/ن أعمال التشكيلية امباركة زيدان.
سرد

دهورة – الجزء الأول (مشاهد رصدت قبل الثورة….)

 (1)

 المدينة المنورة

                                      

عند جزيرة دوران الميناء ثمة شيء يدعوا للاستغراب لشخص واحداً فقط يعمل كسائق تاكسي و الذي تفطن لشخص أخر درويش ويرافقه أخر مراهقاً اخرق يمشيان الهوينة كل ظهيرة وتحت ضوء الشمس اللافحة والحارقة في معظم الأحيان ويرددون بين الفينة والأخرى عبارات تشبه الألغاز” أختك بنت امرأتك” عبارة يرددها الدرويش…

أما المراهق فيردد عبارة” كلنا أولاد أربعة شهور ياسادة “

أختك بنت امرأتك” تخرج من بين شفاه الدرويش لتتداخل بعبارة المراهق ” كلنا أولاد أربعة شهور ياسادة”وهكذا يمضيان على هذه الشاكلة كل ظهيرة متسربين من خلال شوارع وميادين المدينة المنورة ابتداءً من ميدان البلدية ونواحي المحكمة وسوق الجريد ومحطة الحافلات فالصابرى الغربي والشرقي فالزريريعية ثم جزيرة دوران الخبز اليابس؟!! ثم سيدي يونس إلى مأواهم حيث يقطنون عند مفترق الدرابيك في منطقة الوحيشى أو أرض قريش والشريف فلا أحد يدرى أين يلقون بأجسادهم ليلاً في تلك الأيام؟

قرر سائق التاكسي اللحاق بهم ذات مرة حتى يتمكن من معرفة عنوان هذا البائس الدرويش ومرافقه الأكثر بؤساً ليفهم سر العبارتين التي يرددانها ؟

ومن أين جأوا بها؟

ما مصادرها بالتحديد ؟

نفذ المهمة بتفطن شديد ،وفى ذهنه تدور أفكاراً انسابت بدفق غزير، لتكشف واقع الحال في المدينة المنورة وتعريه” .ويذهب به التفكير في أسباب كل

ذلك !! فلا يلوم ارتفاع الحرارة عاماً بعد أخر كنتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري التي نتجت كذلك من جراء تهتك طبقات الغلاف الجوى الاتموسفير الاندوسفير والاكتوسفير عند احد أقطاب الكرة الأرضية لتزداد طبقة الأوزون اتساعاً ولتنفذ الأشعة الفوق بنفسجية عبرها إلى الأرض لتصل إلى مدينة الحرية المعكوسة ، لتزداد حرارتها بشكل مثير وكذلك حريتها ،وتضطرب بالتالي أجوائها فيصبح الربيع صيفاً والشتاء خريفاً والصيف حريقاً وتنطلق رائحة شواء الأجساد بمشيئة الله لتغنى عن قدوم يوم القيامة الغير منتظر!!.

….. وأعتقد أن القيامة في هذه المدينة ستحل بهذه الطريقة، بحريق هائل يأتي كعقاب مستعجل دون وجود لنعيم الجنة حتى.

!!أو حتى دون وجود مركبات المطافئ في موقف مركبات المطافئ الصدئة والخالية من الماء أحيانا المنتظرة برتابة وملل في منطقة” سيدي حسين”.

فالمحرمات انتشرت في السر والعلن والنفاق والكذب تجاوز حدوده القانونية!!

حدوده الاعتيادية .

… كل شي انقلب عقباً فوق رأس حقيقة، حقيقة لا جدال فيها ، واعلم سيدي أن المفاهيم اختفت أو بالأحرى انتحرت وكأننا نعيش في مدينة يهودية !!

لا لا لا أظن أن اليهود قد ظلمهم قلمي هذا الآن فا إسرائيل عار عليها أن تُشبهها بالمدينة المنورة هذه الأيام .

إلا تدرون لماذا؟

لسبب واحد وجيه ،ذلك لأنها منظمة منظمة تنتهج أهداف إستراتيجية وتحقق من خلالها الأجندة تلو الأجندة.. صحيح أنها أجندة مضرة بالمصالح العربية ولكنها مفيدة لهم على أقل تقدير.

هذه الأجندة ستدخلهم بالتأكيد إلى الجنة!!

أتدرون لماذا..أيضا؟

لسبب بسيط وهو أن “العمل رسالة …”

أليس العمل رسالة ؟

فهاهم يطبقون مبادئنا الإسلامية التي لا نطبقها ويتفوقون !!

كذلك” كل الأديان تؤدى إلى الجنة”.

أتدرون كيف؟

لأن الرسل السماوية أتت بمناهج ربانية ومن ينتهج حذافيرها بحذافيرها سينال الرضي الرباني وبالتالي سيدخل الجنة…

والجنة واحدة سواء كانت للمسيحيين المؤمنين بالمسيحية، أو لليهود المؤمنين باليهودية وكذلك للمسلمين المؤمنين بالإسلام.

فلا توجد جنة خاصة   لكل ديانة .

… وأن هبوط الرسالات السماوية ماهو إلا هبوط لرسائل تصحيحية لمسارات الرسائل السماوية التي سبقت، من جراء انحرافها بفعل البشر المستهدفين لبرنامج تقويمهم الرباني.

أما نحن وفي مدينتنا المنورة ، فكل شي يسير بنفاق وكذب وغوغائية وعنجهية وكذلك بعشوائية وارتباك وقذارة اى بغير نظام رغم الشعارات والمبادئ التي نراها في اللافتات والتي يتشدق بتطبيقها سكانها الرائعين.

(2)

خــــــــــــــــــــــــــرف


لفتت انتباهه لوحات إعلانية ظهرت في غير محلها وتوقيتها   فلقد اختزلت اختزالا فلسفياً فحملت عبارة” التعليم الاجبارى المنظم تجهيل اجبارى” لقد رآها عندما قرر تسجيل إحدى بناته في إحدى كليات الجامعة فتراجع عن تسجيل ابنته البريئة وسجنها في البيت منتظراً أن يتقدم لها أحد الأشخاص المحترمين حتى تكمل نشأتها المحافظة وهولا يدرى أن فرصتها في الزواج ستتأضأل لان المقبلين على الزواج في هذه الأيام لا يرغبون في المحافظات فهم يحبذون الاقتران بالفتيات المتحررات؟!!

فسأت صحة ابنته الصحية وكادت تنتحر وانتهت إلى إقامة دائمة في مستشفى الأمراض النفسية ) الطب البديل .. اقصد السجن البديل .. لا لا اقصد السجن الأخر(.!!

دققوا جميعاً في العبارة لقد أُظيفت كلمة “منظم “أي أننا لا نرغب في النظام في الجامعة وبالتالي هذه إشارة بالسماح للعب واللهو داخل جامعاتنا..

أليست جامعاتنا منبر علمي ومصنع للإنسان بشقيه الذكرى والانثوى؟

فرحم الله من قال:

” الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق” .

“خــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرف”

أظنها كلمة تترنم وتتراقص بين أشداقكم واذاهانكم حين قرأتم مداخل مافى جعبتي.. الآن.

(3)

 الريد أقرابة اسبنش

لوحة أخرى تحمل اسم لسلسلة فنادق عالمية شهيرة عند وسط “كورنيش الصابرى” السياحي قبل الأوان؟!

هذه اللوحة تحمل كلمة ” فندق رجنسى.. “

وعند تغيير الكلمة إلى الانجليزية ستكون هكذا   ” Sexual hotel “Re

وإذا ماقمنا بترجمتها إلى العربية ستصبح الكلمة ” فندق إعادة الجنس..”

وبالتالي عندما نرسل الدعوات إلى السواح في كل بلاد العالم،

سياتى فقط كل من يفكر في الجنس، ليأتوا عراء ويستلقوا على شاطئ سيدي اخريبيش والصابرى واللثامة )الصالتو ورأس التونسي وبئر الحيطات وبياضه درباش والمنقار الصغير والكبير( ..

فلماذا يسافر شبابنا إلى كزابلانكا وصفاقس والإسكندرية ومن قبلها كانت بولندا وقبرص واليونان؟

فليدخروا نقودهم وليشتروا بثمن التذاكر الخمور المعتقة بنقيع الجوارب النتنة المصنعة سرا وعلناً في الأزقة القريبة، من الشاطئ لتزدهر صناعة الخمور المحلية الشبيهة المذاق” بالريد واين اسبنش” من جراء مذاق الكمون المضاف إلى التصنيع” وليخفوها بين طيات ثيابهم الداخلية ، وليتجرعوها مستمتعين بالنظر إلى أجساد البرستيوت الساقطات القادمات من كل إرجاء الدنيا، لتلفحهن حرارة الشمس الليبية ،وليكتسبن اللون البرونزي الرائع،الجذاب لتتوارى البقع السوداء والنبش المقرف و المنتشر على أجسادهن البيضاء الباردة والعارية إلا من

الأندر وير ذو الخيوط.

ولتراهم بناتنا النصف محافظات ليتجرأن أكثر على النصف الأخر وليتموظن أكثر بلباسهن المتبقي !!

   ابتداء من لحظة المشاهدة للحدث السياحي الجديد تدريجياً إلى أن يحل الصيف اللاحق حيث سيندسن بين السائحات المستلقيات على بطونهن ويتخفن بالنظرات السوداء القاتمة حتى تظنهن سائحات اسبانيات وقد فظلن شواطئ الصابرى واللثامة عن شواطئ جزر الكناريا.

(4)

 خلطبيطة والشيطوقراطية

وسيختلط   النابل بالحابل وكذلك ستتعقد الأمور الاجتماعية ،فالدينية ،أكثر فأكثر فتنقلب بلادنا   من الإسلام إلى المسيحية الذي سيختبئ تحت أطار الإسلام وتتجسد بالتالي” العولمة ” كبرنامج اجتماعي تطبيقي في مدينتنا المنورة..

” العولمة “،هذه الكلمة التي ملأت رؤوسنا وصدعتها، كفحوى للندوات والبرامج الفكرية التلفزية والنشرات الإخبارية والصحف والمجلات والأبحاث العلمية .

كلمة” العولمة”، هذه التي جلبت الرزق للمفكرين والإعلاميين، هي كلمة مستحدثة حينها ولكنها احتلت حيزاَ بسيطاَ في قاموس اللغة العربية وكبيراَ في الكتب الأخرى الحديثة.

كلمة فقط بسبعة من الأحرف, ولكنها أثرت الوسط السياسي والثقافي وأصابت البسطاء من الناس بالدوار المزمن كذلك .

…هؤلاء المواطنين الذين لا هم لهم إلا إشباع بطونهم ……………..فمالهم ومال

” العولمة “والفكر والفلسفة وأشياء أخرى، أليس الأجدى لهم ان يبحثوا عن طرقاً لكيفية إشباع بطونهم وبطون أطفالهم الجوعى؟.

واعتقد بأنه ستأتي بعدها كلمة جديدة واقترح بأن تكون ” الشيطنة ” مثلاً ،

فيظهر أناس جدد مختصين وأصحاب خبرة في عالم “الشيطنة “.

فأحدهم تحصل على شهادة دكتوراه بمرتبة الشرف في أبجدية الشيطنة، فسيمسك لاقط الصوت مدة تقارب الخمسون عاما كذلك، ويبتدئ بشرح مفهوم الشيطنة للبسطاء والشياطين الصغيرة ..،وكيف تكون شيطاناً ناجحاً،….

والية الشيطنة ،وتقنية الشيطنة ، وموازنة برنامج الشيطنة.

وسيهتفون له بملء حناجرهم:

“ياحميدا كنك شيطان؟

قلبت السفرة على السخان”

وسيتم الصراع على هذه الأخيرة” موازنة برنامج الشيطنة”، لا لشى إلا لان بها كلمة” موازنة” اى أن هناك رائحة للنقود، والتي هي الشغل الشاغل لقطاع الطرق

الذين تغيرت تكتيكاتهم وتطورت ، فحيث كانت تعتمد على الأحصنة والسيوف والاختباء خلف التلال في طريق القوافل أيام زمان ،

إلى أشياء أخرى ، تتمثل في عرقلة المنافسين المخلصين والأكفاء حتى لا ينعموا بامتيازات الموازنة زماننا هذا،بالمقالب والتقارير السرية الغير صحيحة.

.. وسيقترح هذا الفذ كذلك إنشاء “مقر دائم للشيطنة ” ،”ومجلس شيوخ الشياطين”.

فالشياطين المُسنة تحتاج إلى كراسي للجلوس وهنا سيتجسد مفهوم

” الشيطو قراطية”

ويتم مقارنته بمفهوم ” الديمقراطية ” وأيهما أنجع عند التطبيق لخلق مجتمع شيطاني سعيد، مجتمع يحافظ على مبادئه الشيطانية السامية.

وسيتخاصمون ويتناحرون من اجل هذه الكراسي سواء كانت كراسي أمامية أو خلفية.

.. وسيعترض فئة من أصحاب الرأي الأخر بشدة، فينشئون اتحاداً للشياطين الخضر،وسيصدرون كتاب ” الشيطان الأخضر”، ويروجوا له أيضا بأنه جلاب للسعادة إذا ما اتبعتوا المبادئ التي تحتويه صفحاته الخضراء ..الناصعة!!كذلك .

وسيقع عنوان هذا الكتاب تحت نظر الجمهور الرياضي الأحمر، فيعتقدون بأنه صادر من طرف احد الأندية المنافسة والتي تتقمص غلالة ذات لوناً أخضراً ،فيسارعون بإشهار اتحادا للشياطين الحمر وسيصدرون كتاباً أخر بعنوان كتاب

” الشيطان الأحمر”.

…. والغريبة أن احد الأشخاص البسطاء السذج اتجه إلى سوق نادي” النجمة التشاركى ” الواقع في وسط المدينة المنورة بمنطقة” السلماني الغربي “،

ليتبضع فاشترى بالخطأ الكتاب معتقدا بأنه أشترى علبة” شاي اخضر” فعاقبته زوجته كثيرا عندما عاد وأجبرته باستبدال الكتاب فوراً بعلبة الشاي المطلوبة فذهب غارقاً في همومه إلى السوق التشاركى من جديد واخطأ مرة أخرى فاستبدل العلبة بكتاب “الشيطان الأحمر” هذه المرة و ورجع بمطلوب زوجته” فوزية ” على غرار ” عاد بخفي حنين”حيث أن زوجته تدعى” فوزية “فعاقبته بالمبيت خارجاً تلك الليلة ولم يدرك السبب فى تلك العقوبة حتى ألان؟.

وانتهت قهقهة سائق التاكسي بتداخل عبارة الدرويش” أختك بنت مرآتك” مع عبارة المراهق المرافق “كلنا أولاد أربعة شهور ياسادة” فيتوقف هذيان

سائق التاكسي الفكري فترة ليواصل من جديد خلطبيطة أفكاره فترات أخرى

على طول الطريق.

 

(5)

عليش بتقول كده

 

فليأتي السواح وليمتزج السكان بالسواح الشاذين، وليختلط النابل بالحابل مرة أخرى في المدينة ،

هؤلاء النوع من السكان الكثر المنتظرين بلهفة وشوق لمثل هذه التطورات ظناً منهم أنها ستدخلهم في نطاق التطور والحضارة.

… فتنعكس عليهم سلباً بعد فوات الأوان،وسيستمر الدنماركيون والسويسريون   بالتهكم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام..وسيصدرون قرارات استفزازية كمنع إنشاء المآذن في المساجد الأوروبية لأنها تسبب تلوث سمعي و ضجيجاًً في حياتهم الهادئة وسيمنعون بناتنا العربيات، المحافظات في بلاد هم من ارتداء الحجاب والنقاب ،وسوف نحتج نحن العرب ونقول:

لماذا يستهزئون بنا؟

ونخرج في مظاهرات تنديد تنقلب بالاحتجاج على النظام في بلداننا وسيرفع رجال الدرك فوهات بنادقهم ليلجموا الألسن، ليحموا الأنظمة، فيخرج الرصاص العشوائي واللا عشوائي في صدور المشاغبين والغير مشاغبين وسيقذفون وسط المظاهرات ببعض الأشخاص الأبرياء والمسجونين في السجون بطريقة الترانزيت في انتظار طريقة للتخلص منهم با لجريمة الكاملة..

هؤلاء الضحايا   المفترضة الطامحين للعيش بسعادة نتيجة لتعارض مصالحهم بمصالح أفراد الدرك وأفراد الكوادر المخلصين!!!.. المزيفين المندسين.. كقطاع طرق معاصرين!! ليُقتل من يُقتل ويُسجن من يُسجن ، من آخرون كانوا قد تفوهوا بكلمات نابية ضد النظام وبتقارير وهمية مزيفة احدهم يريد الزواج من واحدة يرغبها احد المتنفذين فيُرمى في السجن الترانزيتى بقضية من نوع تحرى

” اشتباه”،والأخر يرفض الزواج من إحدى بنات الفاسقين فيرمى كذلك في السجن، وينتظرون اللحظة السانحة لقتله .

…أما الأخر فرفض التنازل عن من قام بضربه فرموا به ايضاً في السجن، والأخر لا يريد بيع منزله أو لا يريد بيع مزرعته وقطعة أرضه ذات المواصفات التجارية القياسية فسيجرجرونه بسلسلة من مشاكل نوع مشاجرات وتتأخر مصالحه ،والأخر يرفض تأجير احد المواقع الإنتاجية لمدير شركة متنفذ فيُرمى في السجن.والأخير يشتكى على من قام بالبناء العشوائي أمام بيته الأنيق فيعاقب بالسجن هو بدلا من ذلك المخالف لشروط البناء والغير مراعى لآداب الصحة والبيئة العامة وذلك لأنه احضر أخته الفاتنة أثناء التحقيق فتعاطف معها المحقق المراهق فتمنى الارتباط بها وليذهب المتخاصم البريء إلى الجحيم حتى وليتخذ منه قربانا يقدمه لأهلها مقابل الدخول إلى بيتهم متى شاء!! ليكحل عينه بجمال الفاتنة المخفي عن الآخرين.

والأخر يستعد لدخول الامتحانات النهائية ،فتكائروا عليه الأولاد المتسربين من الدراسة ‘فاشتكوا عليه كيدياً ، ليفوتوا عليه دخول الامتحان ويرسب مثلهم !!

فيتطور الأمر بدفاعه عن نفسه في مركز البوليس الذي يأمره بخلع حزامه ،فبنهال على الشرطي بالضرب فيسجنوه سراً إلى أن تحين السانحة لرميه في مثل هذه الأحداث!!.

وتغطى هذه العمليات الكيدية بشحنات من المخدرات والأموال وسهرات مع البرستتيوت المحلية ، في المزارع الليلية والشاليهات ، وستمنح الترقيات والمناصب والمركبات والغرف الفندقية السياحية المجانية، والمناقصات والتسهيلات والعطاءات، كنتاج لثمار إنهاء عمليات العصابات الصغيرة المنظمة والتي تتنامى هذه الأيام في المدينة المنورة!

والغريبة أن العمدة للأسف لا تصله المعلومات الصحيحة فالأمور تنقل إليه وفق مصالح الزمرة المتواجدة في الحلقة الأمامية ..والأخبار التي تصله ووصلته تجعله وجعلته يرضى عن ماقام به خلال فترة عمادته للحارة والمستمرة بمشيئة وإذن الله .

وانأ اعلم ان الأخبار لو وصلت إلى حد علمه سيأمر بغربلة المراكز الأمنية والتي يندس بين أفرادها أخوة وأقارب اعتي المجرمين ليمنعوا وصول قضاياهم إلى مكاتب النيابة.

وفى النهاية ستسود عبارات ” فخار أيكسر بعضه” أو ” كل شاه أمعلقة امعا عرقوبها” و” أخطى راسي وقص” و” صوابع اليد مش واحدة” ويستثار البعض ضد البعض الأخر ويصيحون بك “لا تغلط فيه ناس محترمة في المدينة “

” وأنت من وين ” ولماذا ؟أنت تقول كده ؟

وعليش بتقول كده؟

ويردفون بقولهم” اللي بيته من زجاج مايرميش الناس بالطوب” كنوع من التهديد المبطن…

ولكن الكل سيحتج غضباً في مثل هذه المواقف ويحتج ضد هذا النوع من الحديث،

ولكن عزائي في قولي لهم” إذا كنت محترما فاعلم ان هذا الموضوع لايخصك” .

و”انظر إلى مدينتنا المنورة فستجدها مليئة بما يؤكد صحة ماأقول فمن أين أتى كل ذلك ؟”

أما أننا نائمون على بطوننا أو أننا فساق عديمي الرجولة ..ومخنثون ولا نصلح للعيش بمقدرات هذا الوطن البائس.

أم أننا ماذا؟

الحقيقة لاادرى حتى ساعة كتابة ماأكتبه الآن.

 

(6)

الديكتاتورية و الاستقرارية

 

لوحة إعلان أخرى بالقرب من المدينة الرياضية مكتوب عليها” ننقالة راقي”

ماهو هذا الراقي الذي تخبرنا به ياسيدي؟

وفى الجهة الخلفية لنفس اللوحة ” واعر على العين”

أيضا ماهو هذا الشيء الذي هو واعر على العين ؟

لا يوجد ألا شي واحد توحي به معاني كلماتك ،يامن كتب هذه العبارة السياحية !! وهذا الشيء لا يطبق إلا مع البرستتيوت.( الساقطات ).” فإذا ابتليتم فاستتروا” صدق الله العظيم

ولنتعلم ثقافة الستر كذلك؟؟

فالكل يستطيع فعل مثل أشيائكم، ولكن هؤلاء الكل أخلاقهم تمنعهم من فعل ذلك وانتم بالتالي تعتبرون شلة من المراهقين ليس إلا تتلاعبون بتقاليد وعادات البقية المتبقية من سكان مدينتي المنورة المحافظين.

.. أتعرفون ماستنجم عنه هذه التصرفات الصبيانية.. سيترتب عليها نقل الإخبار خارجيا عبر الانترنيت أو عن طريق التقارير السرية للإعلام الغربي وسيتهم العمدة بالدكتاتورية والظلم ويصدق بقية العالم الأمر. فيخلط مابين مفهوم” الاستمرارية في الحكم “مع” دكتاتورية الحكم” وستزحف علينا منظمات حقوق الإنسان وجمعيات الرفق الأهلية والغير أهلية والإنسان ونقابات المحامين. وستطبق علينا كل العقوبات المفترضة والغير مفترضة.

وستتضرر المصالح بجميع مستوياتها وتتحول دولتنا من نظام جماهيري مفترض خلاق إلى نظام طبقي مكرر، كنتاج للمستويات المادية المتضاربة والنخب المتعالية والمتغطرسة ، فالنفوذ المتنامي ،وذلك لان الأغنياء سيزدادون ثراءً والفقراء سيزدادون افتقاراً وفقراً. وبالتالي سيصبح الأغنياء الأكثر نفوذاً.

(7)

” شر البلية مايقهر”

 

صاح للمرة المليون الدرويش بعبارته المكررة ” أختك بنت مرآتك”..أثناء مروره شارع “جمال عبد الناصر” وتلاه المراهق الأخرق بعبارته الغريبة

” كلنا أولاد أربعة شهور ياسادة”، فتمتم من استمع إليه ولم يفهم العبارة عند مبنى الجوازات التي تم صيانتها عشرون ألف مرة!!! خلال أربعون عاماً بأنهما معاتيه .

مر من أمام مركز شرطة المدينة فوجدها مكتظة بالمواطنين المنتظرين الدخول للشكوى.

…. استمر في المسير فشاهد خياماً وقد نصبت أمام مبنى المرافق والإسكان ،ليخلقوا إشكالية أمام أعين مسئولىء الإسكان والمرافق الذين سيقومون بالاتصال مع العمدة والذي سيأمر بتخصيص مساكن لهؤلاء المتكررين والذين تظاهروا بأنهم يعانون من أزمة سكنية طارئة مستغلين كرم العمدة المتزايد، وقد لا يكونوا يعانون بل هي طرق سكان مدينتنا المنورة المبتكرة في النصب والاحتيال ،

فالزواج يتم قبل توفير السكن والأولاد قد يولدون والله الرزاق في أربعة أشهر؟ !! عذراً الخمس شهور الأولى مضت أثناء فترة الخطوبة!!!

“شر البلية ما يقهر”!!

والولادة ستتم عن طريق الداية وخارج مستشفى الولادة الحكومي أو كيفما جأت التسمية فلا أحد سيدقق في مدينتنا المنورة!

حياة غير منظمة ومشاكل بالطبيعة ستنشئ من جراء هذه الحياة العشوائية.

ستصل الأخبار إلى العالم المتقدم ..فيتهم المسئولون ومن قبلهم العمدة بسوء إدارة المؤسسات وسوء التنظيم والنظام وستصل المعلومات عن طريق الصائدين في المياه العكرة إلى المترصدين للعودة للوطن بفارغ الصبر متمنيين الإطاحة بالنظام ليحلوا مكانهم لينتزعوا المناصب، فالمناصب توفر العربيات والعلاوات وامتيازات أخرى كتمليك المزارع التي لا يزرع فيها الا نبات الورد وكأن زارعها حين زرعها دارت بخلده أغنية:

” بلادنا زين على زين

بلادنا ورد وياسمين”

لتهيئة الجو الرطب للسهرات الليلية ليعم الانسجام بين ضيوف تلك المزارع المتسربين سراً من بيوتهم وبدون علم أولياء أمورهم.


(8)

 وزارات وأجندة عمل انقلابية


وهناك ..هناك بعيداً عن أعين رجال استخباراتنا ستعقد الاجتماعات السرية والعلنية في ألمانيا مثلاً بتمويل سعودي أحياناً وامريكى أحيانا أخرى وموسادى في أغلب الأحيان وسيزداد المعارضون رجولة وسيقومون بترتيب أوراقهم السياسية الانقلابية البيضاء أو الحمراء أو اى لون أخر !!

حقيقة أيضا لا أدرى وسيقومون بتوزيع المناصب كالتالي :

وزارة الإسكان ستمنح للمعارض” ألف” الذي هُدمت وصودرت أملاكه وعقاراته في المدينة المنورة بداية التغيير السياسي ، ووزارة التخطيط ستمنح للمعارض “باء” الذي خطط لهذ الاجتماع، ووزارة المواصلات للمعارض “جيم” وهو الذي أوصل بعض المجتمعين إلى قاعة الاجتماع بمركبته الخاصة أما وزارة الاقتصاد ستمنح للمعارض” دال “الذي دفع تكاليف البوفيه ونشر خبر الاجتماع في حالة كونه معلن،و الوزارة الحربية فهي لأقوى الرجال في الزمرة التي تخطط لانتزاع الحكم ،وهو فتوة المعارضين فقد خرج من إحدى المشاجرات منتصرا عندما تدخل لمناصرة أصدقائه المتشاجر مع بعض الفتية الألمان في أحد النوادي الليلية،

مسترداً القير فرند والتي حاول ذلك الالمانى الأرعن أن يبعدها عن صديقه لكونه من شمال أفريقيا وهى من بنات جلدته.

ثلة رائعة أظنها لو أعطيناها فرصة للحكم في بلادنا فأنهم سيرتقون ببلادنا إلى المصاف المتقدمة بين الدول الكبرى لأنهم يحملون أفكار ذات قيمة هههههه وضعت في أجندة عمل مكثفة.

فسيقومون أولا بتجميد حسابات وأرصدة المستفيدين حالياً،وسيقومون باعتقال القياديين الحاليين والسابقين،وسيقومون بمصادرة أملاك المستفيدين من النظام حاليا،وسيقومون بمحاكمات سريعة،وسيصدرون أحكاما يرونها هم قانونية وسيرونها المتضررين أحكاما تعسفية،وسيكثرون من المشانق والسجون في الشوارع والميادين والجامعات وحتى المساجد،وسيستبدلون ألوان العلم بألوان أخرى بها رموز جديدة يسود فيها اللون الأحمر القاتم لون الدم، دون بقية الألوان.

وسيؤلفون سيمفونية جديدة كنشيد وطني جديد أظنه قد جهزوه وأهدوه لجمهور احد الأندية الكبيرة في المعمورة إلى أن تحين اللحظة السانحة لإطلاقه فيكون سبقاً إعلاميا أو نبوة قبل الأوان.

وسيعاقبون كل من غنى أغنية للنظام وكل من كان مداحا بإشعاره للنظام، وكل من قراء وثيقة عهد ومبايعة للنظام وكل من أرسل برقية مؤازرة للنظام،وكل من أخذ مسكن أو مزرعة أو شاليه أو أرسل ابنه للدراسة بالخارج أو استفاد بالعلاج بالخارج أو تنعم بوظيفة سفير أو حتى موظف استقبال بأحد المكاتب الشعبية،وكل من أخذ مركوب، أو حتى قرض ريفي أو حتى حافظة ثروة.

المهم سيعاقبون الكل إما بالإعدام أو بالسجن المؤبد أو بالنفي أو بالمصادرة للأملاك،أوبالاغراق في البحر أو بالدفن الجماعي تحت الاسمنت المسلح أو باستبدال المقتول بقتيل أخر!!. ولا يسمح بفتح التابوت بأمر الطبيب الشرعي!!

 

(9)

حركات الحمام الشكلاباز

 

…. في النهاية سيقف الحاكم المفترض الجديد ليلقى كلمته أمام الجميع فلن يجد أحدا!!

فيقرر الرجوع إلى مثواه اليومي ، لينام فلن يجد النوم ، فيتصل سرا بالطبيب النفسي الذي يمده بأقراص الضغط بدلاً من أقراص المنوم ،ويختلس النظر إلى القائمين بالحراسة فيركبه عفريت الوسوسة ،فلا يطمئن إليهم !!

فمن هم ومن أين أتوا ؟

ومن أحضرهم؟

لا يهتدي إلى اى جواب فيتذكر المثل الشعبي الليبي

” أطرش في الزفة”

فسيبكى كثيرا وحيدا تحت غطائه وفوق وسادته الجديدة.

فسيوبخ نفسه ويلومها كثيراً ويتمتم ” بكلمات مثل :

” مالي ومال الحكم وأنا لست إلا أهبل حتى أكون الرئيس والله يعطيني مصيبة!!

على هذه الغباوة ..

و …ألم كنت سعيداً بين العامة …

وسيهتدي إلى فكرة استبدال الحرس في كل ليلة ،فينقلبون عليه في الأسبوع الثاني من توليه الحكم .

ويظهر الحاكم الأحدث ببيان تصحيحي لمسار الحكم ،موضحا فيه بأن الحاكم المغتال قد كان غير جدير بأن يتولى الحكم حتى في بيته ،وستنحدر كلمات الحاكم

الأحدث في بيانه كونه كان مربياً للدواجن وطيور الحمام حين كان صغيراً ،فسيتعين بعبارة من شوارعنا حيث ينعت الحاكم المغدور” بأنه لا يصلح حتى بأن يحرس عشاَ للدجاج” وسيصفق المتواجدون كثيراً لهذه العبارة..وسيتباهى الحاكم الأحدث بالخطابة وسيعتمد في خطبه القادمة عبارات أخرى مثل”

أيها الشعب عيشوا حياة الحمام الهنداوى وابتعدوا عن حركات الحمام الشكلاباز ، وابتعدوا عن التباهي مثل ما يفعله الكنك،” ولا كنك بعد اليوم”” ومانبغى واحد يفرش ريشه كيف الطاووس”” الكل يجب ان يكون كالحمام العربي” الخ من الكلمات التي ستعكس تجربته الحياتية الفريدة هو الأخر!!

وفى نهاية الخطاب التاريخي الذي رسم به خارطة الحياة السنوية لشعبه المتبقي

سيقوم بدعوة كبار الضيوف إلى مأدبة عشاء مليئة بكل أصناف الحمام المشوي والمحاشى والكونتاكى والبانيه..الخ


(10)

بشوية بشوى بشواش

 

وسيستمر الحكم إلى أن ينتهي البذخ وتجف الموارد المالية للنظام وتفرغ براريك الحمام وبعدها سينقلبون عليه بزعامة احدهم ،وأظن أن والده كان يمتهن مهنة

“سكليسته “وذلك لأنه عندما وقف أمام الميكروفون في تلك المنصة ولم يطاوعه الميكروفون.. فنظر إلى تحت الطاولة مستنداً على إحدى ركبتيه وتمتم قائلا

هات ولى مفتاح عشرة احداش واشويه مصطشى .

وسيهم بالوقوف ليسقط صريعاً من جراء رصاصة فوهة بندقية على شكل كاميرة تصوير مرئي أطلقت بسرعة .

…كان منفذ العملية قد تسرب إلى المكان في شخصية احد كوادر الإعلام المكلفين بالتصوير والتوثيق الاعلامى.

وستبث الإذاعة خبر الانتقال لإذاعة خارجية لنقل وقائع مباراة في نهائي كاس العالم بين ايطاليا وألمانيا على الهواء مباشرة ويكتشف المشاهدين بأنها مسجلة ويخرجون إلى الشوارع متسائلين عن الذي يجرى في البلاد.

فيعلمون بان من نفذ الانقلاب الأخير هو شخص يحمل بندقية في شكل كاميرا فيديو

فتبهرهم العملية ويهتفون بملء حناجرهم:

أمنور يابتاع التصوير

نحن أرجالك مهما أدير

وكذلك يهتفون:

أمنور يابتاع الإذاعة

نحن أجنودك ساعة بساعة

ويرددون كذلك:

زيد تعلى ارقي فوق

امعاك العزة أساع أنذوق

ويختمون أهازيجهم بأهزوجة:

بشوية بشوى بشواش

أندافع دونك بالرشاش…

الخ من الهتافات الروتينية المعتادة !! وعندما يتولى حاكم جديد ، أوفى كل مرة.

وتتداخل الأهازيج والهتافات مع عبارة الدرويش الذي وصل إلى مدخل ميدان البلدية، حيث توقف لمشاهدة خياما قد نصبت مقابل مبنى إدارة الأملاك والإسكان

في بداية شارع” جمال عبد الناصر” ومن فيها يتفننون في إيصال مأساتهم المفبركة إلى أصحاب القرار حيث أنهم لايملكون المسكن لإيواء نسائهم وأولادهم وتناسوا بأنهم كونوا أسرهم دون النظر إلى توفير المال الخاص بشراء المسكن قبل الزواج.

واصل مسيره الدرويش ومرافقه المراهق الأخرق صائحا بعبارته بقوة في اتجاه الخيمة المنصوبة للنصب والاحتيال للحصول على سكن!!

“أختك بنت مرآتك”.

وأردف المراهق بعبارته المكررة:

” كلنا أولاد أربعة شهور ياسادة”

نظروا إليه فاعتمدوه معتوها ماضياً بابنه المعتوه كذلك، واستمروا في نصب الخيام من اجل الاحتيال والنصب كذلك.

 

 (11)

أحكام جائرة قبل الاستئناف

 

تسرب الدرويش إلى المحكمة فأوقف السائق مركبته وترجل لاحقاً به إلى داخل أروقة المحكمة التي تعج وتضج بالمشاكل الاجتماعية الطبيعية والغير طبيعية.

في احد المكاتب يوجد فتى ارعن يهم بالقسم على القرآن بأنه صادق وتقاسيم وجه تشير إلى أنه كاذب، والغريبة أن وكيل النيابة لا يملك فراسة ليتفرس في الوجوه ،فاعتبره صادقا فصاح الطرف الأخر في القضية قائلاً:

“سيدي وكيل النيابة”

نحن لسنا في عصر الرسل والأنبياء حتى ينزل الله عقابه كمعجزة ربانية فورية تسخط الكاذب وتجعله قردا أو خنزيراًأو حتى جرواً كنتيجة للقسم الكاذب على القرآن الكريم”

فأتخذ ضده ممثل النيابة إجراء بالتوقيع الفوري على ورقة متضمنة بين طياتها عقاب بسجن المحتج مدة أسبوعين لتدخله الذي تجاوز به الحدود القانونية، فترنح المعاقب ومال بظهره على زر الكهرباء في مكتب وكيل النيابة فأضاف وكيل النيابة عقوبة شهرين آخرين على مدة السجن والجاني مبتسما شامتا لما يحدث من ارتباك انتهى في صالحه.

المكتب الأخر اقتيد إليه سجين أربعاء وخميس وجمعة اى انه بديهيا سجين قضية بوليسية كيدية تفتق عنها عقلية رجال البوليس في مراكز الشرطة في المناطق المختلفة بمدينتنا هذه الأيام، عندما يريدون الإيقاع بشخص لا يريدون الخير له والغريبة أن ممثل النيابة لا يتفطن إلى مثل هذه الأنواع من الحركات الصبيانية..

مكتب أخر به احتجاج لشخص يرغب في فتح ملف سجن به فترة من الزمن واتضح بعد أن انتهت مدة عقوبته بأنه بريء من كل ما نسب إليه وهو يرغب في التعويض ورد الاعتبار فنظروا إليه رجال القانون بنظرات مزرية وتجاهلوه في البداية ثم احتقروه وعندما ملوا من خلقته صاحوا في وجهه جميعهم نعم جميعهم وبدون استثناء بعبارة:

اسمع يا صاح نحن لا نجد الوقت الكافي لمعالجة المشاكل الاعتيادية فما بالك بقضية مثل قضيتك فارحل من هنا هيا.

“قالوها باللهجة العامية”

وأردفوا قائلين:

توجه إلى ربك بالحمد إلى ماوصلت إليه قضيتك.

مكتب أخر المتهم مصاب بكدمات في مختلف أعضاء جسمه من اثر مشاجرة حاول أن يبين للوكيل النيابة بأنه قد تم جره إليها جراً بعد أن تفادى الدخول فيها فعجز

وذكر لوكيل النيابة بأنه قد اشتكى من الأطراف الأخرى كونهم يودون ضربه في المخفر القريب، وحرر محضرا بالواقعة، فأهملوا أفراد المخفر شكوى صاحبها، لان شقيق المشتكي فيهم يعمل شرطياً بذات المخفر فميع الشكوى ألا أن يجرجروه في المشاجرة فيضيع بالتالي حق المجني عليه، وهذا ماحصل.

فلم ينتبه وكيل النيابة لما قاله المتهم المضروب، وأمر بحبس كل الأطراف.

مكتب أخر لوكيل نيابة يعالج شكوى من زوجة تجاه زوجها الذي صار مبتعدا عنها ولا يضاجعها بعد أن رزقهم الله بمولود واكتفى، فتوقف عن مضاجعة زوجته فهي تطلب الطلاق وترغب في الطفل وهو يرغب في الطلاق ويرغب في الطفل كذلك ،ولكن بأقل الخسائر فهو لا يمانع في دفع مؤخر الصداق الذى ترغبه زوجته بشدة لتقتنى مركبة أنيقة لتختار من يروق لها من الرجال بطريقة التيكاوى متى أرادت.

ولكن زوجها متمسك برغبته الشديدة في الاحتفاظ بطفلته لتربيها زوجته الثانية التي ستكون أماً بديلة ومربية فاضلة بدلاً من أن يتحقق توجسه الشرعي من مثل هذه الزوجات،والغريبة أن القاضي لم يتفهم مثل هذه الإشكالية فقضى بشرعية احتفاظ الأم الغير مسئولة بالمولود في حالة وقوع الطلاق فرفض الزوج الطلاق ورفض مضاجعة زوجته الكريهة حتى يقوم بتربية طفلته فلا تقع في تطورات الانحلال الاجتماعي المنتشر هذه الأيام في المدينة المنورة.

وفى مكتب أخر يتواجد متهم بانتحال رجل امن والتعدي على احد ى زوجات احد المشاغبين.

فدافع المتهم قائلاً:

متى تم ذلك؟

الأجدر أن تحددوا لي التاريخ والساعة فقد أكون خارج البلد حينها وسأجلب لكم ورقة تثبت ذلك.

فلم يعيروا رجال القانون ذلك واستمروا في توجيه الاتهامات للرجل !!

فاحتج الرجل واقترح عليهم أن يدخلوه مع آخرين وليقفوا أمام الزوجة المدعية لتتعرف على الشخص المنسوب له الاتهام.

فأمروا زوجها بإدخال الزوجة المدعية فهمس لها زوجها المشاغب في الطريق بأن الشخص المراد الإيقاع به هذه المرة يرتدى ثيابا ذات ألوان كذا وكذا

فسهلت مهمة الزوجة المدعية ووقع البرى في الورطة.

فعوقب بالسجن عدة سنوات.

قبل أن يستأنف الحكم الصادر ضده.

بين ممرات المحكمة إحدى الفتيات تلاحق رجلاً أنيقا تظهر عليه ملامح الثراء

هبط لتوه من مركبة باهظة الثمن وهى تخبره بأنها تستطيع أن تخرجه من اخطر القضايا وسردت إليه بأنها تعمل عند إحدى المحاميات الكفؤ التي أخرجت إحدى المتهمين من قضية جلب وتجارة شحنات كبيرة من المخدرات ذات مرة.

فصاح في وجهها ساخراً:

توقفي عن هذه الترهات فانا المستشار فلان العلانى احد من يملكون قرار الإعدام في الدولة.

فاقشعر بدنها بسرعة، وبسرعة كذلك توجهت إلى اقرب تواليت فوراً “جلكم الله” ومن ثم اعتزلت العمل في القطاع القانوني والأشياء الأخرى


(12)

 حاجة ومحتاجة

 

تسللت عبارات الدرويش ومرافقه المراهق الأخرق إلى مسامع جميع من في المحكمة حتى وصلت إلى سائق التاكسي الذي لم يجرؤ على الدخول إلى داخل المحكمة خوفاً من تلبس قضية مفصلة مخصوصا لسائقي مركبات التاكسي.

فتفطن إليهم رجل الأمن الواقف فأمر بطردهم خارجا ليواصلوا المسير عبر المركبات المركونة بالساحات القريبة من مبنى محكمة الشمال وهبطوا إلى سوق الجريد وهبط معهم سائق التاكسي راجلا هذه المرة فتلقفه احد تجار العملة

متسائلاً:

ماذا معك؟

فلم يدرك المعنى من وراء هذا السؤال.

وتوجه بنظره إلى جهة الضجيج عند مدخل السوق فوجد أن احد الأشخاص يرغب

في اخذ مبلغ خمسة دينار من احد تجار العملة وذلك لأنه اتفق على بيع ما بحوزته من دولارات إليه بسعر وعند إكمال العملية تبين أن المبلغ ينقص الخمس دينارات

ويرفض التاجر إعطائه المبلغ المتبقي متوسلا إليه بأنهن سيكونن ثمناً لحليب الأولاد.

أكمل ورائهم المسير خلال متاجر سوق الجريد فأعتقد بأنه يسير في سوق من أسواق جمهورية مصر العربية لكثرة الإخوة المصريين الذين انتزعوا المهن من أولادنا انتزاعاًَ فأصبحوا هم التجار في متاجر سوق الجريد العريق .

والمضحك أن أولادنا الأعزاء لازالوا ينتظرون قرار التشغيل من الدولة!!

قطع حبل تفكيره أصوات الدرويش ومرافقه المراهق ” أختك بنت مرآتك”

و” كلنا أولاد أربعة شهور ياسادة” الذين أوصلتهم أرجلهم المتثاقلة إلى الأقواس

فوجد المهاجرين من أفريقيا وقد انتزعوا الأرصفة ليبتدوا مشاريعهم التجارية الصغيرة .

تسربت نظراته دون إرادة إلى الطريق الذي اُستكمل رصفه بعد إقفاله لشهور طويلة لغرض الصيانة والتطوير فوجده يحتاج إلى الصيانة والتطوير مرة أخرى!

واصل اللحاق بالاثنين فوجدهم لم ينحدروا في اتجاه محطة الأتوبيسات الخاصة اللاتي أصبحت كحل بديل للمواصلات الشعبية في المدينة المنورة لأنهم لايملكون الربع الدينار، والذي أصبح مهما في حياة البسطاء فيستطيع به أن يشترى به عشرة أرغفة من الخبز الغير موزون!!

ويستطيع به كذلك أن يشترى سندويتش فول أو فاصوليا أو طعمية أو حرايمى ولكنه ليستطيع تناول أي نوعاً من العصائر مع إفطاره المتقتر هذا.

نظر إلى الطريق فوجد طالبة جامعية تنحدر من إحدى حافلات الجامعة بشكل مختلف عن الشكل الذي خرجت به من احد أبواب مستشفى الولادة. وكذلك من بيت ابوها ،فلقد دخلت دون نقاب وخرجت به؟!


(13)

 هل الاستعمار مضر بالشعوب المستعمرة؟

 

انتظر عند المفترق المروري منتظرا الإشارة الخضراء ليعبر إلى وسط منطقة

الصابرى ففوجئ بمركبتين وقد كسرت الإشارة الحمراء واحدة يقودها شخص وبجانبه زوجته ،والمركبة الأخرى يقودها شابا وحيدا،فأرجعه رجل المرور محررا له إيصال بمخالفة أما المركبة الأخرى فقد تسامح معه رجل المرور لوجود زوجه السائق المخالف والتي تدخلت بكلمتين لا ثالث لهما أثناء مناقشة زوجها مع رجل المرور المكلف.

أما الكلمتين فلن أقولهما لكما ألان…..

ترك سائق التاكسي المفترق سريعاً حتى لايتوارى عن أنظاره الدرويش ومرافقه المراهق الأخرق.

وصل الثلاثة إلى مقبرة “سيدي أعبيد “والتي فشلت عملية الاستيلاء عليها بتحويلها إلى سوق تجارى والذي اختفى قبل أن يظهر.فاقترح في ذهنه بأنه لو يتم الاستفادة من احد الفنانين التشكيليين الذين لهم القدرة على رسم لوحة تشكيلية فنية خيالية للمنطقة الممتدة مابين المقبرة العتيقة وجزيرة الخبز اليابس المستخدم كأعلاف للماشية هذه الأيام؟!!

وذلك لان مخطط هذه المنطقة يشبه إلى حد كبير مخطط “ألبرت بارك “تلك الحديقة الواقعة خلف مسجد” ابوبكر الصديق “الواقع في مدينة مديلسبرة البريطانية.

وتذكر بأن احد أخوته الذي يهوى الترحال قد أخبره بمعلومة ألا وهى:

“مخطط منطقة كنجستون اللندنية يشبه إلى حد كبير منطقة ميدان التحرير القاهرية المصرية .”

وتسأل في نفسه هل الاستعمار مضراً بالشعوب المستعمرة؟

وأستهجن سؤاله بضعة دقائق ولكنه استرسل محدثاً نفسه:

فلو أننا تركنا الطليان دونما مقاومة لمكناهم من نقل مخططاتهم العمرانية بتفاصيلها ألينا ولا أنتهت مسرحية نهب ميزانيات الدولة التي تهدر دون أن تستخدم في تعمير البلاد كل عام.

استمرت الجدلية الفكرية في ذهن سائق التاكسي حتى وصوله إلى منطقة الصرف الصحي الطافح والذي أصبح كعلامة مسجلة لمنطقة سيدي يونس تلك المنطقة التي عجز أبنائنا المهندسين وخريجي صروحنا العلمية!! على إيقاف مأساتها ولم يعجزوا عن نهب ميزانياتها. وأظنهم يتعمدون تركها مهملة حتى يكون هناك شيء تصرف من أجله الميزانيات القادمة في كل الأعوام القادمة.

ولو أنهم قاموا بمعالجة الأمر منذ الوهلة الأولى لأصبح هناك صعوبة في إيجاد شيء مجدي أخر يستحق ضخ الميزانيات لأجلها.

وصل به المطاف إلى مفرق الدرابيك عند مداخل مناطق الوحيشى وارض قريش

وارض الشريف ، فلم يجد الدرويش ولا مرافقه المراهق الأخرق فقد تسربوا إلى بيوتهم أثناء جداله الذهني، ولكنه لم يعتريه اليأس فقد قرر الاستفسار عن قصتهم من احد الشيوخ الجالسين عند باحة المسجد المجاور.

فاخبره الشيخ بحكمة قائلاً:

فلنتعلم ثقافة الستر؟

فتوجه إلى مركبته متمتما بعبارات لازمته بقية أيامه وهما:

“أختك بنت مرآتك”و”وكلنا أولاد أربعة شهور ياسادة”

وعندما فهم مغزى العبارتين أضاف كلمة “دهورة” الى العبارات

فاعتبره كل من تسربت إليه التمتمة معتوهاً.

تمت.

مقالات ذات علاقة

فـوضـى

الصديق بودوارة

خارج الثكنة

مفتاح العماري

رواية الحـرز (37)

أبو إسحاق الغدامسي

اترك تعليق