شعر

أرفق بحالك

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

أرفق بحالك لن تعيد الراحل
ولن تسترد أبدا ما طوته البارحة
من يمضي يمضي لا يعود إلى الوراء
هي طريق ونحن جميعا يسعى فوقها
الموت يأتي كل مرة بصورة
أحيانا بطيئا زاحفا
وأخرى عنيفا مباغتا
نحمله في الأبدان منذ أن نولد
تجاعيد مؤجلة ووهناً نائماً
لكنه دائما هناك في الصرخة الثكلى
وفي ألم الفجيعة
للحياة اسم واحد وللموت أسماء عديدة
حتف وردى ووفاة ومنية
أرفق بحالك لن تعيد الراحل
تستعيد فقط الذكريات الغابرة
تنبثق في الذهن فجاءة ضاحكة
وأخرى مكتئبة حزينة
حياة فانية تبدأ بالصراخ وتنتهي بشهقة واحدة
وما بينهما تفاصيل كثيرة
ألم ونشوة وفرح وفجيعة
أرفق بحالك لن تعيد الراحل
ولن تسترد أبدا ما طوته البارحة
لكنه حتما سيبقى طيفه معك
إلى أن تغفو غفوتك الأخيرة
يحييك باسما بتحية الصباح
“صباح الخير يا عمورة”
ومن الزحام ينبثق صاخبا
“أيها المشواشي العنيد”
يطل عليك من الشاشات
بجبينه النبوي وضحكته العريضة
ستعود السكينة إلى عشها في صدرك
وتهطل السلوى رذاذا باردا
سيطل الصبر من مقلتيك
مبتسما بوهن ودامعا حينا
ولكنك ستفاجئه بتحية الصباح
“صباح الخير يا قسومة أيها المزداوي العنيد”

مقالات ذات علاقة

أفتّشُ عنّي

محمد المزوغي

مرايا الذاكرة

حنان كابو

نصوص

سعاد يونس

اترك تعليق