المقالة

مات الحمار – عاش الكارطون

>

مشكلة المواطن الليبي الآن تقع تحت ثلاث خانات :

رجال و نساء المخابرات وهم المصابون بداء الوشاية ورفع التقارير والفتنة .. أزلام وخدم وزراء 17إبريل الدموي ويقع تقسيمهم تحت « اللجان الثورية بأنواعها » .. أخيراً خدم عيشة وإخوتها وأصدقاء وأصحاب العائلة الكريهة ومن أستفادوا منهم وعملوا معهم وعلى تمجيدهم..

وهي ثلاثة أمراض عصبية تحتاج من المواطن الليبي الصرف والبذخ المالي لإنشاء عيادات نفسية متطورة ومراكز للأمراض العصبية أكثر من حاجته لعلاج جرحى ثورة فبراير أو إعانة أهالي الشهداء والمتضررين أو حتى إعادة الأعمار بما فيه ترميم قطاع الصحة نفسه !

ولو فعلاً أستطاع المواطن الليبي أدراك لعبة الخانات الثلاث أعلاه وعرف المخبأ الرئيس لهذا المرض النفسي فإن عليه وقتها وضع «جالطينة» في عين المكان والتخلص منه بتفجيره» أليس من المفروض أن يتم جمع هؤلاء المرضى نفسياً و وضعهم في حجر صحي بعيداً عن أضواء الشارع ؟

يلاحظ ذلك على صفحات الفيس بوك مثلا استمرار رجال المخابرات والتوجيه الثوري أستمرار نشاطهم بلا إدراك ولاوعي حيث ينشط هؤلاء في رفع التقارير والوثائق التي تدينهم هم أنفسهم قبل ان تدين الآخرين !!

تذكرني حالة الخانات الثلاث بحادثة قديمة وقعت في زنقتنا في ثمانينيات القرن الماضي :

وقع ذلك عندما كان جارنا العجوز لايزال يحتفظ (بالحمار والكارطون العتيق) وكان كل عام يشتري حمارا جديدا ويبيع القديم ويسافر الى مدينة زليتن لأجل ذلك حيث كان سوق الحمير هناك عالي السيط .. وكان جارنا يرصف الكارطون بالحمار في زنقتنا وكان في كل مره يدخل منها للزنقة ينكس الحمار الكارطون فتتضرر إحدى السيارات المركونة.. سيارات الجيران وحاويات القمامة .. لم يترك شيئا إلا وقام الحمار بتخريبه في زنقتنا وكان غضب الجيران كل يوم في الزائد .. الجارات المتأمرات المتضايقات من سلوك الحمار وحركاته في الصباح وهن يكنسن بالعرجون أمام بيوتهن…

لقد تجمع أولاد الجيران ذات ليلة وبتحريض من الأمهات وكانت ليلة شتاء مظلمة ممطره وكان الحمار واقفا يستنجد (الماطاردا) بجانب « روشن الكوجينة» بعيداً عن الكارطون.. أجتمع الأولاد حوله و وضعوا له ( النفة ) في أنفه ثم بدأوا يغرزون عصاة مكنسة في بطنه واماكن اخرى من جسده وأنهالوا عليه بالضرب حتى وقع على الأرض مقتولا .. لقد قتلوا الحمار بطريقه بشعة بينما كان جارنا العجوز يغرق في النوم .. و في الصباح حزن العجوز على الحمار بينما هلت الفرحة في عيون الجارات وتسابق الخبر من جارة الى جارة (مسمعتيش مات الحمار؟ ) .. حزن العجوز وبقى لديه الكارطون وبعد أيام ظل العجوز يضع قمامته في الكارطون الذي بقى دون الحمار .. وبعد أسابيع اخرى استمر في وضع جميع أنواع القمامة ،، وبدأت حالة الزنقة مزرية ،، عرف حينها الجيران أنهم تخلصوا من الحمار ولم يتخلصوا من الكارطون،، أعني ان لعبة الطحالب والمتسلقين لا مبرر لها.. إلا مجموعة من الخانات الثلاث أعلاه تستمر في تضليل الجميع بوضع قمامتها في الكارطون .

مقالات ذات علاقة

هل ستفعلها ؟!

محمد الزنتاني

هويّة وموارد

عبدالمنعم المحجوب

الهوية الضائعة في عالم متغير

يوسف الشريف

اترك تعليق