حوارات

الروائي الليبي هشام مطر: علاقتي بأعمالي مختلفة والكتابة اكتشاف آخر

الروائي الليبي_هشام مطر

.

حاورته: خلود الفلاح

 .

نظمت جريدة ميادين في إطار احتفائها بعامها الأول ” سنة أولى ميادين” بدار الكتب الوطنية بمدينة بنغازي حوار مفتوح مع الروائي الليبي المقيم في بريطانيا هشام مطر.

قدم للأمسية رئيس تحرير جريدة ميادين أحمد الفيتوري الذي قال: عندما تلقفنا أخبار رواية ” في بلد الرجال” لم نكن نعرف هشام مطر لكن مالا يعرفه هشام أننا كنا نعرفه كشخص في جاب الله مطر_ والده- المناضل الوطني، والرواية تصبغ هذه المعرفة، كانت الرواية مفارقة ليبية، ففي الداخل في بلاد القمع يحقق الإبداع الليبي قفزات نوعية، وفي الانجليزية لغة الكون تحقق الرواية الأولى لروائي ليبي سبرا لأغوار القمع النوعي”.

هشام وجاب الله مطر

ما نعرفه أن والدي تم اختطافه من منزلنا في القاهرة في مارس 1990. ثم نقل إلى سجن أبو سليم بطرابلس. بعد سنتين ونصف نجح الوالد في تهريب بعض الرسائل إلينا مكتوبة بخط يده وهناك علامات كثير تبين انه كاتبها وموقعها. سرد لنا تفاصيل سجنه واختطافه. ثم انقطعت أخباره خلال السنوات الماضية، ولا نعلم إن كان حيا أو أنه قد مات في السجن.

كعائلة متكونة من والدتي وأخي عشنا في عزلة وخوف على الوالد، فجميع أصدقاءنا في القاهرة لم يتواصلوا معنا في تلك الأيام الصعبة.

لمن تكتب؟

يقول همنغواي ” أكتب لنفسي وللمرأة التي أحب حتى وان لم تستطيع قراءة أعمالي” ويؤكد بورخيس” أكتب لنفسي ولأصدقائي ولتمضية الوقت”، والكتابة بالنسبة لي مشروع متواضع وبسيط لكن متطلباته كبيرة.

ويضيف مطر” الكتابة ليست هواية، هي حالة من حالات الحرية، أن تكون كاتباً يعني أن تحاول دائماً أن تكون حراً، الكتابة اكتشاف وقراءة من نوع مختلف”.

في بلد الرجال

صدرت العام 2006 في بريطانيا وترجمت إلى 22 لغة حول العالم، يروي مطر من خلال ذاكرة طفل رعب انتظار العائلة مجيء المباحث للقبض على الأب المتهم بالرجعية والتآمر على الثورة. هذه الرواية كما وصفها النقاد عمل سردي لافت يقوم بتخليق شخصيات تتلبث في الذاكرة بسبب حيويتها وقدرتها على الفرح والحزن الإنسانيين، والغوص في الأعماق من خلال تحويل التجارب الصغيرة للطفل المندهش والخائف إلى رموز مرهفة شديدة التمثيل.

وبسؤال مطر عن الرواية وسر نجاحها قال: اكتشفت بعد الانتهاء من كتابتها إنني من خلالها رجعت بذاكرتي إلى الماضي حيث ذكريات الطفولة، وتمنيت لحظتها العودة إلى ليبيا” وأضاف ينظر البعض إلى هذا العمل على انه سيرة ذاتية، أنا لا أرفض هذه التسمية لكنني اعتبر روايتي” في بلد الرجال” سيرة من سيرات كثيرة”.

وعن علاقته بالرواية قال مطر” علاقتي بأعمالي مختلفة، فأنا لا أستطيع قراءة أعمالي بعد صدورها أو حتى بعد الانتهاء من كتابتها”.

الربيع العربي والرواية

لا يمكن الجزم بأنني غدا أو بعده سأكتب رواية عن الربيع العربي أو عن ليبيا بعد الثورة، فالرواية تحتاج لزمن وبحث ودراسة، ويضيف كتبت “في بلد الرجال” العام 2006 وأحداثها تجري في السبعينيات في ليبيا، أقصد أحتاج لعقود لفهم ما حدث.فالروائي يعمد إلى كتابة سردية تصور الحياة، وتعبر عن حالات التقمص العاطفي المتعارضة، وتشرح التناقضات التي يعنيها أن يكون المرء إنساناً. إنه يعمل على مادة العواطف وسيكولوجيا البشر.

تشريح اختفاء

صدرت العام 2011 وستصدر ترجمتها العربية نهاية العام الحالي، أراد هشام مطر من خلال هذه الرواية أن يتأمل في تأثير الخسارة والفقدان. أهتم بما يحدث للناس كنتيجة للكبت والظلم وكيف يغيرهم العنف. الاختفاء حالة خاصة من الخسارة، فعندما يموت شخص يتملكنا الحزن ولكن يصبح لدينا يقين النهاية.

أما عند اختفاء أحد فلا وجود للنهاية. الاختفاء في هنا ليس اختفاء إنسان فقط بل اختفاء أشياء أخرى ومنها ضياع الإحساس بوجود وطن حقيقي. يشعر بهذا الكثير من المنفيين والمغتربين بل وحتى من لم يتعرضوا للنفي. يختفي الوطن حين لا يوفر الأمان والراحة لمواطنيه.

بعد 33 عاما

بعد غياب طويل رجعت إلى ليبيا وعند مروري على كورنيش بنغازي التي أزورها لأول مرة في حياتي أحسست وكأنني لم أغادر هذه البلد أبداً.

عن العرب أونلاين

مقالات ذات علاقة

الشاعر والناقد الليبي صلاح عجينة: مسألة الاجيال في الادب الليبي لا تعني الاختلاف والمغايرة!

محمد القدافي مسعود

الشاعر علي صدقي عبدالقادر: أنا مغرم دائما بالتجديد

المشرف العام

معزوفاتٌ لونيةٌ في (بوسيدون) الفنان عبدالجواد المغربي

يونس شعبان الفنادي

اترك تعليق