قصة

ضلع أعوج ….

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

صحا من نومه ليذهب الى الحمام.. توقف فجأة أمام غرفة والديه، الباب موارب ولم يكن مقفل كعادته أثناء نوم والديه وضوء الممر الخافت جعله يرى جسد والده وهو منحني على أمه، شعر ان ركبتيه تخذلانه وقلبه يخفق بشده وجف حلقه.

هل سيقتلها؟

صار يردد هذه الكلمة وهو يتسلل الى غرفته وقد امتلأ وجهه بالدموع وتبلل سرواله!!

جلس على سريره وهو يفكر ماذا سيفعل؟ انه لم يتجاوز السابعة من عمره، نظر الى اخيه الصغير في السرير المقابل وجده مستغرق في نومه، ليته يستطيع ان ينام مثله، هو لا يستطيع ان يذهب مرة اخرى الى غرفة ابيه لينقذ أمه.

ليتها تركت البيت مثل ما تفعل كل مرة تتشاجر فيها مع ابي، وتعود لأجلنا فهي تخبرنا بذلك في كل عودة، هذا اليوم كان شجارهما عنيف تعالت أصواتهم وبكت أمي كثيراً ….

ظل جالساً في سريره خائفاً، لم يغير ملابسه ضم ركبتيه الى صدره واسند جبهته عليها حتى غافله النوم وهاجمته الكوابيس، لم يدر كم مضى من الوقت عندما استيقظ مفجوعاً وقد وقع على الأرض وتسللت الشمس من النافذة وعانقت وجهه الصغير.

لم يجد اخيه في الغرفة، خرج مسرعاً وقد اعتلت وجهه ابتسامة مرتبكة عندما سمع صوت أمه في المطبخ تعد الافطار، وقد فتحت الراديو كعادتها تستمع لإخبار الصباح وصوت فيروز..

مقالات ذات علاقة

الصــبي/ الـــوردة

محمد الزنتاني

ليالي (خفافيش) القرية

سعد الأريل

هجرةٌ شرعية

المشرف العام

اترك تعليق