه، لهذا قررت أن أترك ذلك للمصورين الذين لا يهتمون بالتصوير بشكل خاص وقد بدا لي أنه تم توثيق الكثير منها.

مقالات ذات علاقة

مسيرة الفن التشكيلي الليبي في ندوة بطرابلس

عبدالسلام الفقهي

انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الدولي الأول للثقافات المحلية في مدينة غريان

مهند سليمان

عيد الشعر

ناصر سالم المقرحي

اترك تعليق