في الأفق أبصرُ أسرابَ البشارات
فكيف تصمدُ يا ليل انكساراتي
سيهدمُ الوعدُ سدًّا كان يحجزنا
ويفتح البابَ في وَجْهِ الصَّبَاحَاتِ
في أوّل الغيم تذكيرٌ بوابلهِ
وفِي البدايات إشراقُ النِّهَايَاتِ
ناديتُ قالت ليَ الياءاتُ: يُبْهِجُني
أنّي سأُذْكَرُ في أغْلى النِّداءاتِ
يا ليتَ لِي رَكْعَةً في العشق يَفْتَحُ لي
فيها التشهّدُ أبوابَ المُلاقَاةِ
إنِّي لِحُبِّكَ منذورٌ .. تَخَيَّرَنِي
من لثغة الرُّوحِ حتى شهقةِ الذَّاتِ
حيثُ اتجهتُ يظلُّ الوردُ يتبعني
لا عطر يشبهُ عطرًا في اتجاهاتي
وإن تبسّمتُ ضوءُ الشَّمسِ يغبطني
يدري بأنّك أسبابُ ابتساماتي
يدري بأنّك مشواري الأخيرُ إلى
حيثُ العباراتُ سكرى بالمجازات
وحيثُ معناكَ فوق الفوق ليس يُرى
في الكون منه سوى بعض الإشارات
وحيث أنت جَمَالٌ جَلّ عن شَبَهِ
-يا أجمل الخلق – في ماضٍ وفِي آتِ
وحيث أنت حنان الله أغدقه
لِيَجْبُرَ الخاطرَ المكسورَ بالذّاتِ
وحيث أنت إذا ما النّاسُ قد حُشِرُوا
لم يُلْفَ غيرُك أهلا للشفاعاتِ
وحيث أنت رجاءٌ لا يخيبُ ففي
دعاء كفّيك إقبالُ المسرّاتِ
كل الكمالات في برديك قد جُمعتْ
وأنت يا نورها أصلُ الكمالاتِ
كل النبيين أقمارٌ إذا وُصِفُوا
ووحدك الشمسُ في أُفْقِ النبوءات
___________________
من قصيدة كتبت معظم أبياتها في الحرم النبوي الشريف