من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
شعر

الصحراء في الصباح

من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي

تكون الصحراء في الصباح دافئة
مثل حضن إمرأة غريبة 
ثم شيئاً فشيئاً 
ترتفع درجة الحرارة بشكل مخيف 
مثل حضن إمرأة غريبة
حتى يكون الخلاص أمراً مستحيلاً
أولئك الأشقياء الذين عُثر عليهم لاحقاً 
ملقون في الصحراء 
كانوا جافين تماماً 
وعيونهم مبللة بالدموع

*
لم يكن قد خلق للصحراء إلهاً بعد 
ظلت خالية ، تنتقم من كل الذين 
رفضوا أن تُولد 
لقد قدموا لها القرابين ،
أكثر من أي إله في هذا الكون 
ولكن فمها مازال مفتوحاً 
وثديها مازال يحاول الوصول إليه 
لايوجد إله يحتمل كل هذه اليقظة
لايوجد إله يستطيع أن ينجو بشعبه 
دون أن يركع أو على الأقل يبكي لمرة واحدة

*
في الليل 
ومني الآلهة 
يخرج من العتمة 
ليعبر الصحراء 
تجوع أجساد الحجر 
يُبلل العطش الوقت
وفي الظهيرة 
تهبط العقبان على الجثث اليابسة 
التي لاحقتها الصيحات طوال الليل 
لاشيء يهدأ ، قبل أن تبتلع الآلهة ريقها 
وترى الصحراء وجهها 
في عيون ضحاياها !

مقالات ذات علاقة

عندما تغتالنا الريح

المشرف العام

أنا غاضب

صالح قادربوه

سـأكـون

عبدالباسط أبوبكر

اترك تعليق